عربي ودولي

مع انهيار الهدنة .. هذه خيارات الشَّرع لحلّ أزمة السُّويداء

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

شهدت السويداء ذات الأغلبية الدرزية في جنوب سوريا تجدّدا للاشتباكات بالأمس، بعد اتفاق وقف إطلاق النار الهش الذي تم التوصل إليه أواخر يوليو، مما زاد من مخاوف عودة التوتر إلى المحافظة، وسط تبادل كل من حكومة دمشق والفصائل المحلية المسؤولية.

وتصاعدت الاشتباكات في كل من تل حديد الإستراتيجي المشرف على خطوط الإمداد المؤدية إلى دمشق ودرعا المجاورة، والتي تبادلت السيطرة عليها القوات الحكومية والفصائل المحلية، إضافة إلى مدينة الثعلة التي تعرضت للقصف من قبل القوات الحكومية.

هدنة هشة

كانت السويداء مسرحًا لأعمال عنف اندلعت في يوليو 2025، أسفرت عن مقتل أكثر من 1265 شخصًا، قبل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار تحت وطأة الضربات الإسرائيلية لمنشآت عسكرية وسيادية في العاصمة السورية، لم يصمد سوى لأيام، قبل أن تتجدّد الاشتباكات في 4 أغسطس الجاري.

ويرى أستاذ الدراسات الدولية في جامعة "صن يات سين" الصينية شاهر الشاهر، أن "هذا الانهيار لم يكن مستغرباً، لأن الاتفاق لم يتم بالأساس بين جهتين رسميتين. فهناك مجموعات انفصالية ووحدات قتالية غير منضبطة، وبالتالي التعامل معها يكون صعبا بالنسبة للحكومة. كما أن لهذه الجماعات ارتباطات خارجية وخصوصًا مع الجانب الإسرائيلي، وهذا الموضوع بات معلنا".

ويقول الشاهر في حديثه إلى منصة "المشهد": "يبدو أنّ هناك رغبة لدى هذه الجماعات في استفزاز الحكومة المركزية وقطع الطريق من دمشق إلى السويداء، وبالتالي المناداة بفتح طريق من خلال ممر داوود باتجاه مناطق سيطرة "قسد" في شمال شرق سوريا أو باتجاه إسرائيل، ليكون البديل تحت ذريعة إدخال المساعدات الإنسانية".

وأضاف: "هناك محاولة لإظهار أن الحكومة السورية تحاصر السويداء، وبالتالي لا بدّ من إفشال الهدنة لكي تستمر هذه الرواية".

من جهته، يرى الكاتب السياسي المتابع لملف الجنوب السوري جواد الصايغ، أنه "منذ تثبيت وقف إطلاق النار. كانت هناك خروقات يومية ولو بسيطة، ولكن ما حدث يوم الأحد الفائت أن الفصائل في السويداء يبدو أنها قررت الرد على خروقات العشائر".

ويقول الصايغ لـ "المشهد": "أياً تكن الأسباب التي أدت إلى نشوب المعركة، ينبغي التذكير أنه وبموجب الاتفاق الذي رعته الدول، فإن على الأمن العام الانتشار في محيط المحافظة للفصل بين العشائر وأبناء المدينة، وهذا ما لم يحصل حتى الآن، بدليل أن أفراد هذا الجهاز، ومعهم قوات الشرع الاحتياطية - العشائر - لا يزالون داخل بلدات في المحافظة باعتراف قادة النظام الجدد".

موقع حساس وتوازنات دقيقة

لم تكن أحداث يوليو في السويداء معزولة، ففي أبريل الماضي، انتشرت مقاطع فيديو مزيفة تظهر شيئًا درزيا يهين الإسلام، مما فجر موجة من العنف اجتاحت مدن صحنايا ومحيطها في ريف دمشق، انتهت بسيطرة القوات الحكومية المركزية على المنطقة.

وفي حين اتهمت الحكومة المركزية الفصائل الدرزية الموالية للزعيم الروحي حكمت الهجري بخرق الهدنة عبر مهاجمة تل حديد، اتهم الزعماء الدروز القوات الحكومية والقبائل البدوية المتحالفة معها ببدء الهجوم بهدف تمكين الحصار الخانق الذي تتعرّض له المحافظة منذ 20 يوليو، رغم الجهود الدولية لإيصال المساعدات المحدودة.

وبعد تجدد القتال، أغلقت وزارة الداخلية السورية المعبر الإنساني الوحيد العامل مؤقتًا في 4 أغسطس، مبررة ذلك بـ "المخاطر الأمنية".

رفض الزعيم الديني الدرزي، حكمت الهجري، انضمام المحافظة - التي اكتسبت صفة الإدارة الذاتية في عهد الأسد بحكم الأمر الواقع - إلى الحكومة المركزية المؤقتة برئاسة الشرع، مطالبا باللامركزية الإدارية، على غرار مطالب الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا.

افتح التطبيق

ويسرح الصايغ أنه "من وجهة نظر النظام، وصل التفاوض مع السويداء إلى طريق مسدود، نتيجة رفض دمشق سابقا لمطالب السويداء، التي لم تكن يوما انفصالية كما تتهمها، وإنما لامركزية إدارية في موضوع إدارة الاستثمارات، وفتح المعابر، والخصوصية التعليمية لناحية المناهج التربوية، واختارت دمشق خيار الصدام في الشارع".

ويقول الصايغ إن "خيار دمشق الخاطئ كلّفها الكثير، فمن صورة السلطة القوية التي أسقطت نظامًا عمره أكثر من نصف قرن، إلى سلطة افتعلت حربًا أهلية، ومن ثم تراجعت تحت ضغط الجهات الخارجية".

من جهته، يرى الشاهر أن الجماعات المناهضة للحكومة المركزية لا يحق لها الادعاء بأنها تمثل السويداء، قائلا: "هناك خلافات داخلية في السويداء، وحتى داخل المشيخة الروحية. نحن نعلم بأن المشيخة الروحية الدرزية تتألف من 3 زعماء دينيين، ولكن الشيخ الهجري وجماعته أصبحوا يتحدثون وحدهم، ويحاولون أن يسيطروا على القرار في السويداء".

المشهد - سركيس قصارجيان

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا