الصحافة

"الحزب" مطوّق سياسيًّا وعسكريًّا

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

مرّت جلسة مجلس الوزراء الجمعة بسلاسة رغم الاعتراضات والتهويل. ولم ينجح “الثنائي الشيعي” في منع الجلسة من الانعقاد. وتتجه الأنظار إلى الخطوات العملية على الأرض لأن التراجع يعني فتح أبواب البلاد على الحرب الإسرائيلية.

منذ تأسيس “حزب الله” ويعمل كقوة منفصلة عن الدولة. استفاد من الدعم الإيراني المطلق ومن تواجد نظام الأسد في لبنان وأخذ مجده وبنى قواه العسكرية والمالية والمؤسسات التي باتت تضرب مؤسسات الدولة.

لم يستطع اتفاق “الطائف” نزع سلاح “حزب الله” مع أنه كان لا يزال طري العود وكانت هناك أحزاب مسلّحة تفوقه قدرة وتنظيمًا ومنظومة عسكرية. استغل “الحزب” عنوان المقاومة لبسط نفوذه وتقوية “دويلته” واستفاد من البيانات الوزارية التي شرعت عمله. وأتى تفاهم نيسان عام 1996 من أجل تشريع عمله ونيل شرعية دولية. وهذا الاتفاق حصل بعد عملية عناقيد الغضب وكان اتفاقًا مكتوبًا بين “حزب الله” وإسرائيل ما أعطى “الحزب” صفة الكيان.

انسحب الإسرائيلي من الجنوب في أيار 2000. وبدل أن تقوم الدولة ببسط سلطتها ونشر الجيش، كانت هناك نظرية للسلطة اللبنانية السورية بأن إرسال الجيش إلى الجنوب يحمي حدود إسرائيل، فاستفاد “حزب الله” من هذه المرحلة وبنى قواه العسكرية.

انسحب الاحتلال السوري من لبنان عام 2005، وبدل تراجع شرعية “حزب الله”، ورث “الحزب” النفوذ السوري وقام بحرب تموز 2006، ولم يستطع القرار 1701 الحد من نفوذه، وشارك في القتال في سوريا وتحوّل إلى قوة إقليمية لا تقيم إعتبارًا للدولة اللبنانية.

كانت جلستا 5 و7 آب الحكوميتان حاسمتين في مسيرة إنهاء شرعنة “حزب الله”، فقد سُحب منه الغطاء الذي منح له طوال السنوات الماضية وبات مجلس الوزراء يعتبر سلاحه خارجًا عن الشرعية.

فقد “حزب الله” الغطاء السياسي، وبات في مرحلة ضعف هي الأكثر منذ نشأته ولم يعد قوة قادرة على التخويف، والدليل أنه عندما قررت حكومة الرئيس فؤاد السنيورة تفكيك شبكة اتصالاته افتعل أحداث 7 أيار واحتل بيروت والجبل، بينما حجم الاحتجاج اليوم لا يتخطى البيانات والخطابات العالية النبرة.

بات “حزب الله” في مرحلة المطوّق، فسياسيًا رفع مجلس الوزراء عنه الغطاء وأسقط ورقة شرعنة سلاحه. أما عسكريًا، فسقوط نظام الأسد قطع خطوط الإمداد ولم تعد سوريا قاعدة لتحرك إيران وحديقة خلفية لتذخير “حزب الله”.

تضيق الخيارات أمام “حزب الله”. فمهما حاول “الحزب” تصوير جلسة الجمعة انتصارًا له، إلا أنه باتت هناك معطيات لا يمكن الخروج منها، فلن يستطيع “الحزب” قلب التوازنات السياسية والأمنية. ولا يستطيع “الحزب” خوض المواجهة لوحده فبات بلا حلفاء، حتى الرئيس نبيه برّي يسايره لكنه لا ينجرّ إلى لعبته.

ومن جهة ثانية، لا يمكن لـ”الحزب” الدخول في مواجهة مع الجيش اللبناني لأنها مكلفة، فالشعب اللبناني يلتف حول الجيش، والدول الغربية والعربية تدعم الجيش. ومن الناحية العسكرية لا يستطيع التحرّك على الأرض، خصوصًا أن اسرائيل تستهدف عناصره كلما تحركوا وبالتالي لم يعد “حزب الله” في مرحلة قوة وقادرًا على فرض الشروط.

تؤكد الحكومة اللبنانية جديتها في ملف جمع السلاح، فهذا الأمر يشكل مطلب الأغلبية الساحقة للشعب اللبناني، وكذلك هناك التزامات أمام المجتمع الدولي، فأي محاولة للتذاكي على واشنطن والدول الكبرى ستواجه برد غير مسبوق، وبالتالي لم يعد هناك من خيار أمام لبنان سوى تطبيق بند حصر السلاح خصوصًا أن الولايات المتحدة الأميركية تتابع الوضع اللبناني بأدق تفاصيله وترفض بقاء البلد ورقة بيد طهران أو ساحة لنفوذ “الحزب”.

آلان سركيس - نداء الوطن

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا