الصحافة

عون يُثبّت دوره المتوازن.. لا قطيعة مع أحد والحوار مفتوح

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

يمارس رئيس الجمهورية جوزاف عون دوره السياسي باتزان وطني دقيق، بعدما ثبّتت ادارته لجلسات مجلس الوزراء أنّه يسعى لابقاء دوره كحَكم بين القوى السياسية. صحيح ان الرئيس عون كان اول من اعلن انحيازه الى مبدأ حصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية، منذ إدلائه بخطاب القسم، لكنّه استند الى بنود في الورقة اللبنانية، ثم الاميركية، التي تتحدث عن انسحاب اسرائيلي، ووقف النار، واعادة الإعمار، وعودة المهجرين. ويقول مطّلعون سياسيون إن الرئيس عون يركز على آخر بند في الورقة بشأن "توقيع إسرائيل" وغيرها من دول معنية، لإلزامها بوقف النار، وفرض باقي الشروط التي يطالب بها لبنان، والموجودة في الورقة.

يضيف هؤلاء ان "رئيس الجمهورية، عبر خطابه، رمى الكرة في ملعب الاميركيين والإسرائيليين: فلينفّذوا مطالب لبنان، التي هي اولوية عند كل اطياف الشعب اللبناني". واذا كان العتب ساد بين رئاستي الجمهورية ومجلس النواب، بعد مقررات مجلس الوزراء الاخيرة، بشأن حصرية السلاح، والورقة الاميركية، فإن عون أصرّ على ابقاء التواصل قائماً مع عين التينة، التي ارسل اليها مستشاره السياسي نهار الاثنين الماضي، في وقت أصرّ فيه رئيس الجمهورية امام زوّاره على الحاجة "إلى الحوار والتلاقي لا إلى التصادم"، مؤكّداً التمسّك بالوحدة الوطنية، التي يمكن عبرها "مواجهة التحديات"، فأطلق عبارته التي تعبّر عن ذلك: "اللبناني دائماً سندٌ لأخيه اللبناني".

وبالتالي فان ممارسات رئاسة الجمهورية في الانفتاح على كل القوى السياسية، وعدم حصول قطيعة بين بعبدا والمكوّنات السياسية والطوائفية في لبنان، تزيد من حجم الثقة الدولية بدوره، وهو ما تُظهره العواصم في تعاطيها مع الرئيس عون، إلى درجة ان الحديث يسود في باريس والرياض وواشنطن عن امكان تلبية مطلب رئيس الجمهورية بعقد مؤتمر دولي لاعادة الإعمار في لبنان. لكن الاميركيين فضّلوا ان تقوم اسرائيل اولاً بالموافقة على الورقة الاميركية، ووضع جدول زمني لوقف الحرب والانسحاب من لبنان، فهل ينقل السفير توماس برّاك جديداً رسمياً معه في زيارته المرتقبة إلى بيروت بعد ايام؟

من ناحية ثانية، فإن عدم القطيعة الداخلية، تنسحب عند رئيس الجمهورية على الخارج ايضاً: لن يكسر علاقته مع اي عاصمة صديقة او شقيقة وربط لبنان بعلاقات معها، وينطلق الرئيس عون من اهمية ابقاء التواصل مع المجتمع الدولي لاعتبارين أساسيين: دور لبنان الجامع، كصلة وصل بين عواصم العالم، والحاجة اللبنانية الى المؤازرة الخارجية بكل اتجاهاتها.

الاوضاع في لبنان صعبة وخطرة حسب مصادر سياسية، والرئيس عون يتعامل معها "بميزان الذهب" ولن يسمح بالفتنة والتقاتل والانقسامات، والتواصل مع حارة حريك لم ينقطع بتاتا رغم العطب الذي أصاب العلاقة بعد جلستي الحكومة الأخيرتين، في المقابل، الاتصالات لم تنقطع ايضا، لتوحيد الموقف اللبناني قبل زيارة براك والعمل على عقد اجتماع بين مستشاري الرؤساء الثلاثة خلال الساعات المقبلة، العميد اندري رحال عن بعبدا وعلي حمدان عن عين التينة وفرح الخطيب عن السرايا على ان يعقبه لقاء بين الرؤساء الثلاثة في بعبدا قبل الاثنين، لكن المساعي تصطدم باجواء القطيعة بين الثنائي وسلام خصوصا ان الظروف لم تنجح حتى الان في عقد لقاء بين بري وسلام، وهذا ما يفرض المزيد من الاتصالات.

والسؤال الذي يطرح عند المعنيين: هل يحمل براك معه الموافقة الاسرائيلية السورية على الورقة الاميركية والزام اسرائيل ببنود الورقة لوقف الاغتيالات واطلاق النار والبدء بالاعمار، والافراج عن الاسرى؟ لانه في حال تأخر الرد فان الموافقة اللبنانية على الورقة الاميركية غير كافية لتصبح رسمية ونافذة للتطبيق.

اما بالنسبة لحزب الله فإنه يراهن على خطة الجيش للخروج من المازق بعد ان قطع الامل في اي مخرج توافقي قد تطرحه الحكومة، فقيادة حزب الله مقتنعة بحكمة قائد الجيش ودوره الحيادي واصراره على عدم زج الجيش في صراعات داخلية قد تطيح كل المنجزات منذ الطائف، وما قاله قائد الجيش في عين التينة يبشر بالاطمئنان رغم ادراك المسؤولين حجم الضغوطات التي يتعرض لها الجيش من دول الخليج اولا وواشنطن ثانيا، وبات معروفا ان دولة خليجية أسقطت ورقة بري - براك التي ما زالت الأنسب للخروج من الأزمة.

وفي المعلومات، ان عمليات التهويل كبيرة على الثنائي الشيعي لكنها لن تبدل في مسار الامور، وهي مغايرة لما نقله ممثل الامم المتحدة في لبنان الى المسؤولين اللبنانيين بعد زيارته اسرائيل مؤخرا بشأن التجديد للقوات الدولية، ونقل المسؤول الأممي عن وزير الدفاع الاسرائيلي "الجيش الاسرائيلي لا يزمع شن عملية عسكرية ضد لبنان اذا فشلت مهمة براك، وإسرائيل لن تتجاوز العمليات التي تنفذها حاليا، لكن  سيناريو ١٩٨٢ لن يتكرر وليس هناك من عملية عسكرية واسعة من جبل الشيخ الى المصنع اللبناني كما يتردد في الاعلام، العمليات ستبقى في اطارها الحالي "كما نقل ايضا الى المسؤولين قرارا اميركيا بالحفاظ على الاستقرار في لبنان، وهو اولوية عند واشنطن" وهذا ما نقله ايضا النائب في الكونغرس الاميركي من اصل لبناني داريل لحود الى المسؤولين.

رضوان الذيب- الديار

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا