عربي ودولي

شامخة كــَ جبل العرب.. قصة "أم إياد" التي اختارت الكرامة على الأسر

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

في تراب قرية "الثعلة" بريف السويداء، حيث رائحة الأرض تمتزج بعزة الأجداد، تُروى قصة سيدة نقشت اسمها في سجل الخالدات، ليست بحروف من حبر، بل بوقفة كرامة هزّت ضمير كل من سمع بها. إنها "هندية حسن ذيب"، الأم والجدّة التي حوّلت أصعب اللحظات إلى درس في الشموخ الأبدي.

عندما داهمت قوى الظلام مايسمى بالأمن العام ووزارة الدفاع، بلدتها الآمنة، شاهدت "هندية" بأم عينيها ما لا يقوى على تحمله بشر. رأت أبناءها، وليد وأسامة، وأحفادها، حيدر وليث، يسقطون شهداء على أرضهم، تروي دماؤهم تراباً دافعوا عنه. وقفت هندية، أرملة المرحوم أبو إياد صالح الحمود، أمام مشهد النهاية والفقد الذي يكسر أصلب الرجال.

أحاط بها المعتدون، وباتت وحيدة أمام خيارين: إما أن تُساق أسيرة ذليلة، أو أن تلحق بأحبائها بشرف يليق بنساء الجبل. لم تتردد هندية. لم تسمح ليد غاصب أن تلمس كبرياءها.

بخطوات ثابتة وقلب يملؤه الإباء، اتجهت نحو خزان الماء في بيتها. لم يكن مجرد خزان ماء، بل أصبح في تلك اللحظة بئراً للخلود. رمت بنفسها فيه، مختارة الموت غرقاً على حياة يملؤها الهوان. اختارت أن تموت واقفة، شامخة، كما عاشت دائماً.

لم تكن هندية ذيب مجرد ضحية، بل كانت بطلة قصة مأساوية. قصتها ليست عن الموت، بل عن كيف نختار أن نواجهه. هي صرخة كل أم، ورمز لكرامة جبل العرب الذي لا ينحني.

ترحل هندية ويبقى صداها يتردد:  "نساؤنا كجبلنا، لا يمتن إلا واقفات شامخات".

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا