الحدود السورية: هكذا تتوزع المخاطر
يبقى الوضع على الحدود اللبنانية - السورية تحت المراقبة الأمنية، في ظل مخاوف مستمرة من احتمال تفلّته في أي وقت، وسط غياب المعالجة الجذرية التي تسمح بتحقيق استقرار مستدام على الحدود الشرقية والشمالية.
من حين إلى آخر، يعود الواقع الحدودي المهزوز بين لبنان وسوريا إلى دائرة الضوء، على وقع حوادث متفرّقة ومؤشرات مقلقة، تترك المستقبل مشرّعاً على كل الاحتمالات، في ظل بقاء عدد من الملفات الحيَوية بين البلدَين عالقة وعدم انتظام الحوار السياسي على خط ببروت - دمشق.
ويُشار إلى أنّ ورقة الموفد الأميركي توم برّاك التي أقرّتها الحكومة، تتضمّن فصلاً عن العلاقات اللبنانية - السورية، يلحظ ضبط الحدود وترسيمها. وإذا كانت السلطة السياسية في بيروت قد وافقت على الورقة، فإنّها لا تزال تنتظر جواب دمشق في ما خصّ البنود المشتركة، وسط انطباع بأنّ نظام الرئيس أحمد الشرع يبدو غير مستعجل لترتيب الأوضاع مع لبنان قبل الحصول على الثمن الذي يناسبه.
هذا الغموض الذي يكتنف مسار العلاقات الثنائية يترك ظلاله على الحدود المشتركة التي تمتد فوق صفيح جغرافي وديموغرافي ساخن ومزدحم بالهواجس، خصوصاً مع انتشار مجموعات غير سورية على الحدود، تضمّ مقاتلين أجانب من الشيشان والإيغور وغيرهم، الأمر الذي دفع أصواتاً نيابية وأهلية في منطقة بعلبك - الهرمل إلى التحذير أخيراً من احتمال أن تشنّ المجموعات المسلّحة هجوماً مباغتاً على القرى اللبنانية تنفيذاً لأجندات مشبوهة.
وضمن سياق متصل، يُنقل عن مسؤول أمني سوري، اعترافه بأنّ هناك مجموعات مسلحة عند الحدود مع لبنان يصعب ضبطها، فيما ترجّح أوساط مطلعة أنّ هناك قراراً مقصوداً بإخراجها من الداخل السوري لتفادي أي احتكاك بينها وبين المواطنين.
هذا الجمر الكامن تحت الرماد، ترافق أخيراً مع توافر معلومات لدى الجيش حول إمكان تعرّض عناصر من القوى الأمنية المنتشرين على الحدود إلى عمليات خطف، بغية استخدامهم في الضغط لإطلاق سراح الموقوفين الإسلاميِّين في سجن رومية، ما دفع الجيش إلى توجيه كتاب خطي للأجهزة المعنية حتى تتوخّى الحيطة والحذر، علماً أنّ تسريب هذا الكتاب أدّى إلى إحداث نوع من البلبلة في الرأي العام. وقد أتت وفاة أحد المساجين السوريِّين نتيجة أزمة صحية لتزيد الاحتقان، فيما راحت عشائر سورية تهدّد بردّ فعل إنتقامي.
وما يجدر لفت الإنتباه إليه، هو أنّه كان قد تبيّن من التحقيقات مع خلايا داعشية تمّ توقيفها خلال الأشهر القليلة الماضية، وجود «مجموعة سجن رومية» بالإسم ضمن الإطار التنظيمي، وهدفها التحضير لشنّ هجوم على السجن من أجل تحرير الموقوفين الإسلاميِّين الذين تحتوي صفوفهم على عدد من السوريِّين، وبعض هؤلاء متورّط في اعتداءات إرهابية.
وإزاء هذه الوقائع، لجأت الوحدات العسكرية المنتشرة على الحدود إلى تفعيل تدابيرها الاحترازية تحسباً لكل الاحتمالات، إنما من دون تسجيل أي زيادة استثنائية في العديد لانتفاء الضرورة حتى الآن، كما يؤكّد مصدر أمني مطلع، لافتاً إلى أنّ القوى العسكرية يقظة على الأرض لصدّ أي تحرّك مباغت، لكن لا مبرّر للمبالغة في القلق، أقلّه حتى الآن.
ويُشير المصدر إلى أنّ خط التواصل سالك مع القيادات الأمنية السورية لتطويق أي خلل ميداني ومعالجته فور حصوله، مؤكّداً أنّ هناك تجاوباً مقبولاً من تلك القيادات.
ويعتبر المصدر، أنّ مكامن الخطر من الجانب السوري تتأتى من الاتجاهات الآتية:
مجموعات الأجانب التي لا يمكن ضمان السيطرة عليها، العشائر العربية التي تحرّكها اعتبارات خاصة، و»الدواعش» الذين أعادوا تعزيز قوتهم في الداخل السوري، وقد تكون لهم حساباتهم على الساحة اللبنانية.
عماد مرمل - الجمهورية
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|