إلى "الحزب"... خطة الجيش أم "عصا" ترامب باتت جاهزة؟
في ظل التصاعد الملحوظ للاهتمام الدولي بالوضع اللبناني، أطلق الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب تصريحًا لافتًا حمل رسائل مباشرة، ألمح فيه إلى أن رد واشنطن على رفض "حزب الله" تسليم سلاحه سيأتي في الوقت المناسب، وقد فتح هذا التصريح الباب واسعًا أمام التساؤلات حول مستقبل العلاقة بين الدولة اللبنانية والحزب، والموقف الدولي الحاسم من استمرار السلاح غير الشرعي.
وفي هذا السياق، تحدثت مصادر واسعة الاطلاع لموقع kataeb.org، مشيرة إلى أن هذا الموقف الأميركي لا يمكن فصله عن التطورات السياسية والعسكرية المتسارعة في المنطقة، ولا سيما في ظل ما تعتبره الإدارة الأميركية فرصة حاسمة لإعادة تثبيت الاستقرار في لبنان من خلال تقوية المؤسسة العسكرية الرسمية.
وأكدت المصادر أن واشنطن تتابع عن كثب تنفيذ خطة دعم الجيش اللبناني، التي طُرحت ضمن استراتيجية متكاملة تهدف إلى تعزيز دور الدولة عبر مؤسساتها الشرعية، وضمن هذا الإطار، حضرت إلى بيروت خلال الساعات الماضية الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس، حيث قامت بجولة استطلاعية على المناطق الحدودية، بهدف الاطلاع المباشر على الواقع الأمني وانتشار الجيش، واعتبرت المصادر أن هذه الزيارة تندرج في سياق مراقبة دقيقة لمسار الخطة الأميركية، لا سيما في ضوء التزامات لبنانية اتُخذت في هذا الإطار، وذلك بما ينسجم مع مبدأ "الخطوة مقابل الخطوة".
لكن هذه التحركات لا تقتصر فقط على الجانب الميداني، إذ تشير المصادر إلى أن واشنطن تدير مسارًا دبلوماسيًا متكاملًا يتابع مستوى التزام مختلف الأطراف اللبنانية بخيار الدولة ومشروع حصرية السلاح بيد الجيش.
ومع ذلك، يبقى التحدي الأساسي، بحسب المصادر نفسها، في قدرة الحكومة اللبنانية على تنفيذ هذه الخطة ضمن مناخ سياسي منقسم، تغيب فيه المقاربة الموحدة حول دور الحزب وسلاحه، الذي تراه شريحة واسعة من اللبنانيين عقبة أمام قيام الدولة ومصدر تهديد دائم للاستقرار.
وتتابع: إن الخطة المدعومة من واشنطن، والتي تشمل تسليح الجيش وتدريبه، تحمل في طياتها مهلة غير معلنة، يفترض أن تتيح للمؤسسة العسكرية بسط سلطتها الأمنية على كامل الأراضي اللبنانية، بما فيها المناطق التي تُعد تقليديًا ضمن نفوذ الحزب.
أما في حال فشل تنفيذ الخطة أو عرقلتها من الداخل، فلا تستبعد المصادر أن تلجأ الولايات المتحدة إلى خيارات أخرى، بعضها سياسي كفرض عقوبات إضافية، وبعضها أمني، وربما الذهاب نحو تحركات أكثر حزمًا، إذا ما اقتضت التطورات.
وفي المحصلة، تختم المصادر أن لبنان بات أمام مفترق طرق مصيري، إما السير في اتجاه تثبيت سلطة الدولة من خلال الجيش والمؤسسات الشرعية، وإما الانزلاق في مسار المواجهة، حيث الخيارات الدولية باتت واضحة، و"العصا" الأميركية حاضرة، في حال لم تنجح القوى الداخلية في إعادة ترتيب البيت اللبناني.
بالتالي، لبنان لا يحتمل المزيد من التجاذبات، والرهان على الوقت لم يعد ممكنًا، فالمجتمع الدولي، كما يبدو، بدأ يفقد صبره، وعلى الجميع، وخصوصًا حزب الله، ان يقرأوا المرحلة بدقة، وان يختاروا بوضوح، خطة الجيش، ام عصا ترامب؟
شادي هيلانة -اخبار اليوم
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|