ترقّبوا "مواجهة من نوع آخر" بين أميركا وإيران اليوم!
حتى المصافحة التقليدية بين اللاعبين ستكون حدثا يهتم العالم بمتابعته في المباراة التي تجمع منتخبي الولايات المتحدة وإيران، الثلاثاء، في الدوحة، ضمن منافسات كأس العالم، فالتوتر السياسي بين البلدين قد يخيم على أجواء اللقاء الرياضي.
وركزت الصحف الرئيسية الأميركية على الجوانب الرياضية لمباراة الثلاثاء في قطر، من دون أن تغفل الجوانب السياسية للعلاقة بين البلدين.
عندما التقت الولايات المتحدة وإيران لأول مرة في كأس العالم 1998 في فرنسا، ساعد اللاعبون الإيرانيون في نزع فتيل القلق الجيوسياسي من خلال تسليم الورود البيضاء، رمز السلام، للاعبين الأميركيين قبل المباراة.
وبعد فوز إيران 2-1 في تلك المباراة أعلن على التلفزيون الرسمي "الليلة مرة أخرى، شعر المعارضون الأقوياء والمتغطرسون بطعم مرير للهزيمة على أيديكم".
لكن مباراة الثلاثاء في قطر تأتي في ظروف مختلفة، حيث الوضع الداخلي في إيران مشحون بشكل كبير، إذ ترزح البلاد تحت وطأة عقوبات أميركية قاسية منذ عقود.
كما تأتي بعد توتر أدى إلى قصف إيران قاعدة عسكرية أميركية في العراق بالصواريخ عقب مقتل القائد في الحرس الثوري، قاسم سليماني، بصاروخ أميركي في بغداد.
ومثل الاهتمام السياسي – الرياضي في إيران باللعبة، كتبت عدد من الصحف الأميركية مستعرضة خلفية التوتر السياسي المهيمن على المباراة الحاسمة رياضيا.
عندما ينزل اللاعبون الذين يمثلون إيران والولايات المتحدة إلى الملعب في كأس العالم في قطر، الثلاثاء، سيقوم ملايين المشجعين بتحليل كل خطوة - ليس فقط التمريرات والأخطاء والرؤوس، ولكن أيضا ما إذا كان اللاعبون الإيرانيون يغنون النشيد الوطني أو يحتفلون بأي أهداف أو يتحدثون عن الاحتجاجات التي تهز بلدهم، كما تقول صحيفة نيويورك تايمز.
وتضيف الصحيفة أن اللعبة أصبحت خطا أماميا آخر في الصراع بين الخصمين الجيوسياسيين منذ فترة طويلة حيث تخوض إيران احتجاجات في الداخل في أحد أهم التحديات التي واجهتها الجمهورية منذ ثورة عام 1979 التي أوصلتها إلى السلطة. وهذه المرة، كل شيء يعرض تحت الأضواء الساطعة للحدث الأكثر مشاهدة في العالم.
ودخل اتحاد الولايات المتحدة لكرة القدم إلى المعركة لدعم المحتجين الإيرانيين، ومسح شعار إيران الرسمي والنص الإسلامي من علم إيران في الصور التي نشرها على وسائل التواصل الاجتماعي.
لكن المنشورات حذفت في وقت لاحق بعد أن دعا الاتحاد الإيراني لكرة القدم إلى طرد المنتخب الأميركي من كأس العالم.
وتقول الصحيفة إن فوز الولايات المتحدة الذي سيؤهلها إلى الدور التالي على حساب إيران، سيضع الصراع الداخلي الإيراني أمام جمهور عالمي ضخم لبضعة أيام على الأقل.
وتنقل صحيفة واشنطن بوست عن أليكس لالاس، المدافع في المنتخب قوله "نحن ناضجون بما فيه الكفاية وذوو خبرة كافية لمعرفة أن هذا لا علاقة له بالحكومة أو السياسة".
ونقلت عن المدرب الأميركي ستيف سامبسون، الذي استقال بعد فترة وجيزة من الخسارة عام 1998 مع إيران لصحيفة الغارديان إن الفيفا والاتحاد الأميركي لكرة القدم أمراه بعدم تسييس اللعبة، حتى مع قيام إيران بذلك.
وقال: "أعتقد أن الحكومة الإيرانية جعلتها مباراة سياسية".
وتابع، "لو كنت سأفعل ذلك من جديد، لكنت قد طرحت التاريخ بين البلدين مع اللاعبين واستخدمته كأداة تحفيزية لتحقيق نتيجة. لكنني اخترت عدم القيام بذلك في ذلك الوقت".
لكن الصحيفة تقترح أن استخدام "التاريخ" الشائك بين البلدين لتحفيز اللاعبين على تقديم أفضل ما لديهم قد لا يكون شيئا سيئا في نهاية المطاف.
وتشير صحيفة وول ستريت جورنال إلى الأبعاد السياسية في المباراة، لكنها تسلط الضوء على جدل من نوع آخر، حيث أن أداء المنتخب الأميركي في البطولات قد يمثل العامل المسيطر على مستقبل كرة القدم في الولايات المتحدة، وهي لعبة غير شعبية، أو على الأقل تأتي في سلم الاهتمام بعد رياضات مثل كرة السلة والمضرب وكرة القدم الأميركية وربما حتى الغولف.
وتقول الصحيفة إن كل نتيجة مباراة تحمل شحنة إضافية من التفسير الأكبر، حيث النتيجة هي أكبر من مجرد فوز أو تعادل أو خسارة، بل إنه يقع في منظور ما يمثله لمستقبل الرياضة في الولايات المتحدة والطريقة التي ينظر بها العالم إلى كرة القدم الأميركية.
وهذا بالطبع بالنسبة لفريق الرجال لكرة القدم، أما فريق الولايات المتحدة للسيدات، بألقابه الأربعة في كأس العالم فهو يعتبر من بين أفضل الفرق النسائية في العالم.
ونقلت الصحيفة عن الرياضي المخضرم روجر بينيت قوله، إن لاعبي الولايات المتحدة في العصور الماضية شعروا بأن لديهم وظيفتين: واحدة كلاعب، والأخرى كسفير لرياضة لا تزال تحاول إيجاد موطئ قدم لها في بلدهم الأم.
وتختم الصحيفة بسؤال "ماذا تعني مباراة الثلاثاء ضد إيران بالنسبة للولايات المتحدة؟ وتجيب: "هي تعني البقاء على قيد الحياة في كأس العالم. هذا معنى كاف".
بالمقابل تروج وسائل الإعلام الحكومية الإيرانية لمباريات المنتخب مع منتخبات الدول التي تعاديها بوصفها شيئا يشبه معركة سياسية.
وقبل مغادرة الفريق قطر، بثت وسائل الإعلام الحكومية صورا للاعبين وهم يلتقون بالرئيس الإيراني المحافظ، إبراهيم رئيسي، الذي التقط صورا مع الفريق وهو يحمل قميصا مطبوع اسمه على ظهره. انحنى لاعب واحد على الأقل.
وفي مباراة خسر فيها المنتخب الإيراني بقسوة أمام إنكلترا 6-2 قالت صحيفة كيهان المقربة من المرشد إن النتيجة كانت "هدفان لإيران وستة أهداف لإنكلترا وإسرائيل والمملكة العربية السعودية والأعداء الداخليين والخارجيين"، على حد وصفها.
في هذه المباراة قوبل صمت الفريق الإيراني الاحتجاجي خلال قراءة النشيد الوطني لبلاده باهتمام عالمي واسع واعتبرت البادرة مناصرة للمحتجين في إيران.
وتستخدم نجاحات المنتخب عادة في الدعاية للنظام.
وذكرت صحيفة إيرانية مقربة من الإصلاحيين، الاثنين، أن مئات المسؤولين الحكوميين والمؤيدين سافروا إلى كأس العالم على نفقة عامة لتشجيع إيران.
وليس من الواضح ما إذا كانوا هم نفس المشجعين الموالون للحكومة الذين اشتبكوا مع المشجعين المناهضين للحكومة خارج الملاعب الأسبوع الماضي.
وفي مباراتهم مع ويلز، حيث فازت إيران بهدفين مقابل لا شيء، جاء عنوان كيهان "إيران 2 - ويلز وإسرائيل والمملكة العربية السعودية والخونة المحليون والأجانب 0".
وعرضت تسجيلات فيديو أفرادا من قوات شرطة مكافحة الشغب والقوات شبه العسكرية الذين قمعوا الاحتجاجات بعنف، وأحيانا بشكل قاتل – وهم يرقصون فوق مركبات مكافحة الشغب في معداتهم التكتيكية، ويلوحون بالبنادق في يد، والأعلام في اليد الأخرى.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|