الصحافة

ماذا يعني نزع سلاح حزب الله؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

أجل، وسط هذا المشهد التوراتي، الجنون التوراتي، وبوجود "الحاخام" الأكبر في البيت الأبيض، ماذا يعني نزع سلاح حزب الله الآن؟ يقال لنا "كما لو أنكم نسيتم وأنتم تحت الأنقاض، ما فعلت بكم الحرب التي بدت وكأنها حرب من طرف واحد، حين كانت القاذفات تدمر كل شيء، وحتى قبور الموتى. وها أنتم ترفعون السقف كما لو بقي لكم سقف"....

وحين نسأل ما البديل يأتي الرد "مثلما فتح الرئيس السوري أحمد الشرع أبواب دمشق أمام بنيامين نتنياهو، يفترض بالرئيس جوزف عون أن يعهد الى توماس باراك أن يحدد له موعداً مع بنيامين نتنياهو". هي الآن قضية لبنان، ورئيس جمهوريتنا الذي نثق برؤيويته، يدرك ذلك ويتصرف في ضوء ذلك. من تراه لا يعلم أن رئيس الحكومة "الاسرائيلية" يرى في نفسه الظاهرة التوراتية، وحيث العمل بامرة "رب الجنود". مثلما تتحول سوريا الى حطام استراتيجي (القباقيب في مواجهة القاذفات)، يفترض بلبنان أن يكون كذلك.

ماذا عن مصر التي يطل علينا سفيرها الأنيق عبر الشاشات، ليسدي النصح بأن نحذو حذو بلاده (يا عيون بهية) بعدم الذهاب الى الجحيم، باعتبار أن أرض الكنانة تحولت  بعد "كامب ديفيد" الى الجنة، ولا تقف حافية القدمين أمام قبة الكابيتول أو أمام ابواب صندوق النقد الدولي؟  وماذا عن الأردن الذي يبقى الخنجر في الخاصرة. وها أن صاحب الجلالة يضطلع بالدور اياه الذي قام به الملك المؤسس، حين كان يلتقي بغولدا مئير لقاء قيس بليلي، وهي المرأة التي قال فرنسوا ميتران حين رآها "يا الهي... كما لو أنها سقطت للتو من مؤخرة يهوذا"!

نعلم أننا في اسوأ أحوالنا. كل الخارج ضد المقاومة، وكل الداخل ضد المقاومة، ما دام هناك الاله الأميركي الأكثر جنوناً من آلهة الاغريق ومن آلهة الرومان (انها الميثولوجيا الأميركية الآن، كما قال الفيلسوف الفرنسي فرنسوا بورغا). دبابات الجنرال ايال زامير جاهزة  على وقع القنابل الأميركية، للوصول الى نهر الأولي، وربما الى خلدة، وربما الى الداون تاون. كالعادة هناك من ينتظر أن ينثر عليها الزهور.

حتى اذا أخذنا بتمنيات أحد نوابنا، جحافل الماريشال مرهف أبو قصرة على أهبة الاستعداد لتصل بقاعاً الى جارة الوادي، وساحلاً الى جونية. ولطالما حلم الأيغور والأوزبك والشيشان بليالي الكوت دازور أو بليالي البيفرلي هيلز في لبنان.

الدكتور سمير جعجع، وبارادة مرجعية عربية معروفة، هدد بالانسحاب من الحكومة، أي بتفكيكها، اذا لم يتخذ مجلس الوزراء قرارا فورياً بتبني بنود ورقة توماس باراك، والمباشرة بتنفيذها. يا صديقنا العزيز، أنت الذي تضع الانجيل تحت وسادتك، وأهلك استقبلوا النازحين من الجنوب والبقاع والضاحية بقلوبهم قبل منازلهم، ليست الطائفة الشيعية وحدها أمام خيار البقاء واللابقاء، لبنان كله أمام هذا الخيار. عد الى مراسلات دافيد بن غوريون وموشي شاريت في مطلع الخمسينات من القرن المنصرم، واقرأ ما في رأس بنيامين نتنياهو، لترى فيه هذا النص التوراتي (المزمور رقم 29) "صوت الرب يكسر شجر الأرز". نعم ان الرب يكسر أرز لبنان،  فيجعل لبنان يقفز كالعجل. ذاك الرب الذي يقول النص أيضاً ان صوته "يجعل الوعول تلد قبل الأوان، ويحوّل الغابات الى عراء"...

نبيه البرجي - الديار

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا