طلاب "الثانوي" غير جاهزين للامتحانات الرسمية

فاتن الحاج - الاخبار
يقود الانقطاع المتكرر عن التعليم، عاماً بعد آخر، إلى تراجع حادّ في جاهزية طلاب «الثانوي» للامتحانات الرسمية، إذ أظهر استطلاع أجراه، أخيراً، الباحث في مركز الدراسات اللبنانية، محمد حمود، أن فقط 10% من طلاب المدارس الخاصة، و6% من طلاب المدارس الرسمية، جاهزون للاستحقاق المقرّر إجراؤه في 9 تموز الجاري.
وأتت الضغوط النفسية المرتبطة بالعدوان الإسرائيلي والنزوح والصعوبات الاقتصادية في طليعة أسباب هذا التراجع، وفقاً لـ 76% من الطلاب. ولم تقتصر هذه النتيجة على المناطق المتضررة بشكل مباشر، وإنما اتّسعت لتشمل مختلف المناطق.
إلى جانب الضغوط النفسية، تراجعت جاهزية الطلاب للامتحانات بسبب عدم تغطية المنهج بشكل الكامل، نتيجة الأزمات المستمرة والانقطاعات المتكررة في الدوام المدرسي.
واعتُبرت إجراءات مثل إلغاء المواد الاختيارية، وتقليص المنهج، وتمديد العام الدراسي غير كافية لمعالجة هواجس الطلاب، بل زادت من قلقهم وعدم رضاهم.
فقد عارض 91% منهم قرار إلغاء المواد الاختيارية من الامتحانات، وهو إجراء كان يتيح للطلاب سابقاً التركيز على مواد محدّدة لتخفيف العبء الأكاديمي. وأكّد 24% من طلاب المدارس الخاصة أن مدارسهم غطّت المنهج بالكامل، مقابل 12% فقط في المدارس الرسمية.
للسنة الثالثة على التوالي، يجرى هذا الاستطلاع الإلكتروني الذي يسعى إلى تقييم مدى جاهزية طلاب «الثانوي» في القطاعين الرسمي والخاص، لخوض الامتحانات الرسمية، وفهم حجم التحديات الراهنة. وشمل 511 طالباً من جميع المحافظات، 57% منهم يقطنون في مناطق متأثّرة بشكل مباشر بالعدوان.
ومن بين هؤلاء، تعرّض 86% للنزوح القسري، وأفاد 96% بأنهم انقطعوا كلّياً أو جزئياً عن التعليم.
وتوزّعت مظاهر اللااستقرار بين إغلاق المدارس مؤقتاً (41%)، والتحوّل إلى التعلّم عن بعد عبر الإنترنت (39%)، والانقطاع التام عن التعليم (9%)، والانتقال إلى مدرسة أخرى (9%). وفقط 1% قالوا إن العدوان لم يؤثّر على تعليمهم.
وقد برز هذا اللااستقرار تحديداً في المناطق المتضررة بالعدوان، أي الجنوب والضاحية الجنوبية لبيروت والبقاع. كثير من هؤلاء الطلاب حُرموا من التعليم الحضوري واضطروا إلى الاعتماد على وسائل تعليمية عن بعد مثل «واتساب». وهو ما حدَّ من فرص التفاعل والمصادر التعليمية المتاحة.
ونتيجة تكرار إغلاق المدارس منذ بدء الاعتداءات في تشرين الأول 2023، انقطع كثير من الطلاب في المناطق الأكثر تضرراً عن التعليم لسنتين متتاليتين، ما أدّى إلى تراكم الفاقد التعليمي لديهم وتعميق الفجوات الأكاديمية.
هذا العام أيضاً، ظهرت فجوة بين طلاب المدارس الخاصة والرسمية في ما يتعلق بتقييمهم الذاتي لجودة التعليم والأداء الأكاديمي، إذ بيّنت النتائج أن طلاب المدارس الخاصة حافظوا للسنة الثالثة على التوالي، على نسب أعلى في الإبلاغ عن أداء أكاديمي جيد مقارنة بنظرائهم في المدارس الرسمية.
وبقي القطاع الرسمي، الذي يعاني من ضعف مزمن في التمويل والموارد وغياب الدعم المؤسسي، أقل قدرة على مواجهة الأزمات والتكيّف معها. ومن اللافت أنه رغم التفاوت بين القطاعين، تبقى المعدّلات المبلّغ عنها منخفضة في كليهما، ما يظهر أن جودة التعليم فيهما تُراوِح دون المستوى المأمول.
إلى ذلك، أفاد 26% من طلاب المدارس الخاصة بأن ما اكتسبوه من معارف ومهارات يُمكّنهم من إكمال مسيرتهم التعليمية، في مقابل 11% فقط من طلاب المدارس الرسمية.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|