رياضة

بداية النهاية.. هل ألقى غوارديولا "أقوى أسلحته" أرضاً؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

في خطوة هزت ثوابت كرة القدم الحديثة التي أرساها بنفسه، أقدم مانشستر سيتي على التعاقد مع الحارس الإيطالي جيانلويجي دوناروما. 

هذا الخبر لم يكن مجرد إعلان عن صفقة جديدة، بل كان بمثابة زلزال فلسفي يضرب مشروع بيب غوارديولا في الصميم، ويطرح سؤالاً صادماً: هل بدأ الفيلسوف الإسباني في التخلي عن أهم مبادئه؟

هدم المبدأ المقدس

منذ يومه الأول في مانشستر، بنى غوارديولا كل خططه على مبدأ واحد مقدس: حارس المرمى هو حجر الزاوية في بناء اللعب.

من أجل هذا المبدأ، لم يتردد في التضحية بأسطورة النادي جو هارت؛ لأنه لا يجيد اللعب بقدميه، ومن أجله، جلب كلاوديو برافو وتحمل أخطاءه الكارثية، مبررا ذلك بقدرته على بدء الهجمة. 

ثم استثمر 40 مليون يورو، وهو رقم ضخم لحارس مرمى آنذاك، للتعاقد مع إيدرسون، الذي لم يكن مجرد حارس، بل كان أول صانع لعب في الفريق.

الآن، يأتي دوناروما ليهدم كل ذلك، فرغم كونه حارسا عملاقا في التصديات وقادرا على حسم المباريات ببراعته تحت العارضة، إلا أن نقطة ضعفه البرى والأشهر هي اللعب بالقدم.

التعاقد معه لا يمثل مجرد تغيير في الأسماء، بل هو نسف كامل للفلسفة التي كلفت النادي ملايين اليوروهات وسنوات من البناء.

فوضى في مركز الاستقرار

يزداد المشهد سريالية عند إدراك أن دوناروما هو الحارس الثالث الذي ينضم للفريق هذا الصيف، فمركز حراسة المرمى معروف بأنه مركز الاستقرار والثبات، ومن النادر جداً أن يغير فريق كبير ثلاثة حراس في سوق انتقالات واحدة. 

هذا يثير تساؤلاً منطقياً: هل كان كل من سبقوهم بهذا السوء؟ أم أن المشكلة تكمن في صانع القرار نفسه؟ لقد وضع غوارديولا نفسه في مأزق فني وإداري، فبعد التعاقد أيضاً مع جيمس ترافورد، من منهما سيجلس على مقاعد البدلاء؟ هل يُعقل أن يجلس حارس بقيمة دوناروما أو موهبة ترافورد كخيار ثانٍ؟ لقد خلق بيب صداعا لا داعي له.

ما وراء القرار الصادم؟.. تفسيران محتملان

هذا التحول الجذري لا يمكن أن يمر دون محاولة لفهم أسبابه، وهناك تفسيران يطرحان نفسيهما بقوة:

1. الواقعية الجديدة: قد يكون غوارديولا قد وصل إلى قناعة بأن فلسفته، رغم نجاحها، لها حدود، وربما رأى أن الفريق في اللحظات الحاسمة يحتاج إلى حارس "كلاسيكي" يضمن له التصديات المستحيلة، حتى لو كان ذلك على حساب التضحية بجزء من سلاسة بناء اللعب، قد تكون هذه نظرة أكثر واقعية وبرغماتية نحو الفوز بالألقاب الكبرى، خاصة دوري أبطال أوروبا.

2. فرصة سوق لا أكثر: السيناريو الثاني هو أن الصفقة قد تكون إدارية أكثر منها فنية، فوجود لاعب بحجم دوناروما متاحاً في السوق قد يمثل فرصة لا يمكن تفويتها من وجهة نظر الإدارة لتعزيز قيمة الفريق التجارية والتنافسية مثلما حاول مع كريستيانو رونالدو من قبل.

وفي هذه الحالة، قد يكون القرار لا ينبع من رغبة غوارديولا الأولى، بل كان حلاً وسطاً أو موافقة على أمر واقع فرضته ديناميكيات السوق.

في كلتا الحالتين، يبقى المؤكد أن غوارديولا قد ألقى "سلاحه الأقوى" أرضاً، ويبقى السؤال معلقاً: هل هذا تطوير ذكي لفلسفته، أم أنه الإعلان الأول عن بداية نهاية حقبته الأيديولوجية في مانشستر؟.
 

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا