اشتباكات تجار المخدرات تهجّر مخيم شاتيلا... سرحان: لجان أمنية بالتنسيق مع الأجهزة اللبنانية
قوات كورية إضافية في روسيا.. تحالف الحرب الأوكرانية يتسع
أعلنت كوريا الشمالية أنها سترسل قوات إضافية إلى روسيا خلال تموز/يوليو المقبل لدعم العمليات العسكرية وإعادة إعمار المناطق المتضررة، بحسب تقارير استخباراتية كورية جنوبية وتصريحات رسمية روسية أكدت وصول عسكريين وخبراء متفجرات إلى منطقة كورسك في يوليو المقبل.
ويعتبر مراقبون أن هذه الخطوة لا تعني مجرد تنفيذ للاتفاقية الدفاعية الموقعة بين البلدين، بل إشارة صريحة إلى أن الحرب في أوكرانيا لم تعد شأنا أوروبيا، بل حلقة جديدة في إعادة تشكيل التحالفات الدولية على مرأى العالم.
كما يأتي هذا التطور بعد أيام فقط من تصريحات رئيس مجلس الأمن القومي الروسي سيرغي شويغو، الذي أكد أن بلاده اتفقت مع كوريا الشمالية على إرسال عسكريين وخبراء متفجرات لدعم جهود إعادة بناء منطقة كورسك الروسية، التي تعرضت لهجمات أوكرانية خلال الأشهر الماضية.
ويشير مراقبون إلى أن هذا التحرك يمثل أول ظهور عملي لوحدات عسكرية كورية شمالية في الأراضي الروسية منذ عقود، ما يسلط الضوء على تحول بيونغ يانغ من داعم سياسي إلى شريك عسكري مباشر ضمن استراتيجية موسكو لتوسيع دائرة حلفائها في مواجهة الغرب.
واعتبروا في تصريحات لـ"إرم نيوز" أن هذا التطور يأتي ضمن اتفاقية الشراكة الاستراتيجية التي تتيح تبادل الخبرات والتكنولوجيا، بما في ذلك إزالة الألغام والمساهمة في أعمال البناء داخل الأراضي الروسية.
وقال رامي القليوبي، الأستاذ الزائر بكلية الاستشراق في المدرسة العليا للاقتصاد بموسكو، إن إرسال كوريا الشمالية قوات إلى روسيا يندرج ضمن اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الموقعة بين موسكو وبيونغ يانغ، التي تنص على التعاون في مجال الدفاع المشترك.
وأوضح القليوبي لـ"إرم نيوز" أن هذه ليست المرة الأولى التي ترسل فيها كوريا الشمالية جنودًا إلى روسيا، مشيرًا إلى أن بيونغ يانغ سبق أن أرسلت قوات شاركت في تحرير مقاطعة كورسك من سيطرة الجيش الأوكراني.
ولفت إلى زيارة أمين مجلس الأمن الروسي، سيرغي شويغو، الأخيرة إلى كوريا الشمالية، وهي الثالثة من نوعها خلال أقل من 3 أشهر، فقد جرى خلالها الاتفاق على إرسال جنود كوريين شماليين إلى منطقة كورسك للمساهمة في إزالة الألغام والمشاركة في أعمال البناء، وهو ما يندرج أيضًا ضمن بنود الاتفاقية الدفاعية بين البلدين.
وأشار الأستاذ بكلية الاستشراق بموسكو إلى أن طبيعة الثمن الذي تدفعه موسكو مقابل هذه المساعدات العسكرية لا تزال غير معروفة، مرجحًا أن يكون المقابل تكنولوجيا عسكرية أو تكنولوجيا متطورة مرتبطة بالأقمار الصناعية.
وأضاف أن كوريا الشمالية حرصت على ألا ترسل قواتها إلى العمق الأوكراني، واقتصرت مشاركتها على الأنشطة القتالية وأعمال إزالة الألغام داخل الأراضي الروسية المعترف بها دوليًا، ما يترك لها مساحة للمناورة ويمنحها في المستقبل فرصة للتنصل من المشاركة المباشرة في القتال داخل الأراضي الأوكرانية.
وأكد أن موسكو ترد على الاتهامات الغربية بشأن استعانتها بجنود كوريين شماليين بالإشارة إلى أن عشرات الدول الغربية تدعم أوكرانيا مباشرة، ولذا فإن من حق روسيا أن تطلب الدعم من حلفائها أيضًا.
وأوضح رامي القليوبي أن كوريا الشمالية أظهرت مستوى غير مسبوق من الولاء لروسيا، إذ أرسلت جنودا جددا إلى الميدان الروسي خلافًا للغرب الذي اكتفى بدعم أوكرانيا عبر تزويدها بالأسلحة دون إرسال قوات بشرية.
من جانبه، قال نزار بوش، أستاذ العلوم السياسية بجامعة موسكو، إن قرارات قمة الناتو الأخيرة في لاهاي، وفي مقدمتها زيادة الإنفاق العسكري، تأتي في إطار مواجهة روسيا والاستمرار في دعم أوكرانيا بمختلف أنواع الأسلحة والتمويل لإطالة أمد الحرب.
وأوضح بوش لـ"إرم نيوز" أن الدول الأوروبية، لا سيما بريطانيا وألمانيا وفرنسا تقود جهود تسليح أوكرانيا بأحدث المعدات بهدف استنزاف موسكو اقتصاديًا وعسكريًا، غير أن النتائج، وفق قوله، لا تسير في الاتجاه الذي كانت تأمله تلك الدول.
وأشار إلى أن الدعم الأمريكي لكييف لم يتوقف رغم التصريحات "الناعمة" الصادرة عن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي تتحدث عن إمكانية التوصل لتفاهمات مع روسيا ووقف إطلاق النار وهو ما لم يتحقق حتى الآن.
وأضاف الخبير في الشؤون الروسية أن موسكو في ظل هذا التصعيد بدأت تعزز تعاونها مع حلفائها وعلى رأسهم الصين وكوريا الشمالية وربما دول أخرى يمكنها تقديم الدعم ليس فقط في مجال السلاح، بل أيضًا في مجال الموارد البشرية.
وتابع بوش أن "الاستعانة بكوريا الشمالية تستند إلى اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الموقعة بين موسكو وبيونغ يانغ، التي تشمل مختلف مجالات التعاون، وفي مقدمتها الدفاع والأمن المشترك".
وأشار إلى أن قوات كورية شمالية كانت قد دخلت سابقًا جبهة القتال في مقاطعة كورسك وساعدت القوات الروسية في تحرير المنطقة من السيطرة الأوكرانية.
وبين أن التعاون الروسي-الكوري بلغ ذروته حاليًا، خصوصًا في الجانب العسكري، مؤكدًا أن هذا التعاون لا يقتصر على إرسال قوات، بل يشمل أيضًا تصنيع الذخائر وربما تطويرها على الأراضي الكورية.
وأشار إلى أن الغرب، وخاصة بريطانيا وفرنسا وألمانيا، ما زال يراهن على استمرار الحرب لإضعاف روسيا، لكنه يرى أن هذا الرهان خاسر، خاصة أن موسكو أثبتت قدرتها على التكيف مع العقوبات وتواصل نموها الاقتصادي، في وقت تعاني فيه اقتصادات تلك الدول من ركود ونمو شبه معدوم، وفق تقديره.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|