بالفيديو... غرق يخت قيمته مليون دولار بعد 15 دقيقة من إبحاره!
من الحوار إلى حصر السلاح: مسار مختلف هذه المرة!

معلوم أَنَّ قرار حصر السلاح بيد الدولة طرحه جوزاف عون يوم انتخابه في خطاب القسَم الذي ألقاه في الجلسة نفسها أَيْ منذ ثمانية أَشْهُر وليس قبل أسبوع، وكتلة بري وكتلة “حزب الله” صَوَّتَتَا له وأيّدتا بعد ذلك اخْتِيَار سلام رئيسًا للحكومة، وهو الذي تبنّى نفس الموقف من حصر السلاح بيد الدولة منذ سبعة أَشْهُر. كما أَنَّهُمَا تشاركان في الحكومة.
كتب سعد كيوان لـ”هنا لبنان”:
هذه المرة يبدو أن مناورات رئيس المجلس ورئيس حركة أمل نبيه بري لم تنجح ولم تساعده على كسب الوقت وتمييع موضوع الخلاف وشلّ قدرة معارضيه على مواجهته. فقد اعتاد بري منذ عشرين سنة على تحويل المواجهة حول أي موضوع لا يريد تمريره إلى حوار يطول ويطول، ومن المرات القليلة التي يصل فيها إلى نتيجة، وإذا حصل يَلْجَأُ إلى التسويف والتعطيل مثلما حصل مع أول طاولة حوار عام 2006 التي كان هو صانع الفكرة وترأسها. يومها عُقِدَت الطاولة وكانت أهم نتائِجها ضبط السلاح الفلسطيني خارج المخيمات وترسيم الحدود مع سوريا. حصل هذا بعد اغتيال رفيق الحريري وقيام 14 آذار كتجمع سياسي نيابي أَكْثَرِي. ومع ذلك لم يُنَفَّذ أي من القرارات. وأُعِيدَت الكرة عام 2012 على طاولة القصر الجمهوري في عهد ميشال سليمان. وبعد أن تم الاتفاق على حياد لبنان بموافقة “حزب الله” الذي عاد وتراجع ووقف محمد رعد مُعْلِنًا أن ورقة الحياد: “نْقَعُوهَا وَاشْرَبُوا زُومَهَا” وغيرها من المحطات.
المرة الوحيدة التي افترق فيها “الثُنَائِي الممانع” كانت عام 2016 عندما اُخْتُلِفَ على انتخاب ميشال عون الذي كان “حزب الله” مُتَبَنِّيهِ ومَكْرُوهٌ من بري. غير أنَّهُمَا عادا واتفقا على سليمان فرنجية في الانتخابات الأخيرة، وَإِنَّمَا لم يَعُدْ لديهما الأكثرية فلجأ رَئِيس المجلس مجددًا إلى طرح الحوار لِإِضَاعَةِ الوقت أَمَلًا بِزَعْزَعَةِ صفوف المعارضين. واستمرت المسرحية نحو سنة ونصف السنة إلى أن غيَّرت “حرب تشرين” موازين القوى بِاغْتِيَالِ حسن نصر الله وشلت قدرة “حزب الله” على التحرك بعد أن دُمِّرَت قيادته العسكرية بالكامل. وبعدها بشهرين ونيف انهار النظام الأسَدِيّ السوري وهرب بشار الأسَد قَاطِعًا خطوط التواصل والإمداد والحركة اللوجستية أمام “حزب الله”. وتدحرجت كرة الثلج في لبنان فأخذ بري علمًا بِانْهِيَارِ محور الممانعة والمكابرة واضطر للدعوة إلى جلسةٍ انتُخِبَ فيها جوزاف عون رئيسًا ثُمَّ تكليف نواف سلام بِرِئَاسَةِ الحكومة، واليوم يحاول بري اللجوء إلى اللعبة نفسها أَيْ لعبة الحوار لخلط الأوراق وإفشال قرار الحكومة بحصر السلاح بيد الدولة. وهو قرار تاريخي تتخذه حكومة لبنانية منذ أَكْثَرَ من خمسين سنة من شأنه أَنْ يضع حدًا لِازْدِوَاجِيَّةِ السلطة وَالِانْفِلَاشِ الأمني الذي ساد على إثر موافقة الدولة اللبنانية على منح الفلسطينيين حقّ التسلح وحرية الحركة في الجنوب وبيروت بموجب اتفاقية القاهرة التي أُقِرَّتْ في تشرين الثاني 1969.
أَمَّا اليوم فَإِنَّ محاولة بري تبدو يَتِيمَةً هذه المرة إِذْ انْفَضَّ عنها كل الداعمين والمقربين بمن فيهم سليمان فرنجيه نفسه، كما أَنَّ حليفهم السابق رَئِيس التيار العوني جبران باسيل يهاجم اليوم “حزب الله”. كما أَنَّ خطوة بري تبدو نَوْعًا من رفع العتب لِأَنَّهُ لم يطرح أَيّ فكرة جديدة تُوَاكِبُ طرح الحوار وَإِنَّمَا دفاعا عن السلاح “الذي هو كرامتنا وعزتنا” كما يكرر “حزب الله”، عدا عن أَنَّ كلامه أقرب إلى الإنشائي والعاطفي.
خُروج بري هذه المرة يبدو ضعيفًا، وفيه من الْإِحْرَاج، وذلك يعود على الأرجح إلى العلاقة التي قامت بينه وبين رَئِيسِ الجمهورية، ومشاركته شبه الدَّائِمَةِ في أَيّ قرار اتُّخِذ أو كان بالتنسيق معه. ومعلوم أَنَّ قرار حصر السلاح بيد الدولة طرحه جوزاف عون يوم انتخابه في خطاب القسَم الذي ألقاه في الجلسة نفسها أَيْ منذ ثمانية أَشْهُر وليس قبل أسبوع، وكتلة بري وكتلة “حزب الله” صَوَّتَتَا له وأيّدتا بعد ذلك اخْتِيَار سلام رئيسًا للحكومة، وهو الذي تبنّى نفس الموقف من حصر السلاح بيد الدولة منذ سبعة أَشْهُر. كما أَنَّهُمَا تشاركان في الحكومة. فهل المراهنة كانت على الوقت عَسَاهُما يَنْسَيَا وينسى معظم اللبنانيين؟ أَمْ أَنَّ بري كان يراهن على تغييرٍ في الموقف الأميركي كما عَبَّرَ في خطابه في ذكرى الصدر؟ أَمْ أَنَّهُ يراهن في المقابل على مواجهة الجيش مُتَّكِلًا على القوة العسكرية للحزب، علمًا أَنَّهُ حرّم أَيّ صدام معه؟
واضح أَنّ “حزب الله” هو حزب قَائِمٌ أساسًا على السلاح، ولذلك لن يسلمه لِأَنَّهُ هكذا يفقد مبرر وجوده ولن يعود أداةً صالحةً بالنسبة لإيرَان في المنطقة، وهي التي في المقابل تسعى بِأَيّ طريقة للعودة إلى التفاوض مع الولايات المتحدة. ولكن أَيْن تكمن مصلحة بري في ذلك؟ وهل بِإِمْكَان الحزب أَنْ يقاتل بعد؟ أَمّا أميركا فهي تظهر عَيّنةً ذات مغزى مما تريده إِذْ تصِل آخر الأسبوع نائبة مبعوثها إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس برفقة وفد عسكري على رَأْسِهِ قَائِد المنطقة الوسطى في القوات الأميركية، ولن تعقد لِقَاءَاتٍ مع سياسيين وَإنّمَا للبحث في أمور أَمْنِيَّةٍ مع أَمْنِيِّين. فهل الاطلاع على الوضع الْأَمْنِيّ وحال وقف إطلاق النار يتطلّب من أورتاغوس أَنْ تقوم بهذا الدور. وهل لزيارة هذا الوفد علاقة بِالاطِّلاع عن قرب على الوضع الميداني لِـ”حزب الله”؟.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|