رغم الإطاحة بنظامه.. تقرير لـ"Middle East Eye": ظل الأسد لا يزال يُخيّم على سوريا
مصير ورقة بارّاك بيد تل أبيب
ينتظر لبنان الرسمي الجواب الإسرائيلي في شأن مصير “الخطوة الثانية”، الذي سينقله الموفد الأميركي توم بارّاك إلى الرؤساء الثلاثة. لا تفاؤل كبيراً من الجانب اللبناني بسهولة تجاوب إسرائيل ببدء انسحابها من المواقع المحتلّة، ووقف اعتداءاتها، في مقابل الخطوة الحكومية التي كرّست التزام لبنان حصر السلاح بيد الدولة. لكنّ هناك ارتياحاً رئاسيّاً عامّاً لتولّي بارّاك نفسه “تنفيس” الجوّ المتوتّر الذي أعقب جلستَي الحكومة في 5 و7 آب، عبر الاستدارة صوب تل أبيب، ونقل “الكباش” حول الورقة الأميركية إلى طاولة بنيامين نتنياهو.
مبعث الارتياح الرئاسيّ الأهمّ، وفق المعلومات، أنّ الموفد الأميركي توم بارّاك، خلال محادثاته مع رؤساء الجمهورية والحكومة ومجلس النوّاب وقائد الجيش، لم يُمارس أيّ ضغط إضافي، ولم يطلب مزيداً من الخطوات، من جانب لبنان، بعد القرارات التي أصدرتها الحكومة في شأن تسليم السلاح، والطلب من الجيش إعداد خطّة تطبيقية لذلك، والموافقة على “الأهداف” الواردة في مقدّمة الورقة الأميركية، المعدّلة لبنانيّاً.
تؤكّد المعلومات أنّ بارّاك لم يتطرّق حتّى إلى مضمون خطّة الجيش، وما إذا ستسلَّم في الموعد المحدّد نهاية الشهر، أو المصاعب التي تعترض طريقها، وموقف “الحزب” منها. كان للثناء على الخطوة الحكومية جزءّ مهمّ من اللقاءات في قصر بعبدا، وفي السراي وعين التينة، وأكّد بارّاك عودته بعد نحو أسبوع أو أسبوعين، حاملاً الجواب الإسرائيلي في شأن الخطوة الثانية، وسيتزامن ذلك مع جلسة الحكومة من أجل الموافقة على خطّة الجيش.
لم يتطرّق بارّاك أيضاً في جلساته مع الرؤساء الثلاثة إلى موقفه السابق الذي أطلقه في تّموز الماضي من بيروت، حين أكّد أنّه “لا يمكن للولايات المتّحدة الأميركية إجبار إسرائيل على فعل أيّ شيء حيال النزاع بينها وبين لبنان”، وكرّر دائماً مقولة “عدم قدرة واشنطن على تقديم ضمانات للبنان”، لكنّه قال خلال زيارته الأخيرة: “سنعمل مع الإسرائيليّين لدفعهم إلى التزام الترتيب الزمنيّ للورقة الأميركية”.
إذاً معادلة المرحلة، وفق المفهوم الأميركي، الذي عَكَسَه بارّاك: “قمتم بما عليكم، لنرَ ماذا ستفعل إسرائيل في المقابل”. لكن من دون وضع الموفد الأميركي المسؤولين في صورة مستوى الضغط الذي ستمارسه واشنطن على الجانب الإسرائيلي لالتزام مندرجات الورقة الأميركية.
“اليونيفيل”: مفاوضات شاقّة
اللافت أنّ زيارة بارّاك للبنان، ترافقه الموفدة السابقة مورغان أورتاغوس، أعقبتها في اليوم التالي زيارة قائد “اليونيفيل” ديوداتو أبانيارا (Diodato Abagnara) للقصر الجمهوري، عشيّة معركة التمديد لقوّات “اليونيفيل” في مجلس الأمن نهاية الشهر.
في هذا السياق، علم “أساس” أنّ أبانيارا أبلغ عون أنّ الاتّفاق السياسي على التمديد عاماً واحداً للقوّات الدولية العاملة في جنوب لبنان لم يُنجَز بعد، وذلك خلال الاجتماع المغلق الذي عُقد في 18 الجاري بين أعضاء في مجلس الأمن في نيويورك.
إلى ذلك وَضَع قائد قوات “اليونيفيل” فرضيّة أن لا يصدر القرار النهائي في مصير “اليونيفيل” في الجلسة المُحدّدة في 25 الجاري، إذا لم يتمّ التوصّل في هذه الفترة الزمنية إلى تسوية ترضي الأطراف المتنازعة على الملفّ، بحيث يتمّ تأجيل اتّخاذ القرار أيّاماً إضافية، مع العلم أنّ مهامّ قوات “اليونيفيل” تنتهي رسميّاً في 31 آب الحالي، وبالتالي التصويت على القرار يجب أن يصدر قبل هذا التاريخ، وإلّا اعتُبرت مهامّ “اليونيفيل” بحكم المنتهية.
أشارت وكالة AFP الفرنسية في هذا السياق إلى أنّ مشروع القرار الذي أعدّته فرنسا للتمديد لـ”اليونيفيل”، وتمّت مناقشته في الاجتماع المغلق في نيويورك، يتضمّن فقرة عن “عزم مجلس الأمن العمل لانسحاب القوّة الأمميّة لتصبح الحكومة اللبنانية الضامن الوحيد للأمن”.
على المستوى اللبناني، أبلغت مورغان أورتاغوس المسؤولين اللبنانيين، بصفتها عضواً في بعثة واشنطن في الأمم المتّحدة، بأنّ التحفّظ الأميركي لا يزال قائماً على التجديد لقوّات “اليونيفيل”، والأمر يحتاج إلى إجماع أعضاء مجلس الأمن الخمسة الدائمين على صيغة التجديد، مؤكّدة أنّ “هذا الأمر إذا حصل سيكون التمديد الأخير لـ”اليونيفيل”، وفق المطلب الأميركي.
في المقابل، تقول المعلومات إنّ رئيس الجمهورية يطلب التمديد المتجدّد، تلقائيّاً، لعامين وأكثر لـ”اليونيفيل” “إلى حين تحقيق الانتشار الكامل للجيش، بعد الانسحاب الإسرائيلي، وتمكّن القوى العسكرية، مع توفير التمويل اللازم وإتمام التطويع، من تنفيذ خطّة الجيش على كامل الأراضي اللبنانية، التي تحتاج راهناً إلى تنسيق دائم ووثيق مع القوّات الدوليّة”.
رسالة إلى “الشّيعة”
في سياقٍ موازٍ، طُبِعت زيارة بارّاك الخامسة لبيروت بالرسائل الإيجابية المباشرة التي تقصّد توجيهها إلى “الشيعة”، والتي حسم فيها “عدم وجود تهديدات في هذه المرحلة، إذ إنّ الجميع متعاون، بينما التعامل مع “الحزب” مسألة لبنانية، وهو جزء من الطائفة الشيعية، ويجب أن يعلموا ما هو الخيار الأفضل من الموجود”، ثمّ ذكَر طهران في سياق حديثه عن “كيف يمكن استعادة الازدهار. من سيموّل، ومن سيُشارك. كيف نجعل إسرائيل تتعاون، وكيف نجعل طهران تتعاون. في نهاية الأمر إيران ما زالت جارتنا. وعلى الجميع أن يكون له دور في ذلك”.
كلام بارّاك عن “الحزب” والشيعة قاله في جلساته المغلقة مع الرؤساء الثلاثة، من دون التطرّق إلى خطاب الأمين العامّ لـ”الحزب” الشيخ نعيم قاسم التصعيدي الأخير، وكان هناك تمنٍّ من رئيس الجمهورية على بارّاك أن يُكرّر هذا الكلام خلال تصريحه من قصر بعبدا.
لبنان لن يلتزم إذا…
في هذا السياق، تقصّد رئيس الجمهورية، من خلال الموقف الذي نُشِر على حساب رئاسة الجمهورية على منصّة X، عقب اللقاء مع الوفد الأميركي، الإشارة إلى طلب الرئيس عون “التزام الأطراف الأخرى بمضمون الإعلان المشترك، ومزيداً من الدعم للجيش اللبناني، وتسريع الخطوات المطلوبة دوليّاً لإطلاق ورشة إعادة الإعمار”.
وفق مطّلعين، سيكون موقف إسرائيل وسوريا، بوصفهما طرفَيْ الورقة الأميركية إلى جانب لبنان، تحت المجهر، وقد بدأت تصدر تصريحات رسمية لبنانية، بينها ما أعلنه رئيس الجمهورية في مقابلته مع “العربية” من أنّ “الورقة الأميركية، التي وضع لبنان ملاحظاته عليها، لا تصبح نافذة قبل موافقة لبنان وإسرائيل وسوريا عليها. وأكّدنا مبدأ خطوة خطوة، فإذا لم تنفّذ أيّ خطوة، لن يتمّ تنفيذ الخطوة المقابلة لها”.
تلا ذلك المواقف التي عَكسها نائب رئيس الحكومة طارق متري عبر قوله: “لبنان في حِلّ من الالتزام بالورقة إذا لم تلتزم إسرائيل، والضمانات شرط أساسي لتنفيذها، ومجلس الوزراء مَنَح الجيش مهلة (لإعداد خطّذته وتنفيذها)، ولم يفرض عليه جدولاً زمنيّاً”. ولم يُعرف هل مواقف الوزير متري أتت باجتهاد شخصيّ منه، أو بالتنسيق مع رئيس الحكومة نوّاف سلام الذي لا يتبنّى في العلن مقاربة نائبه.
ملاك عقيل - أساس
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|