عربي ودولي

صانعة GBU-57 التي دكت تحصينات إيران.. من هي "سيدة القنبلة" آنه دونغ؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

تعهدت آنه دونغ، في طفولتها خلال حرب فيتنام، بمساعدة الجنود الذين أنقذوها يوماً ما، لتسهم بعد عقود في إحداث ثورة في مجال الذخائر الأمريكية، اتضح أثرها قبل أسابيع، عندما شنت واشنطن هجوماً بـ 14 قنبلة خارقة للتحصينات على موقعين نوويين في إيران.

عملت دونغ وفريقها بعد حرب أفغانستان، على جيل جديد من المتفجرات عالية الأداء وغير الحساسة، والتي يمكنها تحمل مخاطر المرور عبر طبقات الصخور أو جدران البناء قبل الانفجار، لتكون GBU-57، التي استخدمتها واشنطن أخيراً ضد إيران، إذ أُلقيت اثنتا عشرة قنبلة منها على الموقع النووي الحصين في فوردو، وقنبلتان أخريان على منشأة نطنز.

ولم تتدخل دونغ في الجدل الدائر حول مدى الضرر الذي ألحقته القنابل بالبرنامج النووي الإيراني، معتبرة أن قياس مدى نجاح القنبلة لا يمكن أن يأتي من واشنطن أو تل أبيب أو حتى طهران. وقالت "ليس من الآمن إرسال أي شخص إلى تلك المنشأة المقصوفة. أظن أن الأمر سيستغرق وقتاً طويلاً قبل إجراء أي تقييم حقيقي وشخصي".

لكن قراءة تركيبة القنبلة الإيرانية على الإنترنت، أعادت إلى ذهن دونغ "ذكريات جميلة عن الوجوه والصداقات"، كما قالت لصحيفة "نيوورك تايمز" مضيفة أن "مطوّري المتفجرات مجتمع صغير. نعرف بعضنا البعض ونتعاون كثيراً. لم يكن عملي فرديًا فحسب، بل كان عملاً جماعياً".

ولا تتذكر من أطلق عليها لقب "سيدة القنبلة"، ولكن مع انتشار أخبار إنجازاتها، اشتهرت دونغ (65 عاماً) بين المهاجرين الفيتناميين في الولايات المتحدة وخارجها، وهي لاجئة سابقة من حرب فيتنام، هربت من سايغون ووجدت منزلًا مع عائلتها في واشنطن. 

عزمت منذ زمن طويل على "رد الجميل" لأمريكا التي آوتها، وحصلت على فرصتها بعد شهر من هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، عندما كانت قائدة فريق من علماء الجيش الأمريكي الذين صنعوا متفجرات من نفس عائلة القنبلة الخارقة للتحصينات المستخدمة في إيران.

الفتاة عند البوابة
بدأت رحلة دونغ من طفولة حرب فيتنام إلى مختبر ذخيرة تابع للبحرية الأمريكية، عند بوابة منزل والديها في سايغون في أواخر ستينيات القرن الماضي، عندما كانت في السابعة من عمرها تقريباً.

 كان والدها مسؤولاً زراعياً رفيع المستوى في حكومة فيتنام الجنوبية المناهضة للشيوعية، وشقيقها طيار مروحيات لدى فيتنام الجنوبية، وكان على وشك مغادرة منزل العائلة في مهمة.

تذكرت دونغ، وهي تبكي، أنها تمنت "أن تمنحه عصا سحرية، تُعطيه أفضل سلاح وأكثرها تطوراً لينتصر ويعود سالماً". 

وتكرر هذا المشهد كثيراً خلال الحرب الطويلة، وفي النهاية، قطعت الفتاة عند البوابة وعداً على نفسها: "لو كان هناك أي سبيل، لفعلت ذلك من أجل الجنود الأمريكيين الذين واصلوا حمايتي وعائلتي. سأوفر لهم أفضل السبل للعودة إلى أخواتهم".

في أبريل/نيسان 1975، وبينما كانت سايغون على وشك السقوط في أيدي الفيتناميين الشماليين، أوصلها شقيقها وطيار مروحية آخر هي ووالديها وإخوتها وعائلتها الممتدة إلى سفينة تابعة للبحرية الفيتنامية الجنوبية متجهة إلى الفلبين. وكانوا محظوظين، فبعد الهزيمة الأمريكية، حاول ملايين الفيتناميين "لاجئي القوارب" الفرار، وتُقدر الأمم المتحدة أن ما يصل إلى 250 ألفاً منهم لقوا حتفهم.

رد الجميل
انتهى الأمر بالعائلة في العاصمة، حيث كان لديهم أقارب وراع، وهي الكنيسة المعمدانية الأولى في واشنطن العاصمة. قالت دونغ: "جئنا إلى هنا لاجئين فقراء مدقعين، والتقينا بالعديد من الأمريكيين الكرماء والطيبين". وقد جدّد تدفق المساعدة عزمها على ردّ الجميل للأمريكيين الذين رحبوا بعائلتها.

 كانت دونغ تبلغ بالكاد السادسة عشرة من عمرها، وتتحدث الإنجليزية بصعوبة، لكنها كانت طالبة موهوبة، وتخرجت عام ١٩٨٢ بمرتبة الشرف من جامعة ماريلاند حاصلة على شهادة في الهندسة الكيميائية. وحصلت على شهادة الماجستير في الإدارة العامة من الجامعة الأمريكية، ثم عملت في مجال العلوم المدنية في البحرية، حيث انجذبت إلى "الأشياء التي تتحرك بسرعة ودون توقف"، كما قالت للكاتب جورج ويل عام 2007.

بحلول عام 2001، أصبحت دونغ مديرة قسم التطوير المتقدم للذخائر غير الحساسة في قسم "إنديان هيد" التابع لمركز الحرب السطحية البحرية، في مقاطعة تشارلز بولاية ماريلاند. وكانت قد بدأت بالفعل العمل على المتفجرات التي استُخدمت في نهاية المطاف في أفغانستان، عندما هاجم تنظيم القاعدة البنتاغون وبرجي مركز التجارة العالمي.

 تذكرت أن العقيد توماس وارد من القوات الجوية، وهو مسؤول رفيع المستوى في وكالة الحد من التهديدات الدفاعية، أخبرها: "سندخل أفغانستان بسرعة. ماذا يمكننا أن نفعل في أسرع وقت ممكن؟"

اختصرت دونغ وفريق علمي وتقني مؤلف من 100 عضو خمس سنوات من العمل في 67 يوماً، لتركيب متفجرات قاتلة ملتصقة بالبلاستيك، تُسكب كعجينة الكيك في أغلفة قنابل القوات الجوية. أجرى الفريق حسابات واختبر الخطوات في آنٍ واحد حتى حصلوا على 420 غالوناً من المتفجرات.

بعد أيام طويلة في المختبر، قالت دونغ: "لم يرغب أحد في المغادرة. اضطررتُ لطرد الناس. لا يمكن أن تشعر بالتعب وأنت تعمل بالمتفجرات".

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا