التفاهم على تسليم السلاح يسحب ذرائع اسرائيل...مشكلة نصف قرن لا تحل بأسابيع

يعيش لبنان مأزقاً فعلياً ناجماً عن التفسيرات المتباينة لاتفاق وقف اطلاق النار الذي تم التوصل اليه في السابع والعشرين من تشرين الثاني بين حزب الله وإسرائيل وحظي بموافقة حكومة الرئيس نجيب ميقاتي . فالجانب الإسرائيلي متمسك باحتلاله النقاط الخمس في الجنوب ويربط أي انهاء عملي للحرب بموضوع انجاز تسليم سلاح الحزب للدولة اللبنانية، فيما حزب الله ورئيس المجلس النيابي نبيه بري واطراف معنية أخرى ترى ان الاولوية هي للانسحاب الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية واحترام إسرائيل لالتزاماتها ، علماً ان لبنان وفي ضوء التصعيد الإسرائيلي يجد نفسه في منعطف حرج ويتوجب عليه إعطاء أجوبة واضحة في موازاة نهاية جولة عسكرية من نزاع بين إسرائيل وايران، ما يؤكد الخشية من بقاء الجرح اللبناني مفتوحاً والتهديد المحتمل بأن يتم استخدام لبنان ساحة مفتوحة لتصفية الحسابات مجددا . من هنا المطلوب تأكيد الموقف الصريح منذ أيام الطائف حتى يومنا هذا بأن يكون قرار السلم وحصرية السلاح بيد الدولة خصوصا وان حزب الله يناور في هذا الموضوع بهدف المماطلة وكسب الوقت.

النائب السابق فارس سعيد يؤكد لـ "المركزية" ان موضوع تسليم السلاح لدى حزب الله والتنظيمات الفلسطينية بات امرا واقعا مسلما به . المشكلة عمرها نصف قرن تقريبا . بالتالي حلها غير ممكن خلال ايام او اسابيع . تتطلب بعض الوقت وفقا لما يعمل عليه رئيس الجمهورية . من اليوم حتى اخر السنة سيصبح ملف السلاح وراءنا . حزب الله على ما يصرح به امينه العام الشيخ نعيم قاسم والعديد من نوابه وقيادته يحاول المماطلة بغية تحقيق بعض المكتسبات السياسية والإدارية . مجمل القيادات الرسمية وغير الرسمية مدركة لهذه الحقيقة وتعارض إعطاء الحزب شيئا . الجميع يدرك اننا في مرحلة جديدة حتى الحزب نفسه يعلم انه غير قادر على مواجهتها او معارضتها . غير صحيح ان الدولة لم تحزم امرها بدليل اللجنة الثلاثية الرئاسية التي تعد الأجوبة على الأسئلة او المقترحات الأميركية لتسليم السلاح والإصلاحات وتسوية الأوضاع على الحدود الشرقية مع سوريا والتي ستسلم الى الموفد الأميركي توم برّاك الأسبوع المقبل والتي حضر المكلف السعودي بالملف اللبناني يزيد بن فرحان خصيصا الى بيروت لمواكبتها . الأمور تسير في الاتجاه الصحيح رغم ما يعترضها من عراقيل . عملية النهوض على السكة لكنها تتطلب بعض الوقت بل الكثير منه .

ويتابع : من الطبيعي ان يؤدي التفاهم على تسليم السلاح وتأكيد التمسك بالقرارات الدولية وتنفيذها الى سحب الذرائع الإسرائيلية للاستمرار باستهداف المناطق اللبنانية . لبنان امام مرحلة جديدة ستؤدي الى اللحاق عاجلا ام اجلا بالترتيبات التي تتظهر في المنطقة .

يوسف فارس - المركزية