فضل الله يستقبل وفد العشائر العربية وتقدير للجهود المبذولة للوحدة ورفض الفتنة
تصميم أميركي على إنجاز المهمة
تتجه المهمة المكّوكية للدبلوماسية الأميركية التي تتحرّك بين إسرائيل ولبنان إلى تحقيق ما لم يتحقَّق على الساحة اللبنانية منذ العام 1969، تاريخ توقيع اتفاق القاهرة، وصولًا إلى اليوم. فمنذ ذلك التاريخ ظلّت الملفات العالقة بين لبنان وإسرائيل تتوالى على الطاولة، من دون أن تجد طريقها إلى الحلول النهائية، بل تراكمت التعقيدات وتعمّقت الهوة.
الجولات المكّوكية التي يقودها باراك وأورتاغوس تجاوزت في مضمونها ووتيرتها محطات سابقة شكّلت علاماتٍ فارقةً في مسار النزاع، بدءًا من اتفاق 17 أيار عام 1983، مرورًا بتفاهم نيسان عام 1996، وصولًا إلى القرار 1701 الصادر بعد حرب تموز 2006. فالمهمّة الأميركية اليوم لا تقتصر على إدارة تفاوض محدود أو صياغة تفاهم موضعي، بل تسعى إلى مقاربةٍ شاملةٍ تُخرج الملف من دائرة المراوحة التي لازمته لعقود طويلة.
ومع إدارة الرئيس دونالد ترامب، برز تسارعٌ في وتيرة التحرّكات، بحيث باتت واشنطن تُقارب الملف بعقلية “الاختراق السريع” بدلًا من سياسة إدارة الوقت. هذا التحوّل في الأداء يعكس قناعة الإدارة الأميركية بأنّ الظروف الإقليمية والدولية، ومعها موازين القوى، تبدّلت على نحوٍ يجعل من الصعب على المعترضين الوقوف في وجه هذه الدينامية. لقد انتقل الأميركيون من موقع المراقب إلى موقع المبادر، واضعين ثقلهم السياسي والدبلوماسي على خطّ التنفيذ.
ويبدو أن المهمة المكّوكية تقترب من لحظة الانتقال إلى التنفيذ الفعلي، ضمن مسار مرسوم تتوزّع فيه الأدوار بدقّة. باراك وأورتاغوس يتولّيان تسديد الخطوات وتوضيح النوايا، في وقتٍ يجري فيه إلزام الطرفَيْن بمعادلة “الخطوة خطوة”. هذه المعادلة التي تستند إلى مبدأ التدرّج تُعتبر وسيلةً لتفكيك الاعتراضات واحتواء المتردّدين، بحيث يتمّ وضع الجميع أمام وقائع متلاحقة تفرض نفسها على الساحة.
الرهان الأميركي يقوم على فرض إيقاع تفاوضي لا يسمح بالانكفاء أو التراجع، بل يضغط نحو الأمام. وفي ظلّ هذا المسار، يجد المعترضون أنفسهم مُحاصَرين، إذ يجري دفعهم تدريجيًّا إلى الهامش حتّى يصبحوا معزولين وغير قادرين على تعطيل المسار العام.
إنّ التصميم الأميركي على إنجاز المهمة يتجاوز مجرّد تسوية تقنية أو تفاوض على تفاصيل حدودية، ليبلغ مستوى إعادة رسم قواعد اللعبة بين لبنان وإسرائيل، وربّما بين واشنطن ومحور الممانعة برمته. ومع أنّ الطريق لا يزال محفوفًا بالعقبات، فإن وضوح الاتجاه وسرعة الإيقاع يوحيان بأنّ هذه المرّة مختلفة عن كلّ المرات السابقة، وأنّ ما كان يبدو مستحيلًا في الأمس قد يصبح واقعًا في الغد القريب.
أسعد بشارة -”هنا لبنان”
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|