لحضور البخاري في ذكرى البشير دلالاته...هذا لبنان الذي نريد!
لم تكن الذكرى الـ 43 لاغتيال رئيس الجمهورية بشير الجميل في بيت الكتائب في الأشرفية في 14 ايلول عام 1982، عادية ، ولا مجرد استذكار لرجل خاض اشرس المعارك دفاعاً عن حلم آمن به حتى الشهادة، بناء دولة سيدة حرة مستقلة على مساحة 10452 كلم²، ومثله كثر ممن اغتالتهم ايادي الشر المجرمة الرافضة ان ترى لبنان دولة بالمعنى التام للكلمة. فذكرى بشير الحلم لم تغب عن قلوب محبيه من ابناء الوطن وعلى مساحته من مجمل الطوائف، انما اتسمت بطابع استثنائي هذا العام فرضته المتغيّرات السياسية والتحولات الجذرية في المشهدين الاقليمي والمحلي، اعادت احياء الحلم بتحقيق الوعد، وبلوغ لحظة الدولة القوية، من دون دويلات تسلبها حقها في تقرير المصير وتسرق من ابنائها احلامهم وطموحاتهم.
حبر كثير سال في مجال الحديث عن بشير القائد والزعيم الرمز هذه السنة، من رأس الدولة حتى اصغر مسؤول فيها، حتى سأل كثيرون عن سبب هذه الاستفاقة بعد اربعة عقود ونيف من الزمن، فجاءهم الجواب من الاشرفية، ومن ساحة ساسين بالذات حيث اقيم الاحتفال ومن مضمون كلمة نجل الرئيس الشهيد: " كل المحور الذي كان مسؤولا عن اغتيال بشير، واغتيال مفهوم الدولة الذي كان يريده، واغتيال شعب بأكمله... سقط! أصبح في مزبلة التاريخ. والذي زرعه بشير في قلوبنا اعطى مفعوله اليوم".
هذا في المضمون، اما في الشكل فثمة ما استوقف المراقبين السياسيين في احتفال الاشرفية، وتمثل بحضور السفير السعودي وليد البخاري. حضور له رمزيته في مناسبة مماثلة، شكلا وتوقيتاً. اذ تقول مصادر سياسية مطلعة لـ"المركزية"، بمعزل عن طبيعة الدعوة الموجهة الى السفير البخاري، فإن مشاركته شخصياً، فيها ما يكفي من الدلالات الى ما تتطلع اليه المملكة في لبنان، وهي بالمختصر دولة بشير الجميل. وجَّه البخاري رسالة دعم الى كل لبناني يريد اعادة بناء دولة لبنان الحرة المتحررة من اي شروط او قيود يفرضها هذا الفريق او ذاك، كما من الارتهان لأي دولة في الخارج، خصوصا تلك التي ما زالت تسعى حتى اليوم، على رغم كل ما مُنيت ومُني به فريقها من خسائر، الى استخدامه ورقة على طاولة مفاوضاتها مع الغرب لتحصيل مكاسب على حساب لبنان وشبابه واهله وازدهاره ونهضته.
نعم، تضيف المصادر، لا تنفك المملكة العربية السعودية تدعم توجه لبنان الدولة. وهي، على رغم التحولات الاستراتيجية في مجال تعاطيها مع الخارج منذ وصول ولي العهد الامير محمد بن سلمان، الذي اقفل حنفية الهبات من دون مقابل، ما زالت تريد لبنان القوي المتألق، ومستعدة لمواكبة نهضته وتحقيق حلم بشير الجميل، إن استمرت السلطة في تنفيذ قراراتها الجريئة من دون مواربة او مسايرة. وحينما تنجز المهمة وتستعيد زمام المبادرة كاملة، ستقدم السعودية الى جانب دول مجموعة الخماسية كل دعم ممكن، وتساهم في الهبات من خلال المؤتمرات التي تنظمها فرنسا وغيرها من الدول الصديقة لانتشال لبنان من وحول اغرقته فيها الدويلة وممارساتها.
لحضور البخاري المناسبة اهميته، وللقارئين في ابعاد الحضور مجالهم للتبصر والتمعن في ما تريده المملكة وفي دورها المستقبلي في لبنان.
المركزية- نجوى أبي حيدر
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|