حزب الله: المسدّس مصوّب إلى رأس لبنان
من جديد، حطّ توم باراك رحاله في بيروت.. متحدثًا بالنبرة نفسها.. الوضوح نفسه والقلق نفسه، ربما هذه المرة مع نفحة أكثر برودة من الغضب.. المبعوث الأميركي لم يأتِ ليرتشف القهوة! لقد أتى ليتمحص وليسمي الأمور بأسمائها، دون أي مواربة: حزب الله يدفع بلبنان نحو حرب أهلية، والعالم قد يقرر في نهاية المطاف التخلي عن البلد. هذا ليس تهديداً.. تلك هي العواقب المحتملة للمأزق الحالي.
ومن جهته، الشيخ نعيم قاسم لم يحد في خطابه الأخير قيد أنملة عن نهجه المعهود: العجرفة نفسها.. الإنفصال عن الواقع نفسه والتهديدات نفسها. ومجدداً، أصرّ على الوعيد بما يُسمّى بـ”المقاومة ضد إسرائيل”، على الرغم من فقدانه كل ملامح الشرعية العسكرية والمصداقية الاستراتيجية وعلى الرغم من تسلل الشكوك إلى نفوس أقرب داعميه وكسر حاجز الخوف تدريجياً. ومجدداً أيضاً، أصر على تكرار أسطوانة “الانتصار” البالية نفسها.. دون أن يكلّف نفسه حتى عناء الالتفات إلى الواقع.
وبلغ به التمادي حدّ المطالبة بـ”استراتيجية دفاع وطني”. وكأنّ للميليشيا في الأصل الحق بفرض سلاحها على الدولة، والمطالبة بالشراكة في القرارات العسكرية، حتى ولو جاهرت بالولاء لقوة أجنبية.. وكأنّ الجيش اللبناني غير موجود أصلاً. المهزلة مستمرة، وكأنها لم تلحق بالبلاد الدمار ولم تفرض نفسها بالقوة على شعب يرفض السقوط ضحية الخداع من جديد. لا أحد يريد الحرب سوى المتعطشين الذين يعتاشون على الفوضى.. من ذا الذي يسعى وراء حرب تكاد تختزل اللبنانيين بخسائر جانبية؟
الصبر الأميركي شارف على نهايته هذه المرة. والمطلوب.. الأفعال ووضع جدول زمني لنزع السلاح.
وإلّا؟ قد تبادر الولايات المتحدة للانسحاب وتترك لبنان فريسة بيد من اغتالوا جوهره وخنقوا اقتصاده ونهبوا مؤسساته وصادروا حرياته. في المحصلة، ستحصل مأساة كبرى.. ولو بدت منطقية تمامًا: كيف يمكن مساعدة بلد يرفض المبادرة لإنقاذ نفسه؟
فلنقل الأمور بوضوح: حزب الله يتحمّل اليوم المسؤولية التاريخية لانتحار بلد أعظم آثامه أنه أراد الحياة والعمل والتعليم.. بلد يتوق للنجاة.. وجد نفسه غريقاً ورهينة وضحية تلاعب.
إنّ كل مسلح ميليشياوي وكل خطاب حرب أشبه بطعنة في خاصرة لبنان. وكل صمت رسمي كما كل تسوية مخزية وكل غموض سياسي.. أشبه بالشراكة في الجريمة.
لقد حط توم باراك رحاله ليعري الحقيقة القاسية: لقد انكشفت كل الأوراق في لبنان. وهذا ليس تعبيراً مجازياً.. إنها حالة طوارئ!
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|