روجيه فغالي وجوزف مطر يحرزان لقب "رالي البترون الأول" على متن تويوتا GR Yaris Rally 2
زياد الرحباني... ويكفي
انتهى المشهد مساء الامس في كنيسة سيدة الرقاد المحيدثة بكفيا ولم يكن وداع زياد الرحباني عاديًا. لم يكن يوم جنازته والتعازي التي تلته مشهدًا عابرًا للزمن، كأن لبنان كله وقف على عتبة الحنين، بين دمعة وابتسامة، بين تصفيق الناس وصمت الحزن.
من أول لحظة خرج فيها نعشه من المستشفى، ملأت الحشود البشرية ساحة المستشفى ومحيطها، وتحوّل الطريق إلى موكب محبة.
عابرون أوقفوا سياراتهم بعضهم رسم إشارة الصليب، بعضهم قراء الفاتحة عن روحه، بعضهم الآخر رفعوا الهاتف ليلتقطوا صورة الوداع، آخرون صفّقوا... تمامًا كما يصفق الجمهور في نهاية عرض مسرحي عظيم، وهو يدرك أن الستارة ستغلق إلى الأبد.
مرّ زياد بين الناس الذين أحبوه حتى في اختلافهم معه. منهم من آمان به فنانًا وعبقريًا ومعبرآ عن اتجاهاتهم السياسية، ومنهم من خالفه في السياسة... لكن جميعهم اجتمعوا في تلك اللحظة على حبّ لا يُفسَّر.
زياد كان يشبههم، يتكلم لغتهم، يقول ما لا يجرؤ غيره على قوله، يبكيهم ويضحكهم بجملة واحدة.
بدا الموقف أكبر من الدموع، وكأننا نودّع ذاكرة، نودّع جيلًا بكامله.
عند وصول الجثمان إلى الكنيسة، خفَت كل شيء، فقط صوت الأجراس، وتنهيدة الريح بين الأشجار، ونظرات الناس الذين لم يصدقوا أن زياد رحل.
دخلت الايقونة فيروز. لم تكن في هذه اللحظة أمّ زياد فقط، بل كانت في تلك اللحظة أمًّا لكل وجع في هذا البلد.
سارت بخطوات بطيئة، صامتة، الدمعة في عينيها، حزنها كان يملأ المكان. لم تحتَج أن تقول شيئًا كانت هي الكلمة.
جلست أمام نعشه، مدت يدها، لمست غطاء التابوت، تودّع فلذة كبدها.
وحدها فيروز قادرة أن تُبكي الناس وهي صامتة. وحدها قادرة أن تختصر لبنان، في حضن أمّ فقدت ابنها... وفي رحيل صوت، سيظل حيًا ما دام هناك من يستمع إليه.
الكل يجمع ان زياد لم يمت، بل رحل بجسده فقط. أما حضوره، فباقٍ في الشوارع التي كتب عنها، في المقاهي التي تحدّث عنها، وفي العبارات التي تحولت في جزء منها الى كلام يومي بين الناس.
اليوم يطوي لبنان صفحة من دفاتره الذهبية، بصورة سيدة عظيمة تلملم حزنها ودموعها على رحيل ابنها وتعود الى صومعتها شامخة صابرة مؤمنة بالقيامة.
زياد كتب النهاية على طريقته:
بس "ما خلصِت الحكاية..."
بقلم دافيد عيسى .
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|