عربي ودولي

"لا تتحدثوا العبرية".. صيف متوتر للسياح الإسرائيليين في أوروبا

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

شهد صيف 2025 موجة من التوتر والقلق بين السياح الإسرائيليين في أوروبا، نتيجة تصاعد مظاهر معاداة السامية، وتفاقم العزلة الدولية لإسرائيل بسبب حرب غزة. 

فبينما كانت العطلات في السابق مناسبة للراحة والاستكشاف، أصبح الحديث عن الهوية الإسرائيلية أو استخدام اللغة العبرية في الأماكن العامة سببًا للخوف من التعرض للاعتداءات أو المضايقات.

وقد انعكست هذه المخاوف على وجهات السفر والسلوكيات السياحية للإسرائيليين هذا الموسم.

احتجاجات في برشلونة وهولندا
في 21 أغسطس/آب 2025، تجمع عشرات المتظاهرين أمام القنصلية الإسرائيلية في برشلونة للاحتجاج على الحرب في غزة.

وفي اليوم نفسه، تعرضت مجموعة من السياح الإسرائيليين للاعتداء في منتجع Center Parcs قرب آيندهوفن، جنوب هولندا، وفق مجلة "لكسبريس".

جاء هذا، بعد أيام قليلة من انتشار فيديو مثير للقلق يظهر مجموعة من الناشطين المؤيدين للفلسطينيين وهم يصورون سرًا عائلات إسرائيلية، ويطالبون بـ"تحقيق العدالة" ضد "هؤلاء المجرمين المحتملين من الكيان الصهيوني".

وبعدها جرى إدخال اثنين من المسافرين الإسرائيليين إلى المستشفى، وفتحت الشرطة الهولندية تحقيقًا.

موجة واسعة في أوروبا.. وحوادث تمييز بفرنسا
وفي فرنسا، في بيرينيه-أورينتال، استهدفت مجموعة أخرى من السياح الإسرائيليين؛ حيث رفضت إدارة منتزه ترفيهي دخول 150 شابًا تتراوح أعمارهم بين 8 و16 عامًا، معللة رفضها بـ"معتقدات شخصية".

وتم وضع الرجل البالغ من العمر 52 عامًا قيد الحجز للاشتباه في التمييز الديني في تقديم السلع أو الخدمات.

شهد الصيف في أوروبا عدة حوادث عدائية تجاه السياح الإسرائيليين.

في يوليو، منع متظاهرون مؤيدون للفلسطينيين سفينة من الرسو في جزيرة سيروس؛ لأنها كانت تقل سياحًا إسرائيليين. 

وتكرر السيناريو نفسه في فولوس منتصف أغسطس، لكن السياح تمكنوا من النزول بعد تدخل قوي من الشرطة اليونانية.

وفي سراييفو، البوسنة، ألقى موظفو فندق جوازات سفر 47 زائرًا إسرائيليًا في القمامة، دون أن يحدد التحقيق حتى الآن ما إذا كان ذلك عملاً خبيثًا أم لا.

أما في إسبانيا والنمسا، رفضت عدة مطاعم خدمة العملاء المتحدثين بالعبرية، وعلى وسائل التواصل الاجتماعي ظهرت العديد من مقاطع الفيديو التي يصرخ فيها المستخدمون بـ"حرروا فلسطين" تجاه السياح القادمين من إسرائيل.

وصرح هن فيدر، المتحدث باسم السفارة الإسرائيلية في فرنسا: "تُتداول هذه الحوادث بشكل واسع في الصحافة الإسرائيلية ووسائل التواصل الاجتماعي، ما يخلق جوًا يخشى فيه الإسرائيليون إعلان هويتهم أو التحدث بالعبرية. والنتيجة أن عليهم توخي الحذر الشديد أثناء السفر.

البحث الأكثر شيوعًا على غوغل في إسرائيل
أصبح الإسرائيليون، عند التخطيط لعطلاتهم، يأخذون في الاعتبار أكثر من الطقس أو أسعار الفنادق والمطاعم. ففي يونيو، كان البحث الأكثر شيوعًا على غوغل في إسرائيل: "ما هو البلد الأقل معاداة للسامية في أوروبا؟"، وهو انعكاس لقلق عميق بعد عامين من الحرب في غزة وموجة الكراهية ضد الجالية اليهودية في أوروبا منذ 7 أكتوبر.

وقال بازل، نادل في مطعم بتل أبيب: "أفضل عطلة للإسرائيليين اليوم هي البقاء في المنزل. رغم الصواريخ أو خطر الإرهاب، تظل إسرائيل أكثر أمانًا لليهود من أوروبا. هناك مضطرون للهمس حتى لا نتعرض لهجوم".

في تقرير صدر في يوليو، أشار غوغل إلى أن عمليات البحث المتعلقة بمعاداة السامية في أوروبا زادت بنسبة 5000٪ خلال عام واحد. ووضح التقرير أن السائح الإسرائيلي في 2025: يرغب في السفر لكنه يبحث أولًا عن وجهة آمنة؛ يفضل استئجار شقة بدل الفندق؛ ويختار مواعيد عطلات متباعدة لتجنب الزحام.

الوضع في فرنسا وتغير الوجهات السياحية
فرنسا، الوجهة السياحية الأولى عالميًا، لم تسلم من هذه الظاهرة؛ فقد أضرت الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين وتصاعد أعمال معاداة السامية منذ 7 أكتوبر (+283% في 2023 وفقًا للجنة الوطنية لحقوق الإنسان) بتصور السياح الإسرائيليين.

قال هن فيدر: "على مقياس المخاطر للسياح الذي يصل إلى 4، فرنسا اليوم في المستوى 2. ننصح الإسرائيليين بعدم التحدث بالعبرية في الأماكن العامة وعدم ذكر بلدهم لأشخاص غرباء".

وفق تقرير غوغل، اختفت باريس من قائمة أفضل 10 وجهات للإسرائيليين، وحتى إسطنبول لم تعد ضمن أفضل 100، ولندن، التي تشهد مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين بشكل متكرر، انخفضت أيضًا في التصنيف.

توجه السياح الإسرائيليين نحو أوروبا الشرقية
وفي ظل هذه التوترات مع أوروبا الغربية، اتجه السياح الإسرائيليون هذا العام نحو المجر، فيينا، وبولندا. والفائز الأكبر؟ براغ، عاصمة التشيك، المعروفة بترحابها بالإسرائيليين.

وقال شلومي، سائق تاكسي من القدس زار براغ لأول مرة في يونيو: "الناس هناك ودودون معنا، لكن يجب أن تبقى حذرًا: دفعت باستخدام بطاقتي الإسرائيلية، وعندما خرجت صرخ البائع: 'إنه من إسرائيل! إنه من إسرائيل!' اضطررت للمغادرة بسرعة، دون أن أفهم ما إذا كان عدائيًا أم لا".

حذر السفر جزء من الثقافة الإسرائيلية
ووفقا للمجلة يبقى الإسرائيليون مسافرين شغوفين، لكنهم دائمًا يأخذون خطر الاعتداء بعين الاعتبار، نظرًا لتاريخ بلدهم المثير للجدل منذ 1948.

وأكد هن فيدر: "توخي الحذر أثناء السفر جزء من الحمض النووي للإسرائيليين، فهناك حول العالم من يكرهنا وقد يهدد حياتنا. منذ 7 أكتوبر، لم يعد هؤلاء يخجلون من إعلان كراهيتهم لنا".

في بداية أغسطس، أظهر استطلاع للقناة 12 العبرية أن غالبية الإسرائيليين قلقون من عدم القدرة على السفر بسبب المشاعر السلبية التي تثيرها الحرب في غزة. لكن هذه العدائية الأوروبية لن تبدد الرغبة في السفر.

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا