محليات

بين واشنطن وغزة... هل يفرض الأميركي إيقاع الحل رغم مناورات إسرائيل؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

في البيت الابيض، التقى رئيس الولايات المتحدة الاميركية دونالد ترامب برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وتباحثا في أبرز مستجدات الهدنة المرتقبة في غزة وقضية الرهائن الإسرائيليين. وعلى رغم التوقعات بأن يُعلن عن اتفاق نهائي، لم يفضِ الاجتماع إلى إعلان رسمي، بل اقتصر على مواصلة المشاورات الجدّية وغير المعلنة .

تركز الحديث على اقتراح وقف إطلاق نار لمدة 60 يومًا، يتضمن إطلاق سراح 10 رهائن أحياء و9 جثث من بين حوالي 50 رهينة لا تزال بينهم، بموازاة انسحاب جزئي للقوات الإسرائيلية من غزة ضمن خطة تُعزز استمرار النفوذ الأمني على المناطق الاستراتيجية .

اللقاء كان في جو مشحون بالمناورات الاستراتيجية؛ إذ شدد نتنياهو على ضرورة القضاء على القدرات العسكرية والإدارية لحماس، مؤكدًا أنه لا يقبل التوصل إلى اتفاق "بأي ثمن"، بينما صرح ترامب بأنه "يريد صفقة" لكنه ليس مستعجلًا على قبول اتفاق غير مرضٍ .

في الوقت نفسه، تجري مفاوضات غير مباشرة في الدوحة برعاية قطر ومصر، حيث أُفيد بأن معظم القضايا قد شُحِنت نحو حل واحد عالق يتعلق بخطوط انسحاب الجيش الإسرائيلي وموقع السيطرة المستقبلية على "ممر موراغ" بين خان يونس ورفح. وقد أخّر المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف عودته، مما يشير إلى صعوبة في حصول اختراق فوري . 

على رغم  تفاؤل بعض المسؤولين الأمريكيين بأن الاتفاق قد يتم "في غضون أسبوع إلى أسبوعين"، فإن تصاعد العمليات العسكرية وتفاقم الأزمة الإنسانية وارتفاع عدد الضحايا في غزة (أكثر من 57,000 قتيل) ترافقها انتقادات دولية حادة، مما يجعل التوصل لوقف دائم للنار أمرًا معقدًا ومفتوحًا على مختلف التطورات .

إلى أي مدى يُمكن للقاء ترامب ونتنياهو في واشنطن أن يُسرّع التوصل إلى هدنة شاملة في غزة، في ظل استمرار العمليات العسكرية وتعثر المفاوضات حول مصير الرهائن وشكل الانسحاب الإسرائيلي؟

يقول المحلل الاستراتيجي العميد المتقاعد ناجي ملاعب لـ"المركزية:"الحل في المنطقة سيكون أميركياً، لكن دائماً ما يعرقله الإسرائيلي. فالولايات المتحدة، منذ أيام مستشار الأمن القومي الأميركي زبيغنيو بريجنسكي، صاحب كتاب "لعبة الشطرنج الكبرى"، كانت تدرك أهمية عدم معاداة إيران، نظراً لموقعها الجيوسياسي على خط الحرير، أي خط موسكو – المحيط الهندي. وهذا يُظهر أن هناك تقاطعًا كبيرًا في المصالح بين أميركا وإيران، وأن واشنطن بحاجة إلى إيران في تلك المنطقة."

ويضيف:"إذا خرجت إيران من الحضن الأميركي، فإنها ستعزز العداء لأميركا، سواء من خلال تحالفها مع روسيا أو الصين. لذلك، فإن الملف الإيراني اليوم مهم جدًا. العملية التي قامت بها أميركا لم تؤدِ إلى نتيجة حاسمة: استراتيجيًا، لم تنتصر إيران، لكنها أيضًا لم تُهزم. والأمر نفسه ينطبق على إسرائيل."

ويشير الى أننا اليوم أمام حالة جديدة، حيث لم يعد الحرس الثوري مجرد جهاز يُعزّز سلطة النظام، بل بات يُكرّس القومية الإيرانية، لافتا الى أن كل الشعب الإيراني يدعم بقاء دور إيران الإقليمي والسلمي. كما أن كشف العملاء والطائرات المُسيّرة ومراكز تصنيعها داخل الأراضي الإيرانية له دلالة واحدة: أن إيران قوة فاعلة ومؤثرة."

ويضيف:"لا تزال إيران تحافظ على وجودها الدبلوماسي، ولكن بأسلوب ناعم. فزيارة وزير الخارجية الإيراني إلى السعودية تشير إلى أن المملكة لم تعتمد فقط على الوساطة الصينية، بل هناك تمدد مباشر من إيران نحو دول الخليج. وربما نشهد تفاهمًا عمليًا بين إيران والخليج، لأن هذا التفاهم يجلب الأمان، خلافًا لإسرائيل التي لا تبدو مصدرًا للطمأنينة بالنسبة لهم، خاصة في ظل المطالب الإسرائيلية المتشددة، بينما إيران لم تعد في حالة عداء مباشر مع دول الخليج."

ويشرح:"المصلحة الأميركية تقتضي استيعاب إيران، وهذا ما سمعه نتنياهو من ترامب. لكن الضغط واللوبي الإسرائيلي في أميركا يدفع ترامب إلى مجاراة نتنياهو. لذلك، ما قد يحصل في غزة سيُترجم بالشكل التالي: إذا حدث وفاق إيراني–أميركي رغمًا عن إرادة إسرائيل، فإنه سينفّذ، لأن المنطقة تهم أميركا بقدر ما تهم إسرائيل. ولو هُزمت إيران، لكنا أمام مرحلة إسرائيلية بالكامل، لكن بما أن ذلك لم يحدث، فنحن أمام مرحلة أميركية، سواء رضيت إسرائيل أم لم ترضَ."

ويعتبر أن المرحلة الأميركية تتطلب من إسرائيل القبول بما تُمليه عليها واشنطن، وهذا سينعكس في غزة. لافتا الى أن العملية الأخيرة كشفت أن إسرائيل كانت تنوي احتلال 70% من غزة وترك باقي السكان تحت الحصار أو دفعهم نحو التهجير باتجاه مصر. وفي السابق، كانت إسرائيل تصرّ على القضاء على حماس، أما اليوم فيقول نتنياهو إنه يريد القضاء على سلاح حماس فقط. وإذا لم تتمكن إسرائيل من القضاء على هذا السلاح خلال 60 يومًا، فستجدد الحرب، وستُرسل رسالة إلى الولايات المتحدة بذلك.هذا يدل على أن الضغط الأميركي يسعى إلى استيعاب المنطقة بالكامل. الأميركيون منعوا إسرائيل من الذهاب نحو الهاوية. فعندما يقول ترامب إنه أنقذ إسرائيل، هو يعني أنه حماها من وابل الصواريخ الإيرانية التي كانت تُطلق بكثافة. أحد هذه الصواريخ استهدف مركزًا سيبرانيًا إسرائيليًا بالغ الأهمية، ولم يتمكن الدفاع الجوي من إسقاطه أو رصده بالرادار،يختم ملاعب، لذلك، عجّل الأميركي بتنفيذ عمليته، ثم أوقف الحرب، معتبرًا أن الجميع خرج منتصرًا. ما تريده أميركا سيتحقق رغم كل الضغوط الإسرائيلية."

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا