الصحافة

أخيراً انطلاقة متدرّجة لتسليم السلاح الفلسطيني… "حزب الله" يُفاقم اختناقه بالهجمات التخوينية!

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

كتبت صحيفة "النهار": بطبيعة الحال قفز الإجراء المفاجئ المتمثل بانطلاقة عملية تسليم السلاح الفلسطيني في المخيمات في لبنان بدءاً بمخيم برج البراجنة في بيروت، وهي العملية التي أرجئت من حزيران الماضي بسبب تعقيدات داخلية فلسطينية حالت دونها آنذاك، إلى صدارة التطورات اللبنانية أمس، في منحى مفصلي يؤمل أن يدفع قدماً، رمزياً وعملياً بتنفيذ قرار مجلس الوزراء الآيل إلى حصرية السلاح في يد الدولة حصراً حاسماً مع تقديم قيادة الجيش خطتها المنتظرة في نهاية آب مبدئياً. ولكن قبل الخوض في وقائع وخلفيات انطلاق العملية في مخيمات بيروت، على أهميتها، لم يكن ممكناً القفز فوق التداعيات المثيرة للتوقف تكراراً أمام ظاهرة الرعونة القياسية التي تتحكم بـ"حزب الله" في المقامرة مجدداً بوضع نفسه في مواجهة إجماع لبناني عارم على إدانة ورفض ولفظ آفة طبعت سلوكيات هذا الحزب منذ انطلاقته ولا يزال يمعن فيها رغم كل الكوارث التي تسبّب بها للبنان من جرائها. الحزب الذي يستسهل التخوين على رغم ما حلّ به في صلب تنظيمه بسبب اختراقات إسرائيل لصفوفه في الحرب الأخيرة، عاد يعبث برعونة خيالية بالوضع الداخلي من خلال تخوين، ليس خصومه فحسب بل مراجع الدولة مثل رئيس الحكومة نواف سلام مباشرة عبر مسؤوليه ونوابه وأنصاره ولافتاته في الهرمل أمس وسواها، ورئيس الجمهورية جوزف عون مداورة من خلال مواقع التواصل، وكذلك المرجع المسيحي الماروني البطريرك مار بشارة بطرس الراعي من خلال واجهة دينية مذهبية هو المفتي الجعفري الممتاز أحمد قبلان
 

الحملات المقذعة بتخوين المراجع والخصوم هذه، ذكرت واقعياً مع الأسف بتاريخ غير مشرف إطلاقاً في استسهال هذه الآفة، إذ استحضرت صفحات سوداء واكبت حرب الاغتيالات التي استهدفت رجالات الانتفاضة الاستقلالية منذ عشرين سنة حيث كانت تواكبها "مقدمات" التخوين. ولكن الحزب لا يقرأ معنى الإجماع الذي رسمه سيل بيانات الإدانة والتصريحات المتعاقبة في الساعات الأخيرة والتي تضعه منفرداً وحيداً في عزلة وطنية عارمة، وهي عزلة ستشتد مفاعيلها كلما عاند قرار الإجماع في حصرية السلاح، على ما تظهر المعطيات كافة داخلية كانت ام خارجية. وقد فتح القضاء العسكري تحقيقاً في رفع لافتات تخوّن الرئيس سلام في الهرمل أمس.

وكانت زيارة مساعد الأمين العام للجامعة العربية حسام زكي أمس لبيروت للتعبير عن دعم الجامعة القوي لقرار الحكومة بحصرية السلاح.

بالعودة إلى التطور البارز أمس، فهو يشكل مبدئياً خطوة عملانية أياً كان حجمها برسم كل الفصائل الفلسطينية و"حزب الله"، ويدلّل على عدم إمكان تراجع الدولة اللبنانية عن قرار حصرية السلاح. وأصدر رئيس لجنة الحوار اللبناني- الفلسطيني السفير رامز دمشقية بياناً أعلن فيه بدء المرحلة الأولى من مسار تسليم الأسلحة من داخل المخيمات الفلسطينية، انطلاقًا من مخيم برج البراجنة في بيروت، حيث ستُسلَّم دفعة أولى من السلاح وتُوضَع في عهدة الجيش اللبناني. وستشكّل عملية التسليم هذه الخطوة الأولى، على أن تُستكمل بتسلّم دفعات أخرى في الأسابيع المقبلة في مخيم برج البراجنة وباقي المخيمات. وتأتي عملية التسليم هذه تنفيذًا لمقررات القمة اللبنانية- الفلسطينية بتاريخ 21 أيار 2025 بين الرئيسين جوزف عون ومحمود عباس. كما تأتي تنفيذًا لمقررات الاجتماع المشترك للجنة الحوار اللبناني- الفلسطيني بتاريخ 23 أيار 2025 برئاسة رئيس مجلس الوزراء نواف سلام، وبمشاركة ممثلين عن السلطات اللبنانية والفلسطينية، حيث جرى الاتفاق على وضع آلية تنفيذية وجدول زمني واضح لمعالجة ملف السلاح الفلسطيني

 

وبعد الرابعة من بعد ظهر أمس دخلت آليتان لمخابرات الجيش اللبناني إلى مخيم برج البراجنة تمهيداً لتسلم الدفعة الأولى من السلاح وهي تشمل أسلحة متوسطة وصفت بأنها سلاح غير شرعي لموقوفين لدى الجيش صادرها الأمن الوطني وسلمها للجيش. كما انتشرت ملالات للجيش. وأفادت المعلومات أن تسليم السلاح الفلسطيني سيكون على 3 مراحل: الأولى تشمل بيروت وجنوب الليطاني، والثانية الشمال والبقاع، والثالثة عين الحلوة ومخيمات صيدا. وبعد إنتهاء تسليم سلاح "فتح" يبدأ البحث في سلاح "حماس" وفصائل "المحور" والمخيمات التي سيتم تسليم السلاح فيها ستصبح في عهدة الجيش اللبناني بالتنسيق مع "فتح".

وفي سياق آخر يتصل باستحقاق التمديد لليونيفيل، نقلت مراسلة "النهار" في باريس رندة تقي الدين عن مصدر ديبلوماسي دولي، أن ما يجري الآن من تفاوض بين أعضاء مجلس الأمن حول التجديد لقوة اليونيفيل هو حول مدة بقائها حصراً. وكانت الأمم المتحدة نصحت الرئيس اللبناني جوزف عون ورئيس الحكومة نواف سلام بتوجيه رسالة إلى مجلس الامن للتعبير عن إرادة البلد ببقاء قوة اليونيفيل في الجنوب، ورسالة لبنان من دون شك مفيدة لأن أحداً ليس بأمكانه استبدال مهمة لبنان بالنسبة للإصرار على بقاء القوة. وقال المصدر إنه لا يعتقد أن سيناريو الفيتو الأميركي على التجديد هو الأكثر احتمالاً، لكنه قال "إنني لا استبعد شيئاً من هذا النوع"، خصوصاً وأن البعض في أميركا يستمعون لإسرائيل التي تريد سحب اليونيفيل، لكن توم برّاك يرى أن بقاء اليونيفيل مهم لمساعدة الجيش اللبناني على القيام بمهمته حالياً، علماً أن غيره في الإدارة يرى أنه ينبغي إنهاء عمل اليونيفيل. أما باريس، فتعوّل على ثقل برّاك إلى جانب ترامب للتجديد لهذه القوة. ووصف المصدر المفاوضات بين دول مجلس الامن بأنها صعبة، لكن باقي الأعضاء قالوا إنهم يلتزمون الإرادة اللبنانية، من بينهم الصين والروس الذين يرون ضرورة بقائها، وكوريا والمجموعة العربية التي تقودها الجزائر أيضاً. أضاف المصدر ان مغادرة مفاجئة لقوة حفظ السلام الدولية من جنوب لبنان لن تحظى بقبول باقي أعضاء مجلس الأمن. وقال إن فرنسا تبذل جهوداً كبيرة لإقناع الأميركيين والبريطانيين وإيطاليا، فيما باكستان والدنمارك لا تريان أي مشكلة في تأييد التجديد والأفارقة أيضا. أضاف المصدر أن ما هو غير واضح بالنسبة للموقف الأميركي إزاء اليونيفيل انهم إذا قرروا التجديد لليونيفيل لسنة واحدة فقط، ماذا يعني ذلك عملياً؟ فإذا كانت مهلة سنة لنهاية عمل اليونيفيل في لبنان معنى ذلك أن تاريخ بداية انسحابها يكون قبل سنة. وقال المصدر إن نتائج المفاوضات في مجلس الأمن لم تظهر بعد لأنها ما زالت جارية وهي صعبة. وعلمت "النهار" أن دولاً صديقة فاعلة في مجلس الأمن اتصلت بالسفير اللبناني الجديد ناصحة إياه بالتعبئة من أجل بقاء القوة وأملت بأن تتجاوب الإدارة الأميركية مع المطلب اللبناني وألا ترضخ للموقف الإسرائيلي
 

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا