ستريدا جعجع: الشهداء ما سقطوا إلّا من أجل دولة قوية تحتكر السلاح والقرار
لماذ قرر ماكرون إيفاد لودريان إلى بيروت وماذا يحمل في جَعبته؟
منذ تولي الموفد الاميركي توم براك مهمة متابعة الملف اللبناني تحت عنوان العمل لتنفيذ اتفاق وقف النار والقرار 1701، تراجعت وتيرة حركة لودريان بنسبة كبيرة بانتظار ما ستسفر عنه مهمة باراك لا سيما في شأن المؤتمر الدولي لدعم لبنان الذي كانت باريس بدأت الاتصالات من اجل عقده في الخريف المقبل .
وقيل الكثير عن اسباب تراجع الحراك الفرنسي تجاه لبنان، لكن الرئيس ماكرون حرص شخصيا على التأكيد للمسؤولين اللبنانيين في اكثر من مناسبة او زيارة لبنانية لباريس ان فرنسا ليست في الظل بالنسبة للوضع في لبنان او المنطقة، وانها بحكم العلاقة المميزة والتاريخية بين البلدين مصممة على القيام بكل جهد ممكن لمساعدة لبنان ودعمه على الصعد كافة .
وفي مرحلة سابقة سجل تواصل ناشط بين المسؤولين الفرنسيين والسعوديين للتعاون في التعامل مع الملف اللبناني، وقام لودريان باكثر من زيارة الى الرياض لهذه الغاية، لكن بعد تولي الرئيس الاميركي ترامب مهامه لوحظ ان التواصل والتنسيق السعودي الاميركي قد نشط بصورة لافتة حول الملفين اللبناني والسوري على اثر الاطاحة بنظام الاسد .
وفي ضوء هذا التطور المتصل بالتعاطي مع ملف لبنان، بقيت باريس تتابع بهدوء وبوتيرة اضعف الوضع اللبناني ومسار مهمة باراك، لا سيما انها شريك اساسي لاميركا في رعاية ومتابعة تنفيذ اتفاق وقف النار بين لبنان و "اسرائيل".
وركزت ايضا اهتمامها لمتابعة الوضع في الجنوب ودور وانتشار الجيش اللبناني جنوبي الليطاني الى الحدود مع فلسطين المحتلة، لا سيما ايضا انها تشارك بفعالية في قوات اليونيفيل.
وتقول مصادر مطلعة ان الدور الفرنسي، وان لم يكن فاعلا بالحجم الذي كان عليه سابقا لم يتلاش كليا، خصوصا ان لدى باريس اوراقا عديدة لممارسة دور مؤثر في لبنان منها علاقتها التاريخية والتقليدية معه، بالاضافة الى تجاربها السابقة في التعاطي مع المحطات والازمات السابقة .
وترى ان فشل زيارة باراك الاخيرة للبنان بسبب التبني الاميركي الكامل للموقف الاسرائيلي ادى الى وصول مهمته الى ما يشبه الطريق المسدود، او على الاقل الى تعثرها بشكل كبير رغم التنازلات المجانية التي قدمتها الحكومة اللبنانية وتبنيها ورقته من دون اي ضمانات .
وبرأي المصادر ان هذا الفشل يشكل احد العوامل التي ربما كانت وراء قرار الرئيس الفرنسي ايفاد لودريان مجددت الى لبنان لاستطلاع الموقف والدخول على خط العمل من اجل فتح ثغرة في جدار الوضع المتأزم الراهن .
وفي اعتقادها ايضا انه رغم انشغاله بالازمة الداخلية الفرنسية واستحقاق طرح الثقة بالحكومة في 7 ايلول الجاري، قرر ماكرون ايفاد مبعوثه الخاص الى بيروت انطلاقا من رغبته شخصيا في المساعدة والمساهمة في توفير الظروف المناسبة لمعالجة الازمة من دون حصول مضاعفات وتداعيات سلبية .
وتلفت المصادر الى ان الرئيس الفرنسي اخذ جرعة منشطة بعد ان نجحت فرنسا في قيادة حل مشكلة التمديد لقوات اليونيفيل في الجنوب رغم الموقف المتشدد الذي كاد يهدد وجود هذه القوات وبقاءها في الجنوب في هذه الظروف الدقيقة والصعبة جدا .
وتضيف ان هذا النجاح حفّز الرئيس ماكرون على تكليف ماكرون زيارة لبنان، معتبرا ان الوقت مناسب لرفع وتيرة الجهود الفرنسية تجاه الوضع في لبنان .
وتكرر القول ان فشل زيارة باراك الاخيرة هي من بين الاسباب التي جعلت ماكرون يسارع الى هذه الخطوة من اجل الاطلاع عن كثب وبشكل مباشر على الوضع بعد ان عاد باراك من "اسرائيل" الى لبنان صفر اليدين .
ماذا يحمل لودريان في جعبته الى بيروت؟
يقول مصدر مطلع على الموقف الفرنسي ان الموفد الفرنسي لا يحمل مقترحات محددة، لكن ما تسرب قبل مجيئه الى لبنان الاسبوع المقبل كما هو مرجح يفيد بان فرنسا تريد المشاركة بشكل مباشر في مساعدة اللبنانيين على التعامل مع مسألة حصر السلاح بيد الدولة وتنفيذ هذه العملية بطريقة " هادئة ومرنة بعيدا عن التوتر والتشنج " لادراكها ان التعامل مع هذا الموضوع بمنطق القوة ربما يؤدي الى مزيد من التداعيات السلبية او الفوضى.
ويلفت المصدر الى ان باريس تدعم موقف الحكومة اللبنانية في قرار حصر السلاح، وتحرص في الوقت نفسه على ان يكون التنفيذ سلسا، مع العلم انها تحبذ طريقة الخطوة مقابل الخطوة في تنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار بين لبنان و "اسرائيل"، وسبق ان دعا الرئيس ماكرون حكومة نتنياهو الى الالتزام بهذا الاتفاق والانسحاب من الاراضي اللبنانية المحتلة.
والى جانب ذلك، يضيف المصدر، ان لودريان سيبحث مع المسؤولين اللبنانيين مجددا في عقد المؤتمر الدولي لمساعدة ودعم لبنان لاعادة الاعمار ولتعزيز الجيش اللبناني.
ويلفت المصدر الى انه يجري الحديث مؤخرا حول التحضير لعقد مؤتمرين في باريس الاول يخصص لتوفير المساعدات لتعزيز وتقوية الجيش اللبناني، والثاني لتأمين الاموال للبنان من اجل اعادة الاعمار ونهوض لبنان.
ويتابع المصدر بالقول "ان لا شيء نهائيا في خصوص عقد مؤتمر واحد او مؤتمرين، لكن هناك اهتمام بالاسراع في تامين المساعدات لتقوية الجيش عدّة وعددا".
محمد بلوط - الديار
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|