الديون تعرقل قرار ترامب.. واشنطن تعيد "جدولة" الضربة المحتملة ضد إيران
قالت مصادر أمريكية مطلعة إن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعتزم عدم توجيه ضربة عسكرية إلى إيران، بمشاركة إسرائيل، قبل شهر تشرين أول/ أكتوبر المقبل، لعدة اعتبارات في مقدمتها تجاوز مرحلة إعادة تمويل الديون الأمريكية المقررة في الشهر القادم.
وأوضحت المصادر أن هناك معضلة أمريكية داخلية تتمثل في الانتهاء من إعادة تأمين الجانب الآمن من تمويل الديون، الأمر الذي يفرض على إدارة ترامب ومؤسساته وأجهزته عدم الذهاب إلى شن ضربات عسكرية ممتدة على مواقع داخل إيران قبل أكتوبر.
يأتي ذلك في ظل وجود توجه أمريكي قائم بضرورة إنهاء البرنامج النووي الإيراني وعدم إعطاء طهران فرصة لترميم مواقعها العسكرية ومكونات مشروعها النووي في أقرب وقت ممكن.
وأشار المصدر إلى أن "أقرب فرصة لتنفيذ هذه العملية العسكرية بالتعاون مع إسرائيل لن تكون قبل تشرين أول/ أكتوبر، حتى لا يؤدي ارتفاع أسعار النفط المتوقع في حال ضرب إيران إلى أعباء اقتصادية ومالية إضافية على الولايات المتحدة، خصوصًا مع الحاجة لإعادة تمويل الشريحة الآمنة من الديون الأمريكية، المقدّرة بنحو 35 تريليون دولار".
وبيّن المصدر أن إدارة ترامب تعمل على أكثر من مسار للتجهيز للضربات المنتظرة ضد إيران، والتي يرى عسكريون واستراتيجيون مقربون من الرئيس الجمهوري أن الموعد الأنسب لها سيكون بين تشرين أول/ أكتوبر، وكانون أول/ ديسمبر المقبلين.
وتابع المصدر أن أي عمليات عسكرية على إيران سترفع أسعار النفط عالميًا، ما سينعكس على معدلات التضخم، ويؤدي إلى رفع أسعار الفائدة في الولايات المتحدة، في وقت تحتاج فيه واشنطن إلى إعادة تمويل ديونها، وهو ما يستدعي تأجيل العملية لما بعد إتمام هذه الخطوة.
من جانب آخر، كشف مصدر دبلوماسي فرنسي أن فريق إيران في لجنة "الجانب التنسيقي" التي كانت تجري اتصالات مع الترويكا الأوروبية (فرنسا، بريطانيا، ألمانيا) قبل أن يتوقف عملها عقب حرب الـ12 يومًا في حزيران/ يونيو الماضي، أبلغ مسؤولين في الخارجية الفرنسية بأن طهران تريد دورًا أوروبيًا سريعًا لفتح تفاوض فعّال مع الولايات المتحدة.
وأوضح الدبلوماسي الفرنسي أن طهران ترغب في تشكيل فريق مباحثات بينها وبين دول الترويكا الثلاث، لبحث عرض يتضمن إمكانية تعليق جزئي لعملية تخصيب اليورانيوم، إلى جانب وضع أسس جديدة للتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بما يشمل زيارات متابعة للمواقع النووية، مقابل وقف مبدئي لإجراءات "آلية الزناد".
وأضاف أن العرض الإيراني يتضمن أيضًا أن تكون واشنطن على اطلاع مباشر بمجريات التفاوض مع الترويكا، وأن نجاح أي مباحثات مرهون بتدخل أوروبي يضمن عدم قيام إسرائيل بتوجيه ضربات عسكرية محتملة إلى إيران.
وبحسب المصدر الفرنسي، فإن هناك انفصالًا بين تفعيل "آلية الزناد" الأوروبية والعقوبات الأمريكية المفروضة على طهران، مشيرًا إلى أن أي دور أوروبي مع الولايات المتحدة سيكون مرتبطًا بمساعي إحلال السلام ومنع التوترات وتجنب إشعال الحروب.
وأكد أن الضمانات بعدم الاعتداء على إيران، في ظل الظروف الحالية، يجب أن تتم عبر قنوات تواصل مباشرة بين واشنطن وطهران، لاسيما أن الأوروبيين ليسوا الآن في موقع "الوسيط".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|