الانتخابات الرئاسيّة... ما هي خيارات "الحزب"؟
على الرغم من اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية وبدء المهلة الدستورية في أول شهر أيلول المقبل لإجراء الانتخابات، لم يصدر عن مسؤولي وقادة حزب الله أيّ موقف علني حول اسم المرشّح الذي سيدعمه الحزب في هذه الانتخابات. وهذا بعكس آخر انتخابات جرت في عام 2016 حين كان الحزب واضحاً وصريحاً في دعم وصول العماد ميشال عون لموقع الرئاسة الأولى. وقد عمل الحزب كلّ ما أمكن لتحقيق هذا الوعد الذي قطعه للعماد عون.
لكنّ المعركة الرئاسية اليوم تختلف عن معركة عام 2016. فالحزب وحلفاؤه لا يملكون الأغلبية الحاسمة في الانتخابات. كما أنّ حلفاء الحزب غير متّفقين على مرشّح نهائي. والظروف الداخلية والخارجية لا تشبه مطلقاً الأوضاع في عام 2016. فلبنان يعاني من أزمة اقتصادية واجتماعية ومعيشية قاسية. والأوضاع الداخلية تمرّ في اضطراب كبير في ظلّ الصراعات المتعدّدة. إضافة إلى الضغوط الخارجية ورغبة العديد من الدول العربية والغربية في إبعاد لبنان عن سياسة المحاور في المنطقة. ما يعني ممانعة وصول رئيس ينتمي إلى محور معيّن إلى موقع الرئاسة الأولى.
طبعاً لا أحد ينكر العلاقة القويّة التي تربط الحزب باثنين من المرشّحين الأقوياء للرئاسة الأولى، وهما: رئيس التيّار الوطني الحر جبران باسيل ورئيس تيّار المردة سليمان فرنجية. وقد حرص الحزب على معالجة الخلافات بينهما، خصوصاً خلال الإفطار الخاصّ الذي أقامه لهما الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله في شهر رمضان، إضافة إلى الجهود التي تُبذل في أكثر من اتجاه من أجل تطوير العلاقة بينهما وصولاً إلى التفاهم على موقف موحّد من الانتخابات الرئاسية. لكن حتّى الآن لم تصل هذه الجهود إلى نتيجة إيجابية. والدليل على ذلك ما أعلنه أخيراً جبران باسيل من أنّه لم يتبنَّ دعم ترشيح فرنجية، وأنّه مرشّح طبيعي للرئاسة الأولى.
إضافة إلى المشكلة بين الحليفين باسيل وفرنجية، فإنّ بقيّة حلفاء الحزب ليس لديهم موقف موحّد حتى الآن، ولا سيّما الرئيس نبيه برّي الذي لم يعلن موقفه من الانتخابات الرئاسية ولا من المرشّحين، وإن كانت تربطه بفرنجية علاقة قويّة، فيما علاقته بباسيل ليست على ما يرام.
لكن ما هي خيارات الحزب؟
يؤكّد المطّلعون على الأجواء الداخلية للحزب أنّ الأخير سيكون منفتحاً على كلّ الخيارات، وإن كان من الطبيعي أنّه يدعم وصول أحد حليفَيْه الأساسيَّيْن لموقع الرئاسة الأولى لأسباب سياسية واستراتيجية. لكنّه في المقابل لم يعطِ أيّ التزام حاسم ونهائي هذه المرّة. وهو غير مرتبط بوعد مسبق لأيّة شخصيّة. وهذا يعني أنّ الحزب سيحدّد موقفه النهائي وفقاً للمعطيات الداخلية والخارجية:
- أوّلاً يحتاج إلى توفير دعم داخلي لأيّ مرشح من أجل ضمان وصوله للرئاسة الأولى وعدم خوض معركة خاسرة مسبقاً.
- وثانياً سيأخذ الحزب الأوضاع في لبنان والمنطقة عند تحديد الخيار النهائي، واستراتيجية الحزب أن يدرس كلّ الأوضاع والتطوّرات عند تحديد الموقف النهائي.
لا مراعاة لسوريا
لكن هل يمكن أن يقبل الحزب بمرشّح تسوية من غير حلفائه التقليديين في حال كانت التسوية الرئاسية تحقّق إيجابيات كبرى للبنان والحزب؟
يقول المطّلعون على آلية اتخاذ القرار في حزب الله ورؤيته الاستراتيجية وطبيعة العوامل التي تحكم أداءه السياسي في المحطات المهمّة، إنّه عادة ما يكون الحزب منفتحاً على كلّ الخيارات ما دام لم يعلن موقفاً نهائياً وحاسماً كما حصل مع تأييد العماد ميشال عون. وليس مضطرّاً إلى مراعاة حليفه الاستراتيجي سوريا التي كانت تحسم القرارات الرئاسية، كما هي الحال عندما وافق الحزب في عام 2008 على التسوية الرئاسية التي أدّت إلى وصول العماد ميشال سليمان، وذلك بعد أحداث 8 أيار واتفاق الدوحة.
اليوم هناك تطوّرات ومتغيّرات كبيرة داخلية وخارجية قد تدفع الحزب إلى القبول بتسوية جديدة، لكنّ القرار النهائي ليس محسوماً. وهذا مرتبط بالتطوّرات التي ستحصل في الشهرين المقبلين داخلياً وخارجياً.
في الخلاصة ليس من الصدفة أن لا يعلن حزب الله حتى الآن موقفاً نهائياً من الانتخابات الرئاسية. بل قد يكون ذلك من تكتيكات الحزب السياسية كي يكون قادراً على اعتماد كلّ الخيارات المفتوحة إلى حين وضوح الصورة داخلياً وخارجياً.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|