حادث الأشرفية "المميت" تابع... المطبات العشوائية تتحول إلى فخ قاتل؟!
مع تصاعد عدد ضحايا الطرقات في لبنان، يتصدّر حادث السير المفجع عند جادة إميل لحود – الأشرفية المشهد، خصوصًا بعد أن وثّقته كاميرات المراقبة، كاشفًا عن تفاصيل صادمة. الحادث، الذي أسفر عن وفاة امرأة وزوجها من التابعية السورية كانا على متن دراجة نارية، أعاد إلى الواجهة إشكالية فوضى "المطبات العشوائية" في لبنان، والتي توضع غالبًا دون دراسة هندسية أو رقابة حقيقية، لتتحول من أدوات لحماية الأرواح إلى مسببات مباشرة للحوادث.
في التفاصيل، اصطدمت سيارة من نوع G-Class بالدراجة النارية، ما أدى إلى مقتل الشخصين على الفور. الفيديو المنتشر أظهر كيف فقد السائق السيطرة بعد تجاوزه مطبًا وسط الطريق لم يكن ظاهرًا أو معلنًا بوضوح.
في هذا الإطار، علّق رئيس الأكاديمية اللبنانية الدولية للسلامة المرورية، كامل إبراهيم، في حديثٍ إلى "ليبانون ديبايت"، معتبرًا أن "هذا الحادث مثل معظم الحوادث في لبنان يرتبط بعدة عوامل منها السرعة الزائدة، إضافة إلى عوامل أساسية مرتبطة بواقع الطرق، إذ نلاحظ في الفيديو أن المسارات غير محددة، ويتوسطها مطب لا يراعي المواصفات المطلوبة".
وأوضح إبراهيم: "إذا دققنا في الفيديو، نلاحظ أن السائق لم ينتبه للمطب، فبقيت السيارة مسرعة إلى أن انحرفت يمينًا، اصطدمت بالدراجة النارية، ثم خرجت عن مسارها. المشكلة أيضًا أن المطب منقسم إلى جزأين، تتوسطه فتحة صغيرة، إذ نلاحظ في الفيديو أن راكب الدراجة النارية كان يحاول المرور من خلال هذه الفتحة".
مطبات تتسبب بالحوادث بدلًا من منعها!
واعتبر أن الطريقة المستخدمة في تصميم هذا المطب تؤدي إلى نتائج عكسية، موضحًا أن وجود فتحة في المنتصف يخل بوظيفته، وتساءل: "من الجهة المسؤولة عن وضع هذه المطبات العشوائية التي لا تراعي الشروط الهندسية ولا قواعد السلامة؟"
وشدّد على أن أي مطب يُوضع على طريق تسلكه المركبات بسرعة معينة يجب أن يكون مرئيًا بوضوح، خاصةً في الليل، وأن يُسبَق بعلامات تحذيرية، عواكس ضوئية، وتخطيط أرضي، لأن الغاية منه ليست المفاجأة بل دفع السائق إلى التمهل تدريجيًا.
وأضاف: "لو كان المطب مطابقًا للمواصفات، كان من الممكن أن يكون الواقع مغايرًا لما حدث".
ظاهرة مطبات عشوائية بلا رقابة
وأشار إبراهيم إلى أن هذه الحادثة ليست معزولة، بل تمثل ظاهرة عامة في لبنان، حيث تُنشأ المطبات في الشوارع السكنية والعامة دون وجود دليل هندسي موحد، وغالبًا دون موافقة رسمية مسبقة من الجهات المختصة.
وأوضح أن "المطبات ليست قرارات ارتجالية يتخذها الأفراد أو حتى البلديات بناءً على مطالب أو أهواء شخصية. يفترض أن تخضع لمعايير دقيقة، من خلال دليل موحد بحسب وظيفة كل مطب، تبدأ بطلب وموافقة رسمية، مرورًا بكشف ميداني، وصولًا إلى تنفيذ خاضع للرقابة".
واعتبر أن ما جرى يعكس غياب التخطيط والرقابة الرسمية، مشددًا على أن الجهات المعنية، من وزارة الأشغال إلى السلطات المحلية، مطالبة بوضع آلية واضحة وموحدة تحدد معايير وضع المطبات، لتبقى وسيلة حماية لا فخًا قاتلًا.
وتساءل إبراهيم: "هل سيتم التحقيق في هذا الحادث لتحديد العوامل الكاملة لحدوثه؟ هل سيتم التحقيق بطريقة علمية لجميع العوامل التي ساهمت في الحادث؟ أم سيتم الاكتفاء بتحميل المسؤولية للسائق؟ أم سيجري تحقيق علمي لتحديد من نفذ هذا المطب؟ ولماذا صُمم بهذه الطريقة؟ وهل يخضع للمواصفات؟ وهل سيتم إصلاحه أو تعديله؟".
وأضاف: "يجب أن يتم التحقيق بهذه النقطة تحديدًا لمعالجة الخلل، ومنع تكرار حوادث مشابهة. المطلوب أن نستفيد من الخطأ ونتعلم منه هندسيًا، وألا يكون اللوم فقط على السائق المسرع، بل أن نقيم كل العوامل المساهمة في الحادث".
غياب التخطيط يزيد الخطر
كما لفت إلى أن الطريق التي وقع فيها الحادث تفتقر لأي تخطيط أرضي يحدد المسارات أو يوجه السائقين، والمطب غير واضح بالكامل، ولا توجد إشارات تحذيرية تشير إليه، وهو ما يعد مخالفة صريحة للمواصفات الهندسية السليمة.
وختم إبراهيم بالقول: "على الحكومة اللبنانية والجهات المعنية أن تضع آلية واضحة لتهدئة السرعات في لبنان، من خلال استراتيجية وطنية للسلامة المرورية، وتعمم على جميع الإدارات والبلديات لتنفيذها، بما يتناسب مع المعايير العالمية، والقيام بتعديل المطبات العشوائية الموجودة، لأن المسألة لم تعد محصورة بالسرعة الزائدة فقط، بل ببنية الطريق نفسها، التي باتت تشكل في بعض الحالات خطرًا قاتلًا بدل أن تكون وسيلة أمان".
ليبانون ديبايت - حسن عجمي
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|