محليات

صراع “الإخوة الأعداء”: حزب الله وأمل على شفير الانفجار… والسعودي يتدخّل!

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

لم يكن تصريح نائب الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، بأن “حزب الله وحركة أمل على قلب واحد”، مجرد كلام عابر. بل جاء كإسعاف أولي بعد اشتباك إلكتروني غير مسبوق بين جمهوري “الحليفين”، كاد يكشف عن تصدّع حقيقي داخل بيت “الثنائي الشيعي”.

كل شيء بدأ من مقال نشرته جريدة “الأخبار”، حمل توقيع إبراهيم الأمين، اتهم فيه رئيس مجلس النواب نبيه بري بالفشل في إدارة التفاوض، محمّلًا إياه مسؤولية التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بـ”شروط قاسية”. المقال، الذي لم يخلُ من تلميحات قاسية، صب الزيت على نار جمهور “أمل”، فاندلعت معركة افتراضية شرسة، واجه فيها مناصرو الحركة الهجوم بهجوم مضاد، وبدأوا بانتقاد قرار الحرب الذي اتخذه حزب الله.

وما لبث أن تدحرج الخلاف حتى بدأ يخرج من خلف الشاشات إلى الساحة الحساسة مذهبياً. ففي الضاحية الجنوبية، وأثناء إحياء طقوس عاشورائية، أوقف الشيخ نصرت قشاقش هتاف “لبّيك يا نصر الله”، مطالبًا بالاكتفاء بـ”لبّيك يا حسين”، في مشهد يُعبّر عن خلل في الانضباط الداخلي ومؤشرات على احتقان غير مسبوق داخل جمهور الحزب نفسه.

وسط هذه التطورات، كانت الأنظار تتجه إلى زيارة غير تقليدية قام بها الأمير السعودي يزيد بن فرحان إلى بيروت. الزيارة لم تكن بروتوكولية، بل ترافقت مع وصول رجل الأعمال الأميركي - اللبناني توم باراك، في حركة بدت منسقة وتحمل أبعاداً سياسية عميقة.

بحسب المعلومات فإن الأمير جاء في مهمة مزدوجة: محاولة لاحتواء التصعيد ومنع انزلاق لبنان إلى مواجهة مفتوحة، من جهة، وتهيئة الأرضية لاستحقاقات داخلية في جو من التهدئة، من جهة أخرى. المصادر تنفي جملة وتفصيلاً ما أشيع عن “فيتوات” سعودية على قوى أو أسماء، وتؤكد أن الطرح كان تهدويًا وتوافقيًا بالدرجة الأولى.

غير أن هذا التحرّك لم يمر بسلام داخل بيئة “محور المقاومة”. العلاقة التي تتقدّم بين يزيد بن فرحان والرئيس نبيه بري تثير قلقًا واضحًا لدى بعض أوساط الحزب، وهو ما انعكس مباشرة في لهجة “الأخبار”، التي باتت مؤخرًا تُعبّر عن تململ مكتوم داخل الصف.

في الخلاصة، المشهد الداخلي يُظهر أن شيئًا ما يتغيّر داخل البيت الواحد، وأن “وحدة الساحات” بدأت تتشظّى من الداخل. ومع اقتراب لحظة التسويات الإقليمية، يبدو أن كل فريق بدأ يُعدّ العدّة للمرحلة المقبلة.

لكن، في حال لم تُضبط الإيقاعات، فإن أي خطأ إضافي أو هجوم جديد قد يفجّر الوضع من الداخل، ويحوّل الانقسام السياسي إلى انقسام شعبي يصعب احتواؤه… وعندها، لا “قلب واحد” ينفع، ولا خطاب تهدوي يشفع.

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا