رسالة تحذيرية وتحفيزية من توم باراك: "انظروا إلى سوريا لتدركوا ما يمكنكم فعله"
في تطور لافت عقب تسلمه الرد اللبناني الرسمي في قصر بعبدا، اختار الموفد الأميركي توم باراك أن يعقد مقارنة مباشرة بين لبنان وسوريا، مقدما الأخيرة كنموذج لإعادة البناء السياسي والاقتصادي السريع، وسط أزمات مشابهة عاشها البلدان. كلام باراك جاء ليحمل أكثر من رسالة ضمنية، بعضها تحفيزي والآخر تحذيري، مفاده أن لبنان ما زال عالقاً في تناقضاته الداخلية في حين تمضي سوريا بسرعة نحو صياغة دور جديد لها في الإقليم.
خلال مؤتمر صحافي أعقب اجتماعه بالرئيس اللبناني جوزيف عون وكبار المسؤولين، توقف توم باراك مطولاً عند ما وصفه بالمشهد "المذهل" في سوريا، مشيرا الى أن دمشق انتقلت خلال فترة قصيرة من "الفوضى التامة إلى الأمل"، حتى بات العالم يتسابق لدعم إعادة إعمارها.
وأوضح باراك أن السبب الجوهري وراء سرعة هذا التحول السوري يكمن في كونها "بدأت من الصفر"، خلافاً للبنان الذي يجر وراءه حملاً ثقيلاً من الإرث الطائفي والتجاذبات السياسية المعقدة. وقال بوضوح إن "الصعوبة في الحالة اللبنانية أنها لا تنطلق من لا شيء، بل من واقع مليء بالتعقيدات".
وأبدى الموفد الأميركي دهشته من المسار السوري السريع، قائلاً "من كان يتصور أن سوريا ستصل إلى هنا بهذه الوتيرة؟"، ليضيف لاحقاً أن "الحوار بدأ بين سوريا وإسرائيل، تماماً كما يجب على لبنان إعادة اختراع حواره الخاص".
واستكمل باراك بالقول إن سوريا تمكنت من الانطلاق مجدداً في مسار بناء سياسي واقتصادي رغم افتقادها إلى الكثير مما يملكه لبنان من مقومات بشرية واقتصادية وموقع استراتيجي، محذراً في الوقت نفسه من أن لبنان قد يتأخر أكثر في حال ظل غارقاً في تناقضاته.
في الخلاصة، بدا باراك كأنه يطرح النموذج السوري ليس فقط كمفارقة، بل كدعوة ضمنية إلى اللبنانيين للاستفادة من فرصة إعادة ترتيب بيتهم الداخلي، وعدم البقاء رهينة الصراعات التقليدية التي عطلت تقدم البلاد لعقود.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|