عربي ودولي

بعد الدوحة.. هل ستستهدف إسرائيل قادة حماس في هذه الدول؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

ذكرت صحيفة "The Spectator" البريطانية أنه "في تشرين الأول 1972، عاد وائل زعيتر، ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في روما، إلى شقته في ساحة أنيباليانو. وبعد دخوله الردهة وضغطه على زر المصعد، نصب له عميلان من الموساد كمينًا، فأطلقا عليه النار إحدى عشرة مرة، وتركاه ليموت غارقًا في دمائه. وفي غضون ساعات، غادرت فرقة الاغتيال المكونة من أربعة أفراد وفريق دعمها الكبير إيطاليا عائدة إلى إسرائيل. وقد نجحت أول عملية قتل انتقامية ردًا على مذبحة 11 رياضيًا إسرائيليًا على يد فلسطينيين في أولمبياد ميونيخ في أيلول 1972. وبدأت عملية "غضب الله"."

وبحسب الصحيفة، "على مدى العام التالي، تم القضاء بشكل منهجي على أعضاء منظمة أيلول الأسود (فصيل مسلح منشق عن حركة فتح الفلسطينية) ومنظمة التحرير الفلسطينية الذين يُعتقد أنهم متورطون أو متواطئون في قتل الإسرائيليين في مختلف أنحاء أوروبا ولبنان. وشهدت باريس انفجارات هواتف وإطلاق نار وسيارات مفخخة، ووُضعت قنابل تحت أسرّة فنادق في نيقوسيا وأثينا، وشنت قوات الكوماندوز غارات على شقق في بيروت. لم يكن هناك مكان آمن من فرقة "قيصرية" النخبة التابعة للموساد وقاتليها المدربين تدريبًا عاليًا. وأثارت أفعال إسرائيل أزمة دبلوماسية، مع إدانة واسعة النطاق لانتهاكها السيادة وتقويضها لسلطات إنفاذ القانون الأوروبية، لكن بالنسبة لإسرائيل ورئيسة وزرائها غولدا مائير، شكّلت ميونيخ نقطة تحول. أصبحت المسألة الآن مسألة بقاء، وكانوا مستعدين لتجاوز قواعد العلاقات الدولية لضمان ذلك. كانت هذه عقيدة جديدة: لا يمكن السماح لأي إرهابي بالشعور بالأمان في الخارج".

وتابعت الصحيفة، "من الصعب عدم ملاحظة أوجه التشابه مع الضربة الإسرائيلية على قيادة حماس في العاصمة القطرية الدوحة هذا الأسبوع. تستضيف دولة قطر القيادة السياسية لحماس منذ عام 2012، عندما طلبت إدارة باراك أوباما منهم إنشاء قناة دبلوماسية مع حكام غزة، الذين كانوا في العادة سريين ومراوغين، وسط مخاوف من تخطيطهم لإنشاء مقر لهم في طهران، أرض العدو. قطر حليف رئيسي للولايات المتحدة والمملكة المتحدة، وبوجود 10,000 جندي أميركي متمركزين في أكبر قاعدة عسكرية أميركية في الشرق الأوسط، قاعدة العديد الجوية خارج الدوحة، والمقر الأمامي للقيادة المركزية الأميركية (CENTCOM)، التي تُنسق كل الدفاعات الأميركية في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى وأجزاء من جنوب آسيا، ظلت قطر حتى الآن محظورة على عمليات القتل المُستهدف".

وأضافت الصحيفة، "سواء كان الأمر يتعلق بقتل ستة إسرائيليين مؤخراً على يد مسلحين فلسطينيين في محطة حافلات بالقدس أو الإحباط إزاء رفض حماس إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المتبقين الذين يتعرضون للتعذيب في الأنفاق تحت مدينة غزة، فإن هجوم الدوحة قد يكون علامة على أن إسرائيل وصلت إلى نقطة "لن تتكرر أبداً" مماثلة لتلك التي وصلت إليها في ميونيخ، وهي مستعدة مرة أخرى لتجاوز تحالفاتها لقتل أعدائها. ويبدو أن التصريحات الأخيرة لرئيس أركان الجيش

الإسرائيلي، الفريق إيال زامير، تؤكد ذلك. فقد حذّر من أن "الجزء الأكبر من قيادة حماس الحاكمة المتبقية في الخارج، وسنصل إليهم أيضًا"، ووعد بـ "تنفيذ هذه المهمة في كل مكان، وعلى أي مدى... لتصفية حساباتنا مع أعدائنا...". فأين قد تضرب إسرائيل تاليًا؟"

وبحسب الصحيفة، "أصبحت أوروبا مرتعًا للشبكات المرتبطة بحماس والجهات التابعة لها. في المملكة المتحدة، حددت إسرائيل محمد صوالحة وزاهر بيراوي كعنصرين من عناصر حماس ينشطان في منظمات غير حكومية هنا. أدار صوالحة العمليات الإرهابية للحركة في الضفة الغربية، ثم فرّ إلى بريطانيا في التسعينيات هربًا من العدالة الإسرائيلية، وهو الآن يرأس المبادرة الإسلامية البريطانية، وقد اتُهم بتسهيل تدفق الأموال إلى عناصر حماس في جناحها العسكري. ورد اسمه في لائحة اتهام صادرة عن وزارة العدل الأميركية لإجرائه محادثات سرية حول "إحياء" أعمال إرهابية في إسرائيل، والمساعدة في غسل الأموال لدعم أنشطة في غزة والضفة الغربية، وقد أشاد مرارًا بالإرهاب، بما في ذلك استخدام التفجيرات الانتحارية والهجمات الصاروخية على المدنيين الإسرائيليين".

وتابعت الصحيفة، "تم تسمية بيراوي، وهو صحفي فلسطيني بريطاني، في البرلمان باعتباره "عميلاً كبيراً لحماس في أوروبا" من قبل عضو البرلمان عن حزب العمال كريستيان ويكفورد، الذي وصفه بأنه "خطر خطير على الأمن القومي". مثل صوالحة، انتقل إلى المملكة المتحدة في التسعينيات، ويُقال إنه تربطه "علاقات وثيقة بحماس"، بما في ذلك من خلال منظمة غير حكومية مؤيدة للفلسطينيين مرتبطة بالحركة، وكان أحد المنظمين الرئيسيين لـ"أسطول الحرية" الذي قادته غريتا ثونبرغ ضد إسرائيل. في شباط 2025، قُدِّم أربعة أعضاء مزعومين من حماس للمحاكمة في برلين بتهمة تنظيم تهريب أسلحة في أنحاء أوروبا لاستخدامها لاحقًا في هجمات ضد أهداف إسرائيلية ويهودية، وكان يجري إعداد خطط لمهاجمة السفارة الإسرائيلية ومطار تمبلهوف في برلين، بالإضافة إلى قاعدة رامشتاين الجوية الأميركية. وفي إطار نفس المؤامرة الدولية، اعتقلت السلطات الدنماركية أيضًا عددًا من المشتبه بهم من حماس إلى جانب مشتبه به واحد في هولندا، حيث كشفت المخابرات الهولندية أن حماس موجودة وتعمل على أراضيها".

وبحسب الصحيفة، "في أيار 2025، أصدرت ألمانيا مذكرة اعتقال أوروبية بحق ماجد الزير، الذي تشتبه به السلطات الألمانية ووزارة الخزانة الأميركية في تنسيق أنشطة حماس بما في ذلك جمع الأموال والتخطيط لهجمات لصالح حماس في كل أنحاء أوروبا. ويرتبط الزير بمنظمات واجهة أو وكلاء لحماس، وتصفه وزارة الداخلية الألمانية بأنه "الممثل السري لحماس في ألمانيا"، وهو مطارد حاليًا في السويد، ويُزعم أنه ربما فرّ إلى تركيا. وأصبحت تركيا، حليفة الناتو، قاعدة رئيسية لمسؤولي حماس وشبكاتهم منذ أن أنشأت الحركة مكتبًا هناك في عام 2012. وتستضيف تركيا زاهر جبارين، العضو المؤسس لكتائب القسام، الجناح العسكري لحماس، والذي يشغل حاليًا منصب رئيس المكتب المالي لحماس وقائد عملياتها في الضفة الغربية، ويُقال إنه القائد العام لقاعدة حماس في إسطنبول، ويدير الهجمات الإرهابية داخل إسرائيل. وانضم إلى جبارين سهيل الهندي، عضو المكتب السياسي لحماس والمتحدث الرسمي باسمها في تركيا. والجدير بالذكر أن المدينة تُعد أيضًا مقرًا لنائب رئيس المكتب السياسي لحماس، خليل الحية، الذي استُهدف في غارة الدوحة، مما يجعلها موقعًا رئيسيًا لعمليات الموساد المستقبلية".

وتابعت الصحيفة، "يمتلك الموساد في عصرنا الحالي ترسانة أسلحة أوسع بكثير من تلك التي كانت لدى نظرائه في سبعينيات القرن الماضي، وقد يلجأ إلى إعادة تنفيذ عملية غضب الله، مستخدمًا وسائل فتاكة لبث الرعب في قلوب أعدائه، مع كل ما قد يترتب على ذلك من عواقب دبلوماسية. أو قد يلجأ الموساد إلى مجموعة أدوات متطورة غير قاتلة تتراوح من التدخل المالي والتخريب السيبراني إلى العمليات النفسية والحرب القانونية بينما يجعل حياة عملاء حماس في أوروبا والشرق الأوسط جحيماً لا يطاق".

وختمت الصحيفة، "أينما اختارت إسرائيل أن تكون الجبهة التالية في صراعها مع حماس ومهما كانت الوسائل التي تمتلكها فإن الحرب ستصبح عالمية".

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا