مداهمات دامية في القرداحة... وموجة غضب إثر مقتل 3 شبان علويين
لقاء براك - بارو: ترتيبات متزامنة لأوضاع لبنان وسوريا
يقف لبنان عند مفترق حساس في خضم لحظة مفصلية من الاشتباك السياسي والدبلوماسي، مترقبًا الرد الأميركي – الإسرائيلي على الورقة اللبنانية ردًا على مقترحات المبعوث الأميركي توم براك.
وفيما التقط لبنان أنفاسه وتنفس الرؤساء الصعداء بعد مغادرة براك البلاد، على أن يعود أواخر الشهر الحالي حاملاً الرد ، ستعكف لجنة المستشارين الممثلة للرؤساء الثلاثة على التمحيص بالمباحثات التي أجراها برّاك ومواقفه الدبلوماسية حيناً والتي تحمل رسائل مبطّنة حيناً آخر.
وحطّ براك امس في باريس حيث استقبله وزير الخارجية الفرنسية جان نوال بارو، واتفقا حسب المعلومات «على تعزيز التعاون بين البلدين في الملفين اللبناني والسوري».
وعبّر الطرفان «عن رغبتهما في العمل من أجل سيادة لبنان واستقراره وإعادة إعماره، وتطرقا في هذا السياق إلى دور آلية مراقبة وقف إطلاق النار وقوات اليونيفيل.. أما في
سوريا، فقد أكدا التعاون الوثيق مع السلطات المؤقتة لتعزيز مكافحة تنظيم داعش والعمل على اتفاق بين دمشق وقوات سوريا الديمقراطية بهدف ضمان استقرار سوريا».
وكتبت" النهار":لعل الجديد الذي يعتد به في استشراف طبيعة مرحلة انتظار بلورة نتائج الأخذ والرد الجارية بين أركان السلطة اللبنانية والموفد الأميركي، يتمثل في اعتقاد جهات ديبلوماسية نافذة بأن الإدارة الأميركية، وإن كانت تترك المجال مفتوحاً لإسرائيل في القيام بعملياتها في لبنان وفق الوتيرة الراهنة، إلا أنها لا تبدو في وارد تشجيع أو تغطية تفجّر حرب واسعة جديدة فوق الأراضي اللبنانية، في وقت "تهندس" واشنطن مرحلة ما بعد الحرب على إيران بعناية فائقة تجلّت إبان زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لواشنطن. ولذا تضيف الجهات الديبلوماسية أن المسؤولين اللبنانيين سمعوا من غير الأميركيين أيضاً تنبيهات بالغة التوجس من فقدان فرصة "الهدنة" الحالية وضرورة إقناعهم للإدارة الأميركية بجدية الالتزامات المتعلقة باحتكار السلاح وفق برنامج زمني، ولو نفى برّاك أن يكون اشترط برمجة زمنية لنزع سلاح "حزب الله"، إذ أن تعمّده الإشارة إلى عدم امتلاك الرئيس الأميركي دونالد ترامب للصبر كان بمثابة تحذير ضمني للبنان من مغبة ترك ملف سحب السلاح غير الشرعي بلا برمجة زمنية واضحة. بل إن التقديرات تشير إلى أن الردّ الأميركي على الردّ اللبناني قد يشتمل على تلميح إيجابي للضمانات التي يطلبها لبنان من واشنطن، شرط أن يقترن الأمر بتطوير الموقف اللبناني إلى برمجة نزع السلاح.
وكتبت" نداء الوطن": لم تعلق الإدارة الأميركية بعد بشكل رسمي على الرد اللبناني، وفيما تنكب على الدخول في شياطين التفاصيل، رَشَحَت أخبار من مصادر أميركية ملوحة بتصعيد تدريجي من واشنطن بسبب تجميد الإصلاحات الحيوية التي لا تزال متوقفة، يشمل فرض عقوبات مباشرة على شخصيات سياسية لبنانية وتجميد الدعم الممنوح عبر البنك الدولي وصندوق النقد إضافة إلى إعادة النظر في دور «اليونيفيل» في الجنوب.
وتعتبر واشنطن بحسب المصادر، أن الإبقاء على سلاح «الحزب»، يعني بقاء لبنان رهينة واستمرار الضربات
الإسرائيلية وفقدان الثقة الدولية بأي خطة إنقاذ أو إعادة إعمار.
وكتبت «اللواء» ان الرد اللبناني على ورقة برّاك، تضمن طلباً ملحاً لتفعيل عمل عمل لجنة الاشراف الخماسية (ميكانيزم)على تطبيق اتفاق وقف اطلاق النار في الجنوب الغائبة كليا عن وقف الاعتداءات الاسرائيلية،
لكن لبنان لن ينتظر الرد الاميركي على ورقته او حصول اتفاق جديد على آلية وقف اطلاق النار بل سيسعى لتفعيلها فورا او بأسرع وقت اذا تجاوب الاميركي معه. حيث تعتبر مصادر متابعة ان هناك تناقضاً بين ما تريده الادارة الاميركية من لبنان وكلامها عن استقراره وازدهاره، وبين عدم تسهيل تنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار، وظهر التناقض عبر ما اعلنه الموفد الاميركي من القاء مسؤولية فشل الاتفاق على لبنان وحزب الله، من دون تحميل اسرائيل اي مسؤولية عن عدم الالتزام بالاتفاق منذ لحظة توقيعه وحتى الآن. ومن دون الاعتراف بأن سبب فشل آلية تنفيذ وقف اطلاق النار عائد الى الاتفاق الجانبي مع اسرائيل الذي عقدته ادارة الرئيس السابق جو بايدن قبل رحيلها ووافق عليه الرئيس ترامب بعد انتخابه وقبل تسلمه مهامه رسمياً بعد اتفاق وقف اطلاق النار.والذي اطلق يدها في لبنان بحجة «حق الدفاع عن النفس».
وكتبت" الديار":تقر مصادر رسمية بصعوبة المرحلة، لكنها تعتقد ان الهامش المتاح لمناقشة الهواجس اللبنانية المحقة لا يزال متاحا في واشنطن غير المستعجلة على حسم الملف اللبناني في ظل تقدم الملفين السوري والفلسطيني، وكذلك الملف الايراني. لذلك فان «الهلع» لا يفيد في هذه المرحلة لان جزءًا منه حملة تهويل لاضعاف الموقف اللبناني، لكن لا يمكن في الوقت نفسه القول ان الوضع مريح ويجب الاستعداد لكل السيناريوهات لان الاميركيين يرفضون تقديم اي ضمانات حيال الاعتداءات الاسرائيلية، كما يرفضون تفعيل عمل لجنة مراقبة وقف النار على الرغم من اقرارهم بعدم فعاليتها، وصولا الى نعيها من قبل براك.
وافادت معلومات «البناء» ان لجنة المستشارين ستعود إلى الاجتماع مطلع الأسبوع المقبل لإجراء تقييم لزيارة براك ووضع تمهيد للتحضير لجولة مباحثات جديدة بين
بيروت وواشنطن للتحضير لزيارة ثالثة للموفد الأميركي وبلورة رد لبناني موحّد على أي ملاحظات أو أسئلة يطرحها الموفد الأميركي على المسؤولين اللبنانيين.
