عربي ودولي

"دفاع مشترك" باكستاني - سعودي... خطوة أولى في مشوار قنبلة نووية جديدة؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

بعد نحو أسبوع من ضربة إسرائيلية نُفِّذَت في الدوحة، واستهدفت قادة من حركة "حماس" فيها. وبعد مرور يومَيْن من انعقاد قمة عربية - إسلامية في العاصمة القطرية أيضاً، دعت الى مراجعة العلاقات الديبلوماسية والاقتصادية مع إسرائيل، وقّعت السعودية اتفاقية للدفاع المشترك مع باكستان.

من "المُعتدي"؟

ما رشح عن الورقة هو أنها اتفاقية للدفاع الاستراتيجي المشترك من ضمن سعي البلدَيْن لتعزيز أمنهما، وتحقيق الأمن والسلام في المنطقة والعالم. وهي تنسجم مع روابط الأخوّة والتضامن الإسلامي. كما تهدف (الاتفاقية) الى تطوير جوانب التعاون الدفاعي بين إسلام آباد والرياض، وتعزيز الردع المشترك ضد أي اعتداء، فيما تمّ التأكيد أنها تنصّ على أن أي اعتداء على أيّ من البلدَيْن هو اعتداء على كلَيْهما.

ومن جهته، اعتبر وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان أن بلاده وباكستان تقفان صفّاً واحداً في مواجهة المُعتدي، دائماً وأبداً.

فمن هو "المُعتدي" الذي تحدّث عنه المسؤول السعودي؟ وهل هو مشترَك بين باكستان والسعودية؟ أين؟

كيف؟

وهنا، نسأل أيضاً، ماذا لو هاجمت الهند مثلاً، المنشآت النووية الباكستانية؟ هل ستتحرّك السعودية للدفاع عن باكستان بقصف الهند؟ أو بالتخلّي عن علاقات ومصالح كثيرة مشتركة تجمعها بها؟ وماذا لو اندلعت مواجهات بين الجيش الباكستاني وجماعات إيرانية مسلّحة مثلاً؟ هل ستقصف السعودية في تلك الحالة الأراضي الإيرانية؟

وماذا لو قام الحوثيون مستقبلاً، أو إيران، أو إسرائيل، أو أي جهة أخرى... باستهداف الأراضي السعودية مثلاً؟ هل ستتحرك باكستان وتقصف إسرائيل أو إيران أو اليمن أو في دول أخرى؟

سلاح نووي؟

وماذا لو كان الهدف الأبْعَد من الاتفاقية، هو توفير مظلّة لمزيد من الاستثمار السعودي في البرنامج النووي الباكستاني؟ وربما لحصول الرياض على قدرات نووية عسكرية في مدى بعيد؟

فالمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي حذّر مؤخّراً من خطر اتّساع دائرة الدول النووية، وتحدث عن أن العالم قد يشهد في المستقبل صعود ما بين 20 و25 قوة نووية، لافتاً الى تزايُد ما وصفه بـ "العطش" الى السلاح النووي لدى دول عدة.

وأعرب غروسي عن قلقه من أن قادة عدة دول أعلنوا صراحةً عن رغبتهم في امتلاك أسلحة نووية، رافضاً الدخول في لعبة ذكر الأسماء، ومؤكداً أن هذه الدول مهمة في آسيا، وآسيا الصغرى، ومنطقة الخليج الفارسي، مشدّداً على خطورة ذلك على مستوى العالم.

تحصين...

أوضح الخبير الاستراتيجي والعميد المتقاعد حسن جوني أنه "من الضروري أولاً توضيح كافة بنود تلك الاتفاقية، لأن هذا النوع من الاتفاقيات قد يتضمّن في العادة بعض التفاصيل التي تختلف بين معاهدة وأخرى. فعلى سبيل المثال، يمكن لتلك المعاهدات أن تكون واسعة الى حدّ يصل الى اعتبار أي اعتداء على دولة بمثابة اعتداء على الدولة الأخرى، ويُلزم الجميع بالمشاركة في أي عمل عسكري. فيما يمكنها أن تكون أيضاً اتفاقيات دفاع مشترك للتعاون العسكري وتبادل الخبرات العسكرية. وبالتالي، تتحرك بنود الالتزام والاشتراك بالدفاع المشترك بين مستويَيْن، بحسب نوع الاتفاقية".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "باكستان دولة نووية، وهي بحال نزاع تاريخي مع الهند بشأن كشمير. وأمام هذا الواقع، هل تُلزم الاتفاقية الجديدة السعودية بالدخول في حرب، إذا تعرضت باكستان لحرب أو لهجوم هندي؟ لا بدّ من انتظار الكثير من التوضيحات قبل أن نفهم البنود التي وُقِّعَت الاتفاقية على أساسها".

وأضاف:"لا شكّ في أن ربط السعودية وباكستان بمعاهدة دفاع مشترك، له أبعاده وتأثيراته. فهي أتت بعد استهداف إسرائيلي لقطر، وهي دولة عضو في مجلس التعاون الخليجي، الذي يضمّ السعودية أيضاً، وهو مجلس ترتبط دوله بمعاهدة دفاع مشترك في ما بينها أيضاً. وبالتالي، أي عدوان على أي دولة من هذا المجلس، هو بمثابة عدوان على جميع دوله، ويتوجب عليها كلّها أن تدافع. ومن هنا، قد يكون هدف السعودية من الاتفاقية، وهي الدولة الأكبر بين دول مجلس التعاون الخليجي، هو تمتين وتحصين موقفها الدفاعي".

أميركا؟

ولفت جوني الى أن "باكستان والسعودية هما دولتان إسلاميتان تنتميان الى المذهب نفسه. فهل ستؤسّس المعاهدة لتكتُّل معيّن تحت عنوان ديني في المنطقة مثلاً؟ كما أن الاتفاقية تطرح مسألة السلاح النووي الموجود في باكستان، ومدى استفادة السعودية من القدرات النووية الباكستانية بموجب هذه المعاهدة. وهنا، يتوجب توضيح تفاصيل إضافية حول الاتفاق. فهل سيكون مطلوباً من باكستان كدولة نووية، أن تساند السعودية بكل أنواع الأسلحة، بما فيها النووية، إذا تعرّضت (السعودية) لهجوم؟ وهنا نتحدث عن المساندة النووية على سبيل التهديد، لأن استعمال السلاح النووي في العالم هو للتهديد فقط، وليس تنفيذياً".

وقال:"لا بدّ من النظر الى تلك المعاهدة من زاوية أميركية أيضاً. فكيف ستنظر الولايات المتحدة الأميركية إليها، خصوصاً أن السعودية والخليج العربي يتمتّعان بمظلّة أمنية أميركية، ويمكن للاتفاقية السعودية الموقّعة مع باكستان أن تكون تلويحاً خليجياً مُحتَمَلاً ببَدْء البحث عن شراكات أمنية أخرى، بعد اعتداء إسرائيل على قطر. وقد يصل هذا البحث الى الصين ربما، في يوم من الأيام".

وختم:"هذا هو الاستثمار في التنافس الدولي. فعندما يكون العالم بحالة تنافس، يمكن لدولة أو لمجموعة دول أن تلعب على التناقضات، وأن تستفيد منها بهذه الطريقة".

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

 

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا