ستة خيارات ميدانية لحزب الله لمواجهة الحكومة
يحتاج الثنائي حزب الله - أمل اليوم الى تأمين أطر المواجهة مع الدولة، من دون المواجهة مع كل الآخرين. وهو أمر يبدو شبه مستحيل!
في الظاهر، هناك 6 خيارات لحزب الله للمواجهة مع الحكومة. وهي:
الخيار الأول: الاستقالة من الحكومة واعتبارها غير ميثاقية!
سَحب الثنائي أمل - حزب الله بالفعل الوزراء الشيعة من الاجتماع الحكومي أمس. وانسحب الوزير الشيعي المستقل فادي مكي. ومن الممكن أن أولى خطوات المواجهة قد تكون على الأرجح هي الاستقالة، بهدف ضرب الميثاقية الحكومية وميثاقية قرارها، وبالتالي الطعن بدستوريتها!
ولكن بالتأكيد، لا يكفي انسحاب الوزراء الشيعة الذين يمثلون الثنائي، أو حتى انسحاب الوزير «المستقل» فادي مكي لإسقاط الحكومة. فإسقاط الحكومة لن يكون فقط بالطعن بميثاقيتها وبدستوريتها!
الخيار الثاني: اللجوء الى الشارع «بعنف»، ولكن «سلمياً»!
قد يبدأ حزب الله سلسلة الضغوط في الشارع وبشكل شعبي على الأرجح، في المرحلة الأولى!
ويمكن للحزب اللجوء الى التظاهر والعصيان المدني وقطع الطرقات... وهي خيارات «غير كربلائية» لحزب الله، بعيداً عن عنف المواجهات العسكرية، التي يتخوّف البعض منها مع الجيش اللبناني!
ولكن خيار الشارع سيُقابل بشارع آخر، ولو من دون احتكاك بين الشارعين.
الخيار الثالث: شلّ مطار بيروت!
يمكن أيضاً للحزب الوصول الى الضغط بشلّ مطار بيروت، أو بشلّ الطرق التي تؤدي الى مطار بيروت. وهذا الشلل «المدني» قادر على وضع الحكومة تحت ضغط كبير!
ولكن الجيش اللبناني سيتدخّل لفتح الطرقات! وهو ما قد يؤدي الى احتكاكات ومواجهات.
الخيار الرابع: مبادرة الحرب مع إسرائيل!
يمكن لحزب الله أن يهرب الى الأمام ويأخذ المبادرة بحرب ضد إسرائيل، أي بفتح النار وفتح جبهة جنوبية! ما يمكنه أن يخلط أوراق الأولويات الحكومية وإغراقها بنتائج الحرب وهمومها!
وهو يمكنه أن يتراجع عن اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل واعتباره وكأنه لم يكن!
الخيار الخامس: 7 أيار جديد!
يرى البعض أنه يستحيل على حزب الله الذهاب الى 7 أيار جديد بسبب إجماع معارض له مناطقي ومذهبي. وبوجود جيش قادر على فرض الأمن في معظم المناطق.
ومع ذلك، ليس من طبيعة حزب الله الاستسلام! فهو دائماً مستعد للمواجهة حتى الموت! والحرب الكربلائية برأيه، تعني أنه قد يضطر لمواجهة الجيش اللبناني، إذا ما فُرضت عليه المواجهة دفاعاً عن نفسه برأيه!
الخيار السادس: تحريك الوضع الأمني الداخلي!
يمكن لحزب الله رفع الضغط عنه بزيادة الضغط الأمني على الحكومة، بموجة تحركات أو اغتيالات لا يشارك فيها الحزب بالضرورة بشكل مباشر!
في الواقع، تصرّ الحكومة على سحب سلاح الحزب. ويصرّ الحزب على الاحتفاظ به!
وفي ظل المواجهة الداخلية، يمكن للـ«حَكم» الأميركي أن يعطي ضوءاً أخضر لإسرائيل لإطلاق حرب «جديدة» ضد لبنان! يعتقد كثيرون أنها ستكون مدمرة! حرب ترفضها بالتأكيد الحكومة اللبنانية. وستسعى لتجنّبها!
ولكن هذا ما يعني في الواقع أن حزب الله سيكون في مواجهة داخلية وخارجية في آن! وهذه المرة من دون عمق سوري ولا إسناد إيراني.
في الظاهر، هناك تضامن من رئيس مجلس النواب نبيه بري مع حزب الله، باعتبار أن الوحدة بينهما أهم من أي قرار حكومي.
ولكن ما هو الدور الذي يمكن أن يلعبه رئيس مجلس النواب في هذه المرحلة؟ هل يبقى طرفاً؟ أم يحاول أن يكون حكماً؟!
خسر حزب الله في الداخل اللبناني جولات سياسية عديدة حتى الآن! بدأت بسحب شرعية سلاحه، وبإسقاط نهائي لثلاثية «شعب، جيش ومقاومة». وبتبنّي ورقة الموفد الأميركي توم برّاك لسحب سلاح الحزب من كل لبنان. وبتكليف الجيش وضع خطة لسحب سلاحه!
اليوم، يمرُّ لبنان بمرحلة دقيقة وخطيرة، كالعادة، منذ 50 سنة! ولكنها قد تأخذه هذه المرة إما الى «بناء الدولة» وإما الى «ظروف تقسيمية»! ولكن الأكيد أن الشتاء اللبناني يبدو حارا جداً!
سمير سكاف -"اللواء"
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|