شهران يحدّدان مستقبل لبنان… العريضي: حزب الله "أخطأ" وخطر الحرب وارد!
أكّد الكاتب والمحلل السياسي وجدي العريضي أنّ "مفاجآت كبيرة ستحدث على صعيد ملف المنطقة، ولاحقًا الشرق الأوسط برمّته، وصولًا إلى ترتيبات دولية انطلقت من ألاسكا وواشنطن. فالمعطيات تسير في ظل ما يقوم به الرئيس الأميركي دونالد ترامب من إعادة هيكلة للعالم بأسره، وليس فقط لمنطقة الشرق الأوسط".
وقال العريضي: "على الصعيد اللبناني، فإن زيارة الموفدين الأميركيين توم باراك ومورغان أورتاغوس، العائدة بقوة إلى بيروت، تؤكد أن الملف اللبناني يحظى بعناية خاصة من الإدارة الأميركية. وقد قال أحد المسؤولين الأميركيين لصديق لي إن ترامب يواكب ويتابع الملف اللبناني بدقة متناهية، وكما يصرّ على وقف الحرب بين أوكرانيا وروسيا، فهو حريص على إقفال هذا الملف نهائيًا".
وأضاف: "أبدى باراك وأورتاغوس ارتياحهما لقرار الحكومة اللبنانية، ولكن – وبصراحة – أخطأ حزب الله بإطلاق عمليات التخوين على كل من رئيس الجمهورية جوزيف عون ورئيس الحكومة نواف سلام. هذه "العدة الخشبية" انتهى مفعولها، بدليل أن عون وسلام كانا مصرّين في لقائهما مع باراك وأورتاغوس على وضع خطة زمنية لانسحاب إسرائيل من لبنان، تزامنًا مع تسليم حزب الله سلاحه. أي أن الجيش اللبناني لن يتسلّم سلاح الحزب قبل انسحاب إسرائيل وإطلاق الأسرى، ومن ثم إطلاق ورشة الإعمار والأعمال".
وكشف العريضي أن "الموفد الفرنسي جان إيف لودريان سيزور بيروت بالتنسيق مع الموفدين الأميركيين، لوضع آلية لعقد مؤتمر الدول المانحة. وربّما يزور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بيروت للإعلان عن هذا المؤتمر، وصولًا إلى اللقاء المفصلي الأبرز الذي سيجمع رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون بالرئيس الأميركي دونالد ترامب على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الشهر المقبل. وبالتالي، فإن هذه الزيارة يُبنى عليها الكثير ويُعلَّق عليها آمال واسعة".
وفي سياق متصل، قال العريضي إن "مرحلة إعادة تكوين الدولة قد انطلقت، وقد سُجّلت مواقف خليجية لافتة. ووفق معلوماتي، فإن هذه الدول مستعدة للاستثمار بقوة في لبنان، على غرار ما جرى في سوريا، لكن التجارب الماضية كانت مريرة. بمعنى آخر، يترقب الخليجيون ما سيحصل على صعيد تسليم السلاح، وبناء الدولة، والشروع في الإصلاحات، لتنطلق عملية الاستثمار سواء من السعودية أو قطر أو الإمارات أو الكويت".
وأشار إلى كلام رجل الأعمال الإماراتي الشيخ خلف أحمد الحبتور، الذي قدّم خارطة طريق سياسية واستثمارية تناولت المناخ اللبناني، وأثبتت الوقائع جدواها. وأضاف أن "الجميع يترقب الأسابيع المقبلة ليُبنى على الشيء مقتضاه".
كما أكد العريضي أهمية ما أشار إليه الشيخ بهاء الحريري عندما رسم خارطة طريق للوضع اللبناني بدقة، مستندًا إلى إرث الرئيس الشهيد رفيق الحريري السياسي، وما قام به من أجل بناء البلد. وأضاف: "بهاء الحريري تطرّق إلى العلاقة السنية – الشيعية من منطلقات وطنية، والدعوة إلى نزع سلاح الميليشيات وتطبيق اتفاق الطائف، وهو ما يشكل استمرارًا لإرث الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وقد سجّل بذلك نقاطًا مهمة في هذا السياق".
ولفت إلى أن "لبنان اليوم أمام مرحلة جديدة: فإما أن الانتخابات النيابية ستُجرى في موعدها، أو – كما يقول البعض – ستؤجَّل تقنيًا. لكن معلوماتي تؤكد أن رئيسي الجمهورية والحكومة يصرّان على إجرائها في وقتها المحدد".
وتابع: "بعض القوى بدأت اليوم بمحاولة شدّ جمهورها عبر استنهاض سياسي وإثارة العصبيات، بعد التراجع المريب في شعبيتها نتيجة المواقف الخاطئة التي أطلقتها. لذلك، الانتخابات في موعدها".
وأضاف: "هناك معلومات بأن عجلة القضاء ستنطلق بعد العطلة القضائية، ولا أستبعد فتح ملفات تخص وزراء ونوابًا سابقين ومدراء عامين وغيرهم. وإلّا لن يكون هناك بناء للدولة، خصوصًا أن رئيس الجمهورية مصرّ على هذه المسألة. فبعض القضاة حيّدوا هذه الملفات بطلب من مرجعياتهم السياسية، لكن الأمور اليوم ستكون مغايرة".
وأردف: "سنشهد عملية إصلاحية بدأت مع الحكومة. وما قام به وزير الأشغال فايز رسامني يستحق التنويه، سواء في مطار بيروت أو المرفأ. وهذا يجب أن ينسحب على سائر الوزراء، وبعضهم بالفعل يقوم بدوره على أكمل وجه".
كما لفت إلى أن ورشة الإعمار في الجنوب بدأت تظهر بشكل واضح من خلال المداخلة التي قدّمها رئيس مجلس النواب نبيه بري للموفدين الأميركيين، حيث أثبت – كما قال النائب إيهاب مطر – أنه رجل دولة يتمتع بالحكمة والرؤية، ولا يقبل بأي حرب أهلية أو تظاهرات. وأكد أن مجلس الجنوب أنجز الكثير بقيادة رئيسه المهندس هاشم حيدر، والمسألة باتت تنتظر التوافق السياسي. وبعد تسليم السلاح وانسحاب إسرائيل، ستنطلق ورشة إعمار كبيرة في المرحلة المقبلة. "لذا نحن أمام شهرين مفصليين بارزين، وكل الاحتمالات خلالهما تبقى واردة على كل الصعد"، قال العريضي.
وفي الختام، أكّد العريضي أن "الهواجس تبقى قائمة دائمًا حول الحرب والأزمات والاغتيالات والتصفيات، فضلًا عن الوضع على الحدود اللبنانية – السورية التي ما زالت موضع معالجة كبيرة بضمانة سعودية، وبتدخل المدير العام للأمن العام اللواء حسن شقير. ومن الطبيعي أن تواكب الحكومة هذه المسألة وتتابعها، خصوصًا أن رئيس الجمهورية كان واضحًا عندما أشاد بدور السعودية كضامن أساسي لحل الأزمة اللبنانية – السورية".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|