لماذا تتمسّك إسرائيل بالتّلال الخمس في جنوب لبنان؟

يحتلّ الجيش الإسرائيليّ خمس نقاطٍ أساسيّة في جنوب لبنان، وهي، تلّة الحمامص وتلّة العويضة وجبل بلاط واللّبونة والعزية، رغم اتّفاق وقف إطلاق النّار. وفي خضمّ المفاوضات التي تُديرها الولايات المتّحدة الأميركيّة، من أجل نزع سلاح "حزب الله" وحصريّته، يتمسّك لبنان بضرورة الانسحاب الإسرائيليّ من التّلال الخمس. فلماذا تتمسّك إسرائيل بهذه النّقاط، في ظلّ التّكنولوجيا التي تمتلكها؟

أظهرت إسرائيل، من خلال العمليّات العسكريّة والاغتيالات التي نفّذتها خلال الأشهر القليلة الماضية، تفوّقاً تكنولوجيّاً، إلى جانب العمل الاستخباراتيّ والعسكريّ، وفي هذا السّياق، يُؤكّد الخبير الاستراتيجيّ رياض قهوجي أنّ "التّكنولوجيا تُساعد ويُمكن أن تكون إضافة، لكنّها لا تنفي المبادئ العسكريّة في الحروب البرّيّة، وهي السّيطرة على المرتفعات".

ويقول، في حديث لموقع mtv: "من هذا المنطلق، تُعتبَر التّلال الخمس الأكثر أهمّيّة عند منطقة الشّريط الحدوديّ، فهي تُمكّن الجيش الإسرائيليّ من كشف القرى والتّلال والمناطق المحيطة، والعمق المهمّ في منطقة جنوب اللّيطاني".

ويُشير قهوجي، إلى أنّ "هذه التّلال قد تشكّل نقاط انطلاقٍ لأي عمليّة عسكريّة برّيّة، في حال قرّرت إسرائيل، لسببٍ ما، شنّ أيّ توغّل برّي على أي من المحاور في القطاعات الثّلاثة".

من جهة أخرى، يعتبر قهوجي أنّ "النّقاط الخمس تُعتبَر نقاط تفاوض من الجانب الإسرائيليّ، في ما يتعلّق بنزع سلاح "حزب الله"، كون الموضوع يتعدّى جنوب اللّيطاني، لجهة نزع السّلاح من مختلف المناطق اللّبنانيّة".

يبدو أنّ إسرائيل مُصرّة على البقاء في هذه النّقاط، لاستعمالها كإحدى أوراق الضّغط على لبنان، من أجل فرض شروطها، فيما الدّولة اللّبنانيّة تربط نزع سلاح "حزب الله" بالانسحاب الإسرائيليّ.

رينيه أبي نادر - mtv