الصايغ يستذكر الرئيس بشير: اغتيال الرجل ضرب الجسد وأراد النيل من الروح في محاولةٍ يائسةٍ
أشار النائب الدكتور سليم الصايغ في حديث لـ"هنا لبنان" إلى أنّه "عندما نقرأ في حدثٍ كاغتيال الرئيس بشير الجميّل بعد 43 عامًا، نسأل أنفسنا هل نحن أمام التاريخ أم أمام حالةٍ حصلت لتعبر كما يحصل كل يوم؟ من دون شك أنّنا أمام حضرة التاريخ نكتبه اليوم بعيون الحاضر وأمنيات المستقبل. لكنّ أمنيات المستقبل عندنا بدأت منذ 43 سنة حين نظر جيلي في المقاومة اللبنانية إلى اغتيال قائده من الناحية التاريخية منذ لحظة الحدث، والحقّ يُقال إنّه أدرك بديهيًا عظمة الخسارة".
وقال: "طهارة المناضلون في غياهب المعركة تضيء بصيرتهم بنقاء لا مثيل له. إنّ اغتيال الرجل ضرب الجسد وأراد النيل من الروح، جسد القضية حتمًا وعلة وجودها أيضًا في محاولةٍ يائسةٍ لاجتثاث الصعوبة الكيانية بالإيمان المُطلق بلبنان التي جسّدتها الكتائب اللبنانية وعزّزها البشير في تنظيم القوات اللبنانية".
أضاف الصايغ: "لم يسقط بشير في زمن القيادة بل في زمن الرئاسة، لتسقط معه الرئاسة أولًا والحزب ثانيًا والقوات ثالثًا. سقط البشير إنّما وعده لم يسقط، فلبنان لم يصبح وطنًا مستحيلًا، وشعبه لا يزال يتنفس حرية، وشعاره في كل مناسبة يلهب المشاعر، شعار 10452 كلم٢".
وتابع: "بعد انتخابه رئيسًا، كتب إلى رفاقه في المجلس الحربي عبارةً بالفرنسية جاء فيها أنّه على الروح أن تكون نقيةً وقويةً لكي نواجه تحديات المستقبل. من دون ذلك لا حياة لأولادنا في وطن الأرز”.
43 سنة مضت على اغتيال الرئيس بشير، ولا تزال قضيته حيّة في وجدان كل لبناني تعلّق بمبادئه وثبت فيها".
من جهة أخرى، وفي حديث الى صوت لبنان أشار النائب الصايغ أننا كجيل مقاومة "بدأنا في قراءة نتائج اغتيال الرئيس بشير الجميّل لحظة معرفتنا بالاغتيال، وواكبنا هذا الحدث من خلال مسؤوليتنا، واعتبرنا في وقتها أن هذه الخسارة أكبر من خسارة شخص وقائد ورئيس منتخب، فما فعله بشير الجميّل ومثّله في الوجدان اللبناني لا المسيحي فقط حدث تاريخي لا يُعوّض".
وقال: "أتذكّر أنّه في في صغبين في البقاع الغربي أُقيم حفل لا مثيل له وأتى اللبنانيون من كافة الطوائف واحتفلوا بانتخاب الرئيس بشير الجميّل مدركين أنه سيكون رجلًا استثنائيًا فكانت فرحة وطنية".
واعتبر أن "بعد هذا المصاب أدركنا أن هناك حقبة من لبنان انتهت بالرغم من المحافظة على المعادلة السياسية آنذاك مع انتخاب الرئيس أمين الجميّل رئيسًا للجمهورية الذي رغب في تثبيت المسار الذي وضعه الرئيس بشير ولكن المؤامرة على لبنان وإزاحة الرئيس بشير لم تكن لتسمح للرئيس أمين بالحكم بالطريقة التي يريدها بالحرية والسيادة والاستقلال".
ولفت الصايغ إلى أن "اغتيال الرئيس بشير الجميّل هو اغتيال لمشروع الوطن والدولة وهذا ما كان مستهدفًا واستمر عبر اغتيالات لشخصيات تردد خطابه وتتبنى مواقفه".
وعن ما قاله الرئيس العماد جوزاف عون عن بشير الجميّل، قال: "تأثرتُ بما قاله الرئيس عون، وحديثه فيه الكثير من الوجدان والجرأة والربط بين المبادئ التأسيسية للدولة اللبنانية التي ثبّتها الرئيس بشير في مشروعه وإعلان العهد الجديد اليوم إيمانه بهذه المبادئ، ومن دون أي شك، قبل أن يكون الرئيس بشير الجميّل مشروعًا هو حالة تاريخية لا يمكن ربطها بزمانٍ ومكانٍ معينين، وكل أحد يحاول اقتحام مشروع الدولة من جديد رغم كل الصعوبات، لا يستطيع إلا العودة لهذه الروح التي أطلقها بشير الجميّل".
أضاف: "بشير الجميّل هو روح ووجدان ووعد قائم ومتجدد، وبعد 43 عامًا من اغتياله لا يزال بشير حالة استثنائية يعود إليها الكُثر كونه مثال النظافة والجرأة ولم يُعطِ نموذجًا عن الحكم الصالح فقط بـ21 يومًا، إنما حكم فعليًا لبنان الحر بعد أن وحّد القوات اللبنانية من خلال تطبيق الحكم الصالح على نفسه وعلى الملتزمين في الكتائب اللبنانية الذي تخرج منه والقوات اللبنانية، وهذا ما أقنع الجميع لا سيما الأميركيين أن هذا الرجل ليس فقط صاحب مشروع سلطة وأفكار عامة إنما هذا الرجل صالح ليكون رئيسًا للبنان الجديد".
وختم: "على كل من يريد الحديث عن بشير الجميّل أن يدرك أنّه أعطى نموذجًا عن الحكم الصالح ومكافحة الفساد والجريمة، واحترام المواطنة، وهذه الأمور لم تبقَ وعدًا إنما حقيقة كان لا بد أن تنتشر على كل الأراضي اللبنانية".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|