هل يردع نتانياهو أنقرة والدوحة أم يدفعهما إلى "المواجهة"؟!
لا يمكن النظر إلى الهجوم الإسرائيلي على العاصمة القطرية الدوحة، الذي إستهدف إجتماعاً لقيادة حركة "حماس"، بمعزل عن الخطوات العسكرية التي تقوم بها تل أبيب، منذ عملية "طوفان الأقصى" في السابع من تشرين الأول من العام 2023، التي تريد من خلالها تكريس سيطرتها على منطقة الشرق الأوسط برمتها.
إنطلاقاً من ذلك، ينبغي النظر إلى سلسلة من الإعتداءات التي قامت بها في يوم واحد، من فلسطين إلى لبنان وسوريا وقطر، في حين هي لم تتردد أيضاً في إستهداف اليمن وإيران، لا بل أن حتى مشاريعها التهجيرية، في قطاع غزة والضفة الغربية، تطال مصر والأردن، من ضمن مسار عام يقوم على التفوق العسكري في ظل غياب أي توازن رادع، بعد التطورات التي كانت قد شهدتها المنطقة في الأشهر الماضية.
في هذا السياق، تشير مصادر متابعة، إلى أن العنوان لكل ما يحصل هو أن تل أبيب لا تعير أي إهتمام لكل ما يُطرح من خيارات دبلوماسية، بل تريد أن تفرض "العصر" الإسرائيلي، الذي يقوم على سيطرتها في المنطقة دون أي منازع، بالقوة، مستندة إلى الدعم الذي تحظى به من قبل الإدارة الأميركية برئاسة دونالد ترامب، بالرغم من أن واشنطن سعت إلى الإيحاء أنها لم تكن معنية بالهجوم على الدوحة، بل أعلنت أنه لا يتوافق مع مصالحها ومصالح تل أبيب.
هذا المسار، بحسب ما تؤكد المصادر نفسها، لا يقتصر على العلاقة مع "حماس" أو كيفية معالجة الواقع المستقبلي في غزة، فتل أبيب رفضت أيضاً الورقة الأميركية المعنية بتطبيق إتفاق وقف الأعمال العدائية مع لبنان، حيث تُفضل إستمرار الواقع الراهن، الذي يعطيها حرية القيام بما تراه مناسباً عسكرياً، كما أنها تستمر في الإعتداءات على سوريا، بالرغم من أن لديها قنوات إتصال مفتوحة مع السلطة الإنتقالية في دمشق، التي أبدت الإنفتاح على أي طروحات تحول دون الذهاب إلى مواجهة عسكرية بين الجانبين.
في هذا الإطار، لا يمكن النظر إلى الإعتداءات على دمشق، بالإضافة إلى هجوم الدوحة، إلا في سياق السعي إلى إستفزاز الجانبين القطري والتركي، حيث السؤال عما إذا كان ذلك سيقود إلى "ردعهما"، أم سيدفعهما للذهاب إلى "المواجهة"، حيث الأنظار من الطبيعي أن تتجه إلى الساحة السورية.
هنا، تعود المصادر المتابعة إلى التشديد على أن السلطة الإنتقالية في دمشق، المدعومة من أنقرة والدوحة، وضعت نفسها، منذ سقوط النظام السابق، في إطار مشروع أوسع يقوم على أنها ساهمت في إضعاف النفوذ الإيراني في المنطقة، خصوصاً أنها "نجحت" في قطع خطوط الإمداد من طهران نحو بيروت، حيث كان من الواضح أنها تريد من وراء ذلك تكريس سلطتها، الأمر الذي لا يمكن أن يكون دون دفع مباشر من الجانبين القطري والتركي، عبر السعي إلى إرضاء تل أبيب.
في المقابل، تشير المصادر نفسها إلى أن إسرائيل الّتي لم تتردد في وضع نفسها في مواجهة مع هذه السلطة الإنتقالية، أرادت عبرها أن تؤكد أنها في مواجهة، غير مباشرة، مع مساعي تركيا لتكرس نفوذها في سوريا، لا سيما أنها تتبنى المشروع التقسيمي في البلاد، الذي تعتبر أنقرة أنه يمثل تهديداً لأمنها القومي، لكنها قررت البحث عن كيفية تأمين مصالحها بعيداً عن أي مواجهة عسكرية، إلا أن غالبية القراءات التي تأتي من تركيا، في الأيام الحالية، تفيد بأنها قد تكون في طور الإنتقال إلى مرحلة جديدة من التعامل مع إسرائيل.
في المحصلة، ترى هذه المصادر أن الواقع الراهن يضع أنقرة والدوحة أمام خيارات صعبة، بين إختيار الإستسلام أمام النفوذ الإسرائيلي المتصاعد أو البحث عن كيفية مواجهته، حتى ولو كان ذلك بصورة غير مباشرة، خصوصاً أن هناك مروحة واسعة من الخطوات التي من الممكن الذهاب إليها، في حال توفرت الرغبة، حيث يبقى الأساس القدرة على إستخدام الساحة السورية في أكثر من إتجاه، من الممكن أن يمثل ضرراً كبيراً لتل أبيب.
ماهر الخطيب-النشرة
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|