إذا كان على الحكومة أن "تُبلّط البحر"... فلماذا لا يستقيل "الحزب" منها؟
في ظل التصعيد غير المسبوق في الخطاب السياسي، بلغ سقفه حد إعلان رئيس "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، بأن السلاح لن يُسلم، متوجها برسالة واضحة إلى الحكومة ورئيس الجمهورية جوزاف عون ضمنا، حين قال: "يروحوا يبلّطوا البحر". أمام هذا الموقف عالي النبرة، تُطرح تساؤلات عدة منها: لماذا لا تُترجم هذه المواقف إلى خطوات عملية، توازي هذا الخطاب، كتعليق وزراء "الثنائي" مشاركتهم في الحكومة، على الأقل؟
أمام هذا المشهد، يُعبّر رئيس جهاز الإعلام والتواصل في حزب القوات اللبنانية شارل جبور، في حديث إلى وكالة "أخبار اليوم"، عن استغرابه من موقف "حزب الله"، قائلا: "طالما الحزب يعترض على قرارات الحكومة، فعليه أن يستقيل منها، لا يمكنه الاستمرار في المعارضة من الداخل، دون اتخاذ موقف حاسم.
ويذكّر جبور بما حصل في حكومة الرئيس فؤاد السنيورة، حين علّق "الثنائي الشيعي" مشاركته في الحكومة، وذهب إلى محاصرة السراي الحكومي لمدّة قاربت السنتين.
ويتابع: "عندما تبيّن أن محاصرة السراي لم تُؤتِ ثمارها، لجأ الحزب إلى أحداث 7 أيار. أما اليوم، فالوضع مختلف تماماً؛ فوزراء الحزب لا يريدون الخروج من الحكومة، وفي الوقت نفسه، لا تسمح الظروف الداخلية والإقليمية بمحاصرة السراي، ولا استعمال السلاح، ولا حتى بافتعال حرب كحرب تموز 2006 لتغيير المشهد".
وبحسب جبور، فإن جوهر المسألة يكمن في أن الحكومة اتخذت قرارا واضحا وحاسما في ما يخص نزع السلاح غير الشرعي، وبسط سيادة الدولة على كامل أراضيها عبر قواها الذاتية - وهو قرار، كما تؤكد الحكومة، غير قابل للتراجع، وسيُصار إلى تطبيقه.
في هذا الإطار، يطرح جبور مثالا معبرا: "بعدما استطاعت الدولة القضاء على تاجر المخدرات المعروف بـ(أبو سلة) المحمي من الحزب على حد قوله، باتت الامور تسير في الاتجاه الصحيح. لقد أصبح الحزب اليوم، مثل باقي اللبنانيين، تحت سلطة الدولة، وليس كميليشيا خارجة عنها".
كما يستذكر ما كشفه رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع في إحدى مقابلاته، عن ورقة تحمل "تسهيل مرور" لأحد عناصر الحزب، ظنا منهم أنهم جزء من "المعادلة التجليطية"، اي "جيش وشعب ومقاومة".
ويشدد جبور على أن المطلوب الآن هو توجيه رسالة واضحة للحزب، بأنه بات يُمثّل حالة غير شرعية استفادت من ظرف احتلالي، وأن الوقت قد حان لتسليم السلاح، والدخول في وضع طبيعي، معتبرا ان الإيديولوجيا التي تُعمي البصيرة لم تعد كافية لحجب الحقيقة، خصوصا في ظل ظروف معقدة تُحاصر الحزب على أكثر من مستوى.
ويشير جبور إلى أن الحزب اليوم محاصر جغرافيا، إذ لم يسبق له منذ نشأته أن واجه إغلاقا تاما للممر السوري بوجه إيران، كما هي الحال اليوم. أضف إلى ذلك الوضع العسكري المستجد الذي فرضته المواجهة الأخيرة مع إسرائيل، والهزيمة الميدانية التي تعرّض لها، إلى جانب الحصار السياسي الداخلي المستمر منذ عام 1990، اليوم هناك توافق بين رئيسي الجمهورية والحكومة على خطاب واحد: حصر السلاح بيد الدولة.
ويتابع: حتى حلفاؤه باتوا خارج معادلته، فالنائب طوني فرنجية نفسه شدد على ضرورة حصر السلاح بيد الدولة، بالتالي لم يعُد الحزب يملك حليفا كاملا من أي طائفة... أصبح في عزلة وطنية، سياسية، شعبية، دولية، وعسكرية.
ويختم: اما والسؤال المطروح اليوم: كيف سيتصرف الحزب أمام هذا الواقع؟ الجواب لم يتّضح بعد!
شادي هيلانة – "أخبار اليوم"
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|