فزاعة "داعش" تخرج من أوكارها أو تُستخرَج للتذرع بسلاح الحزب غير الشرعي؟
انشقاقات جديدة وموجات أخرى قادمة.. هل ينحاز "عرب قسد" إلى الجيش السوري؟
أفادت مصادر محلية في شمال شرقي سوريا، لـ"إرم نيوز" بانشقاق المزيد من العناصر "العرب" عن قوات سوريا الديمقراطية والانضمام إلى قوات تابعة للحكومة السورية، في مؤشر على انقسام قد تشهده "قسد" بين المكونين الكردي والعربي اللذين يشكلان قوام قوات سوريا الديمقراطية، إلى جانب أعداد قليلة من السريان والأرمن.
يأتي ذلك، بالتزامن مع حالة استياء كبيرة بين أفراد المكون العربي، ضد الانتهاكات التي تقوم بها قوات سوريا الديمقراطية، في بعض المناطق العربية، في ظل الاستقطاب الحاد بين الإدارة الذاتية الكردية والسلطات السورية في دمشق، وخاصة في ظل الاستعصاء الحاصل في المفاوضات بين الطرفين.
ومنذ وصول القيادة السورية الجديدة إلى دمشق، في الثامن من ديسمبر الماضي، شهدت "قسد" العديد من الانشقاقات، كان أولها في محافظة دير الزور، حيث كانت الانشقاقات على مستوى القيادات العسكرية داخل مجلس دير الزور العسكري التابع لقوات "قسد" في الريف الشرقي للمحافظة.
ووفقا لمصادر خاصة (من المكون العربي)، وصل عدد المنشقين عن "قسد" منذ سقوط نظام الأسد، إلى أكثر من 138عنصرا توجهوا بعتادهم إلى مناطق الحكومة في غرب الفرات، ورأس العين على الحدود مع تركيا، فيما ذكرت المصادر أن مئات المقاتلين العرب في صفوف "قسد" باتوا يفكرون بالانشقاق لأسباب مختلفة.
التجنيد الإجباري
يلفت المصدر إلى أن "التجنيد الإجباري" الذي تعتمده قوات سوريا الديمقراطية، يقف وراء الكثير من الانشقاقات لعناصر تم سوقهم إلى الخدمة العسكرية رغما عن إرادتهم. موضحا أن المنشقين هم أبناء عشائر عربية ممن سحبتهم "قسد" سابقاً للتجنيد الإجباري. فيما يشير إلى سبب آخر لا يقل أهمية، وهو التمييز بين العرب والكرد في تولي المناصب وقيمة الرواتب، على حد قوله.
كما يربط المصدر تزايد عدد حالات الانشقاق اليوم، بأن العناصر المنشقين، والذين ينتمون للعشائر العربية بدأوا يميلون بعد سقوط نظام الأسد إلى الحكومة في دمشق.
وبناء على ذلك أطلقت "قسد" حملة اعتقالات طالت عدداً من القادة العسكريين، على خلفية الانشقاقات، للتحقيق معهم حول إهمالهم أو تسهيلهم هروب المجندين.
انشقاقات جديدة بالطريق
ورغم أن هذه الانشقاقات ليست الأولى من نوعها في صفوف "قسد"، وأن حالات الفرار لم تتوقف منذ عدة سنوات. إلا أن المصدر يلفت إلى أن الأعداد باتت أكبر كثيرا، مع ترجيحه أن تتوالى الانشقاقات بزخم أكبر في الأيام القادمة.
وكان مجلس دير الزور العسكري، التابع لقوات سوريا الديمقراطية "قسد"، شهد انشقاقات على مستوى القيادات العسكرية في ريف المحافظة الشرقي،في الفترة التي تلت وصول الإدارة السورية الجديدة بقيادة أحمد الشرع إلى السلطة في البلاد.
وعُرف من المنشقين آنذاك، تركي الضاري، الناطق باسم مجلس دير الزور وقائد مجلس بلدة الكسرة. الذي جاء انشقاقه على خلفية "انتهاكات قسد بحق المدنيين في دير الزور والرقة" حسب قوله.
والضاري واحد من بين ستة قياديين انشقوا عن مجلس دير الزور العسكري، بالتزامن مع التوترات الأمنية في المحافظة والتغيرات في خريطتها العسكرية بعد سقوط الأسد.
تأخر الرواتب
من جهة أخرى، وفي السياق نفسه، يكشف المصدر العربي عن مشكلة في تأخر الرواتب، حيث أشار إلى أن العديد من العناصر اشتكوا من عدم استلام رواتب الشهر الماضي، بحجة أن "التحالف الدولي لمكافحة داعش" لم يدفع رواتب قوات "قسد" للشهر الماضي.
غير أن بيانات الموازنة الدفاعية الأمريكية، التي اطلع عليها "إرم نيوز" تكشف أن التحالف الدولي خصص موارد لقسد وجيش سوريا الحرة حتى نهاية عام 2025.
وتدفع وزارة الدفاع الأمريكية رواتب قوات سوريا الديمقراطية وجيش سوريا الحرة الذي يتموضع في التنف وريف دمشق. حيث تظهر البيانات أن الولايات المتحدة خصصت مبلغا إجماليا بقيمة 147مليون دولار لعام 2025، منها 58.9 مليون دولار مخصصة للرواتب والأجور، فيما يخصص القسم الباقي للتدريب والعتاد والإنشاءات.
كما أعلنت "البنتاغون" أمس عن دعم جديد بقيمة 130 مليون دولار لقوات سوريا الديمقراطية وجيش سوريا الحرة، لعام 2026، في إطار جهودها لمحاربة تنظيم "داعش"
تأثير محدود
بينما ترى المصادر العربية في شمال شرق سوريا، أن "قسد" تتكتم عن الأعداد الحقيقية للمنشقين، وأن هذه الانشقاقات ستفعل فعلها في المستقبل القريب، وستليها انشقاقات أكبر، ومن ثم انسحابات أكثر للمكون العربي الذي يشكل النسبة الكبرى في قوات سوريا الديمقراطية، يرفض الناطق باسم "قسد"، محمود حبيب التعليق على هذه المعلومات، واضعا إياها في إطار الإشاعات و "الهجمة على قسد" والتي لا تستند الى أية دلائل، حسب تصريح مقتضب لـ "إرم نيوز".
لكن مصدرا إعلاميا مقربا من "قسد" لا ينفي حدوث انشقاقات ضمن صفوفها، ولكنه يقلل من أهمية هذه الانشقاقات وتأثيرها على قوات سوريا الديمقراطية.
ويخص المصدر الكردي بالتعليق، القادة في مجلس دير الزور العسكري، مشيرا إلى أن المنشقين منهم يحاولون تبييض صفحتهم عند الإدارة السورية الجديدة، بهدف الحصول على مناصب مستقبلاً" على حد وصفه. معتبرا أن الحديث عن انشقاقات كبيرة ضمن العناصر العرب مبالغ فيه، ولا يشكل نسبة تُذكر في قوات سوريا الديمقراطية التي يصل عددها إلى 100 ألف مقاتل، حسب قوله.
مم تتكون "قسد"؟
في تصريحات سابقة نشرتها صحيفة ذا تايمز البريطانية، قال قائد "قسد" مظلوم عبدي إن قواته مستعدة لحل قواتها المكونة من 100 ألف عنصر، والانضمام إلى جيش سوري جديد بقيادة السلطات السورية، بشرط "ضمان حقوق الأكراد والأقليات الأخرى".
ووفقا للبنتاغون كان الأكراد يشكلون 40% من "قسد"، بينما العرب يمثلون 60% في مارس/آذار 2017، لكن مصادر أخرى تشير إلى أن نسبة المقاتلين العرب أقل من ذلك، ومع ذلك هناك إجماع على أن القيادة في "قسد" تعود للأكراد.
وإلى جانب العرب والأكراد السوريين والآشوريين والأرمن، توجد قيادات وعناصر أجنبية في قوات "قسد"، إذ اعترف مظلوم عبدي لأول مرة بوجود هذه العناصر بصفوف قواته بالقول إن المقاتلين الأكراد الذين قدموا إلى سوريا من مختلف أنحاء الشرق الأوسط لدعم القوات الكردية السورية سيغادرون إذا تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في المواجهة مع تركيا بشمال سوريا.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|