ووسط تضارب في القراءات والتوقعات لنتائج زيارة الدبلوماسي الأميركي إلى لبنان، بين مَن يعتبرها إيجابية وأنها فتحت كوّة في جدار الأزمة، وبين من رآها سلبية لكون مواقف الزائر الأميركي حملت رسائل تهديد مبطنة للبنان، لا سيما قوله إن اللبنانيين معنيون بسلاح حزب الله، وبأن الولايات المتحدة غير معنية بما تقوم به «إسرائيل» في لبنان، أبدت مصادر نيابية التقت مسؤولين أميركيين تفاؤلها بزيارة براك واصفة إياها بأنها وضعت الأسس لمسار الحل للأزمة اللبنانية المتمثلة بسلاح حزب الله والانهيار الاقتصادي والمالي وأزمة العلاقات اللبنانية مع الدول المجاورة لا سيما سورية، ولفتت المصادر الى أن هناك فرصة للحل بحال وافقت «إسرائيل» على الانسحاب من النقاط الخمس ثم الى الحدود الدولية مقابل بحث مسألة سلاح حزب الله جدياً في الحكومة وعبر حوار مباشر بين رئيس الجمهورية وحزب الله، على قاعدة الخطوة مقابل خطوة، لكن الخلاف وفق المصادر هو من يخطو الخطوة الأولى بظل رفض «إسرائيل» الانسحاب من أي نقطة طالما حزب الله متمسّك بسلاحه، إذ أن «إسرائيل» تريد ضمانة بأن لا يبقى سلاح مع الحزب بحال انسحبت لأنه سيستخدم هذا السلاح في مرحلة لاحقة، وبالتالي يشكل خطراً على أمنها، بينما حزب الله لم يقتنع بأي ضمانة أكانت داخلية أو خارجية من أن «إسرائيل» ستوقف خروقها وتنسحب إذا وضع سلاحه بيد الدولة.
وجدّدت أوساط على صلة بموقف المقاومة أن لا ضمانة سوى سلاح المقاومة لحماية الجنوب والبقاع والضاحية والعاصمة وكل لبنان واللبنانيين، والتاريخ يعلمنا أن لا ضمانة حقيقية مع التوحّش والإجرام والغدر الإسرائيلي فيما الأميركي ليس وسيطاً نزيهاً بل داعماً لـ»إسرائيل» على حقوق الدول العربية، والدولة اللبنانية غير قادرة على استعادة الحقوق اللبنانية والزام الإسرائيلي بالانسحاب بقوة القرارات الدولية والدبلوماسية والبكاء عند أعتاب الأميركيين كما بشّر وزير الخارجية، وبالتالي الضمانة هو سلاح المقاومة إلى جانب الشعب والجيش اللبناني للدفاع عن لبنان من الأطماع والنوايا الإسرائيلية. وشددت الأوساط على أنه لا يمكن للدولة أن تطلب من المقاومة بحث مسألة السلاح خارج جنوب الليطاني وهي لم تقدّم شيئاً على صعيد إلزام الاحتلال بوقف خروقاته واعتداءاته اليومية وانسحابه من النقاط الخمس والأراضي المحتلة وإعادة الأسرى.
وكتبت" الجمهورية": على رغم من الانطباع الإيجابي الذي أضفاه توم برّاك على نتائج زيارته للبنان، أبدت مصادر سياسية شكوكها في طريقة تعامل الإدارة الأميركية مع ملف وقف اطلاق النار والمطالب اللبنانية. ولاحظت أنّ وقائع الأيام الأخيرة أكّدت استمرار انحياز واشنطن الجامح إلى طروحات إسرائيل. فصحيح أنّ برّاك أثنى بنحو لافت على دور لبنان الرسمي وجهود الجيش اللبناني في العمل على تنفيذ بنود الاتفاق على وقف إطلاق النار، إّلا أنّه لم يقدّم أي جواب أو أي وعد بالضغط على إسرائيل لتطبيق البنود التي يطالب بها لبنان، ولا سيما منها الانسحاب الكامل ووقف الاعتداءات وإتاحة المجال لإعادة الأهالي إلى قراهم كافة، والمباشرة في إعمار ما تهدّم.
وفي إشارة أولى إلى تفهّم الموقف اللبناني، قالت المصادر، «كان يمكن لواشنطن أن تعيد الحياة إلى لجنة مراقبة اتفاق وقف النار، التي يرئسها ضابط أميركي، لتتكفّل برعاية الوضع، بدلاً من ترك الساحة خالية لإسرائيل. وعلى العكس، نفّذ الإسرائيليون في يوم زيارة برّاك عمليات برية هي الأوسع نطاقاً في لبنان منذ أشهر.»
وتخشى المصادر أن تكون واشنطن في صدد سياسة تقضي باستمالة لبنان سياسياً، ولكن بإطلاق يد إسرائيل عملانياً لدفعه إلى تقديم التنازلات في ملف السلاح وربما ملفات أخرى. وهذه الازدواجية هي نفسها التي يجري التعامل بها مع إيران.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|