تسريع "التقسيم" في الشرق الأوسط إذا تخلّت أوكرانيا عن أراضٍ وأقاليم لها؟

تشقّ الجهود الديبلوماسية طريقها من أجل إيجاد نهاية للحرب الروسية على أوكرانيا، بصعوبة هائلة، وذلك جنباً الى جنب استمرار عمليات القصف الروسي للأراضي الأوكرانية، والردود العسكرية التي تتلقّاها روسيا من جراء ذلك، من جانب الجيش الأوكراني.

التخلّي عن الأراضي

ووسط الديبلوماسية والحرب، تتكثّف الجهود الأميركية تحديداً لإنهاء الصراع، بما ينسجم مع قبول كييف بالتخلّي عن أقاليم وأراضٍ أوكرانية، إذ يبدو الرئيس الأميركي دونالد ترامب حريصاً على الإسراع في إقناع أوكرانيا باستحالة أي حلّ نهائي من دون التخلّي عن شبه جزيرة القرم، وعن أقاليم في الشرق الأوكراني، وليس فقط التخلّي عن فكرة الانضمام الى حلف شمال الأطلسي.

فماذا عن إنهاء الحرب في أوكرانيا، بتخلّي تلك الأخيرة عن أراضٍ وأقاليم لها؟ وما هي تداعيات ذلك، على مستوى سهولة تعميمه في كل مكان مستقبلاً، لا سيما في الشرق الأوسط، حيث تلوح في الأُفُق مشاريع التقسيم، والتخلّي عن أراضٍ أو تبادُل بعضها الآخر، وتغيير الخرائط، وإنهاء مفاعيل اتفاقية "سايكس - بيكو"؟

"هذه حدودي"...

فإذا قبِلَت أوكرانيا بإنهاء الحرب عليها عبر التخلّي عن جزء من أراضيها، فقد لا يكون ذلك محرّماً في أي إقليم آخر، ولن يعود بإمكان أي دولة بعد اليوم أن تقول "هذه حدودي"، خصوصاً في الشرق الأوسط، حيث الكثير من الطوائف والمذاهب والأعراق... التي لا تطيق بعضها البعض، ولا تريد أن تُحكَم إلا من نفسها، وبنفسها.

التقسيم ليس مُحتَّماً؟

لفت مصدر مُتابِع الى أن "التقسيم ليس أمراً مُحتّماً في الشرق الأوسط، بل يمكن اللّجوء الى صِيَغ تُبقي بلدان المنطقة موحّدة، بموازاة تقسيمات إدارية ولامركزية فيها".

وأكد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "تقسيم الدول ينتج عنه نشوء دويلات، أو مجموعة من الدول الصغيرة. والعمل على تنظيم هذا النوع من الدول صعب ومُكلِف، لأنه يحتاج الى موارد لإنفاقها ضمن أُطُر صغيرة. بينما الإبقاء على دويلات صغيرة مرتبطة بدولة واحدة كبيرة، بموجب فيديرالية أو لامركزية إدارية وسياسية معينة، فهو مسألة عملية أكثر".

وختم:"صحيح أن شعوب الشرق الأوسط تسير بموجب عقائدها، ولكن المصالح والقوة تنتصر على العقيدة في النهاية. فالعقيدة تحتاج دائماً الى راعٍ لها، وهذا الراعي هو دولة كبيرة تحملها (العقيدة) وتحميها. فعندما تزول تلك الدولة الكبيرة بالمصالح والقوة، تسقط العقيدة".

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"