"ترويقة فلافل" وذكريات في سن الفيل... زيارة مفاجئة للرئيس عون (صور)
عون يترجم خطاب القسم بإعادة لبنان إلى المساحة العربية

ليست زيارة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون إلى مملكة البحرين عادية أو عابرة، بل هي تأتي ضمن سلسلة خطوات استراتيجية قام بها عون، في زياراته إلى دول الخليج، تحديداً.
يحنُّ اللبنانيون إلى تلك الدول، التي كانت تعتبر لبنان، وجهتها الثقافية والتربويّة والصحية والسياحية، لكن الأزمات التي عصفت بلبنان، وأحداث الإقليم، أضرّت بالعلاقات بينه وبين تلك الدول، وهو ما ترك آثاراً سلبية، سياسية واقتصادية، في لبنان.
تأتي زيارات الرئيس عون، لإعادة استنهاض تلك العلاقات، وإعادتها إلى مكانتها الطبيعية، وهو نجح في كل محطّاته، وسط ملاقاة عربية لخطواته، تقديراً لدوره، في إعادة رسم المشهد في لبنان.
بدأ رئيس الجمهورية مساره العربي، منذ لحظة انتخابه رئيساً، وأعلن في خطاب القسم عن التزامه الثابت بأن يقيم أفضل العلاقات مع الدول العربية الشقيقة، انطلاقاً من أن لبنان عربي الانتماء والهوية، «وأن نبني الشراكات الاستراتيجية مع تلك الدول، وأن نمنع أي تآمر على أنظمتها وسيادتها، وأن نمارس سياسة الحياد الإيجابي، وأن لا نصدّر لها سوى أفضل ما لدينا من منتوجات وصناعات، وأن نستقطب السواح والتلامذة والمستثمرين العرب، لنواكب تطوّرهم ونغنيهم بطاقاتنا البشرية ونبني اقتصادات متكاملة ومتعاونة».
لقد ترجم رئيس الجمهورية هذا الخطاب، وجاءت زياراته إلى الدول العربية ناجحة، تبيّن اتجاهين: التزام بالثوابت اللبنانية إلى جانب الأشقّاء العرب، وترحيب عربي بالعودة اللبنانية إلى دورة العلاقات الطبيعية.
ومن هنا تتضح أهمية تلك الخطوات في كل اتجاه سياسي، ودبلوماسي، بعد إعادة فتح كل السفارات، وآخرها إعلان ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة بإقامة بعثة دبلوماسية دائمة في بيروت. كما تستفيد الدورة الاقتصادية في الانتعاش مجددا، بعد إعادة تنشيط السياحة العربية إلى لبنان، وعودة رحلات طيران الدول الخليجية، في رحلاتها إلى مطار بيروت، مما يشجّع كل شركات الطيران الدولية، إلى تكثيف رحلاتها إلى لبنان، إضافة إلى ترسيخ التعاون الأمني وضبط التهريب، وهو ما حصل بضبط لبنان كل معابره الجوّية، والبحرية، والبريّة، مما يعيد فتح الأسواق الخليجية العربية، أمام الصادرات الزراعية والصناعية اللبنانية. كما يُنتظر إيجاد فرص الاستثمارات العربية في لبنان، مما يساهم في رفد الاقتصاد اللبناني بموارد مهمة.
لا شك أنّ الزيارة تحمل وزناً رمزياً وسياسياً، لكونها أوّل زيارة رسمية لرئيس لبناني إلى البحرين منذ أكثر من عقد، ولأنها جرت في لحظة إقليمية دقيقة يتقاطع فيها الداخل اللبناني مع ملفات إقليمية ملتهبة، أبرزها الجنوب اللبناني، والدور العربي في إنقاذ الاقتصاد المنهك.
وكان لافتاً تأكيد الملك على احترام القرار الأممي 1701، والتشديد على التزام لبنان بسياسة النأي بالنفس وعدم التدخّل في الشؤون الداخلية للدول الخليجية، في ما بدا أنه تجديد لشروط «الثقة السياسية» الخليجية ببيروت.
وهذه الزيارة تحمل بُعداً رمزياً هاماً، بالنظر إلى مكانة المنامة ضمن مجلس التعاون الخليجي، ودورها في بلورة موقف خليجي موحّد تجاه الملف اللبناني، وتأتي كذلك في إطار جولة عربية أوسع ينفذها الرئيس عون منذ تسلّمه الرئاسة، كان هدفها الأساسي إعادة تموضع لبنان داخل الحضن العربي. ومنذ بدء هذه الحملة، أُعيدت العلاقات تدريجياً مع السعودية، الإمارات، الكويت، قطر، والأردن، وسط إشارات واضحة إلى أنّ عون يسعى لبناء توازن إقليمي جديد، يقوم على الشراكة لا المحاور.
نخلص الى التأكيد أن لبنان، في لحظة استحقاقاته الكبرى، بحاجة إلى حاضن عربي صادق، ويبدو أن البحرين قررت أن تعيد فتح هذا الباب بثقة.
المصدر: اللواء
الكاتب: حسين زلغوط
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|