محليات

البابا لاوون الـ14 في لبنان: بركة رسوليّة واستنهاض هويّة لبنان الحضاريّة!

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

بين نهاية تشرين الثاني وأوائل كانون الأول المقبل، يُتوقع مبدئياً أن يزور البابا لاوون الرّابع عشر لبنان، ليكون بذلك البابا الرابع بين أسلافه الذي يزور وطن الأرز 

وكان رئيس الجمهوريّة العماد جوزاف عون  قد وجّه دعوة رسميّة للبابا، خلال لقائه في الفاتيكان في حزيران الماضي، لزيارة لبنان، ولفت في كلمته آنذاك الى "أنني أكدتُ لقداسة البابا متانة العلاقة التاريخيّة التي تربط لبنان بالكرسيّ الرسوليّ، وهي علاقة متجذّرة تستند إلى قيم إنسانيّة وروحيّة مشتركة. وجدّدتُ تمسّك لبنان برسالته الفريدة في هذا الشرق المضطرب، كأرض للحوار والتلاقي بين الحضارات، وواحة للحريّة الدينيّة والتعدديّة الثقافيّة".

في هذا السّياق، يعبّر الدكتور زياد الصّائغ المدير التّنفيذيّ لملتقى التأثير المدني، وهو متخصّص في العلاقات اللّبنانيّة – الفاتيكانيّة عن فرحٍ عارمٍ بزيارة البابا لاوون الرّابع عشر المرتقبة إلى لبنان، لكنّه يدعو إلى "انتظار الإعلان الرّسميّ عنها، والذي تصدره بروتوكوليًّا حاضرة الفاتيكان، ما يستدعي التّعاطي بخفر مع استباق الأجندة الرّسميّة أو الغوص في إضفاء معاني ملتبسة لها، كما جرى في مراحل سابقة مشؤومة".

وعن رمزيّة هذه الزّيارة المرتقبة يقول الصّائغ: "يبقى لبنان في قلب الكرسيّ الرّسوليّ أكثر من وطن، رسالة حريّة وأخوّة، مع فرادة في هويّته الحضاريّة القائمة على الحريّة والتعدّديّة، ناهيك بدستوره الرّاسخ في روحيّة المواطنة الحاضنة للتّنوّع، رغم أنّ السلوك السّياسيّ على مدى الخمسين عامًا الماضي رسّخ الفساد مُتلطّيًا بالطّائفيّة، وحوّله مختبر تصدير عنف من قوى غير دولتيّة لاشرعيّة، وأطاح بمرتكزات دستوره المستند إلى ميثاقيّة نبيلة وصيغة عيش مشترك متميّزة، وبالتّالي دمّر هذا السّلوك مبدئيّة الخير العامّ الواجب أن ترتكز إليه السّياسة. رغم ذلك بقي الكرسيّ الرّسوليّ صوتًا نبويًّا يستدعي من لبنان العودة إلى ذاته، وما العمل المضني الهائل الذي قام به البابا الرّاحل فرنسيس، مع أمين سرّ الدّولة الكاردينال بييترو بارولين، وأمين سرّ الدّولة للعلاقات بين الدّول رئيس الأساقفة المونسنيور بول ريتشارد غالاغير، لدعم القضيّة اللّبنانيّة على مدى العشرة أعوام الماضيّة خصوصًا، مع السّفيرين البابويّين السّابق المونسنيور جوزيف سبيتري والحالي المونسنيور باولو بورجيا، وسبقهما المونسنيور غابرييل كاتشيا، ما كلّ ذلك سوى دليل على فاعليّة الدّيبلوماسيّة الفاتيكانيّة مع شركائها في العالم الحرّ  في التصدّي لمحاولة تغيير هويّة لبنان النموذجيّة، وقد واكبنا في ملتقى التأثير المدني ذلك عن قرب وعن كثب بعمل صامت.لبنان مدين  للفاتيكان بالكثير الكثير للجهود التي بُذِلت لتحريره من قبضة اللّادولة".

وفي ما يُعنى بالزّيارة المرتقبة إلى لبنان يعتبر الصّائغ أنّها "بطبيعة الحال تأتي في لحظة تاريخيّة مفصليّة يعيشها لبنان، مع فرصة عميقة للعودة إلى دوره السّلاميّ الهادف المحتضِن للتّنوّع بين الأديان والثقافات، كما إلى استعادة الدّولة سيادتها، مع تحفيز لتكريس الخير العامّ بوصلة في الشأن العامّ، وهي امتداد لما أراده البابا الرّاحل فرنسيس الذي ألغى زيارته في قناعة برفض أيّ استغلال لها حينها لتكريس حلف الأقليات، والاصطفاف بمحاور، في حين يرى الكرسيّ الرّسوليّ أنّ لبنان يمتلك دعوة إستثنائيّة للمساهمة في بناء حالة من السّلام والأخوّة على امتداد الخريطة العالميّة، وهذا ورد في الإرشاد الرّسوليّ رجاء جديد للبنان، وفي كلّ المواقف الفاتيكانيّة التّضامنيّة مع وطننا الحبيب، والتي كرّست ديبلوماسيّتها دون هوادة لنصل إلى هذه اللّحظة البنّاءة في تشييد دولة المواطنة".

وإذ يفضّل الصّائغ عدم الاسترسال في تحليلات حول الزّيارة المرتقبة يختم: "الفاتيكان مع البابا لاوون الرّابع عشر يحمل همّ لبنان، ويستشرف ما هو مقبل عليه من تحوّلات بنّاءة إن استكملت الدّولة فيه خطواتها السّياديّة الإصلاحيّة".

يولا هاشم -المركزية

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا