الاعترافات تتسارع.. هل يفتح العالم الطريق لقيام دولة فلسطين؟
مخازن سلاح في وحدات سكنية.. "حزب الله" يتمرد على إيران ويعيد التموضع
أسقطت إسرائيل منشورات على قرية "ميس الجبل" في الجنوب اللبناني أمس الأحد، حذرت فيها من السماح لميليشيا "حزب الله" باستئجار وحدات سكنية في القرية.
وكشف موقع "نتسيف" العبري أن توزيع المنشورات جاء على خلفية معلومات استخباراتية، تؤكد شروع ميليشيا "حزب الله" في التمرد على إيران وإعادة تموضع صفوفها، وتحويل وحدات سكنية في قرية "ميس الجبل" إلى مستودعات لتخزين الأسلحة.
وبينما لم تلتئم جراح سكان القرية وغيرها من قرى الجنوب اللبناني بعد الحرب الأخيرة، يصر جناح الحزب العسكري في الحزب على إعادة تعميق تواجده المسلح، وهو ما طرح علامات استفهام حول مستقبل الجنوب اللبناني، وحدود المواجهة بين الحرب الباردة والنيران المستعرة التي تلتهم يوميًا مواقع حزب الله وعناصره.
وتشير تحليلات إسرائيلية إلى أن إسقاط المنشورات على قرية "ميس الجبل" أمس الأحد، لا ينطوي فقط على حرب إسرائيلية نفسية، وإنما يعكس مدى إصرار ميليشيا "حزب الله" على مواصلة نشاطها المسلح جنوب نهر الليطاني، وفي المنطقة التي يُفترض خلوها من سلاح الحزب، وفق القرار 1701.
وتثير هذه المعلومات قلقًا لدى سكان جنوب لبنان عمومًا، لا سيما في ظل تنامي الشعور بتحول قراهم إلى جبهة قتال دائمة، وخاصة بعد الهجمات الأخيرة على القرى المحيطة بمدينتي صور والنبطية. لكن السكان يمتنعون عن رفع أصواتهم خوفًا من أساليب الترهيب والإغراء في بعض الأحيان، التي تمارسها عناصر الميليشيا هناك.
رفض وصايا إيران وضغط الجناح العسكري
ووفقًا لتسريبات نشرها الموقع العبري، تمارس إيران ضغوطًا على "حزب الله" لـ"تليين موقفه إزاء قضية حصرية السلاح على الدولة اللبنانية"، لكن جناح الحزب العسكري، يرفض أي تنازلات، مصرًا على ضرورة الحفاظ على ما يصفه بـ"سلاح المقاومة" كضمانة وجودية ضد إسرائيل.
وتجلى هذا التناقض في الخطاب الأخير، الذي تلاه أمين عام الحزب نعيم قاسم، وتضمن طرح مبادرة إقليمية إيجابية، لكنه اشترط في مقابلها استمرار امتلاك حزب الله للسلاح، وهو ما فسرته دوائر سياسية في بيروت بـ"انعكاس مباشر لضغط الجناح العسكري لحزب الله".
وفي العمق، تؤشر منشورات بلدة "ميس الجبل" على تجذر صراع أوسع على النفوذ؛ فبينما تستخدم إسرائيل "الحرب النفسية" لتقويض حضور حزب الله بين السكان، تسعى الميليشيا في المقابل إلى ترسيخ وجودها العسكري والأمني على الرغم من الضغوط الدولية والإقليمية.
وبين الضغوط الإيرانية لتهدئة الصراع، ورفض الجناح العسكري منع نفسه من امتلاك الأسلحة، يبدو أن الجنوب سيبقى منطقة اختبار دائمة لتوازن القوى، ليس فقط بين "حزب الله" وإسرائيل، وإنما بين الجناحين السياسي والعسكري في الحزب.
ويجسد مشهد "ميس الجبل" واقع المعضلة اللبنانية الإقليمية: قرى منكوبة تسعى للأمن وإعادة الإعمار، وإسرائيل تُمارس ضغوطًا عبر المنشورات والقصف، وميليشيا حزب الله تصر على بقاء فاعلياتها العسكرية في كل زاوية من زوايا الجنوب.
وبين منشورات الطائرات الإسرائيلية، وخطابات منابر "حزب الله"، يبقى السؤال مطروحًا: هل يسير الجنوب اللبناني نحو الهدوء، أم نحو انفجار جديد، لن يحسمه سوى قوة السلاح؟
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|