رعد: حرب الإسناد كانت أصوب القرارات.. وهذا ما نطمح إليه سواء مع السعودية أو مع غيرها
حنكش: لا أحد أقوى من الدولة وعلى نعيم قاسم أن يدرك أنه لا يملك صلاحية مخاطبة الدول
استنكر عضو "كتلة الكتائب النيابية"، النائب الياس حنكش الاعتداء الإسرائيلي على بنت جبيل أمس، وقال في حوار ضمن "بالعمق" مع الإعلامية ندى اندراوس: "كل الصلوات والأسف، وندين بشدة هذه التصرفات من عدو لا يعرف ولا يميّز"، لافتًا إلى أننا نتحدث عن عائلة من خمسة أفراد، من بينهم ثلاثة أطفال، وهذا إجرام فوق الإجرام، وتوقيته بالتأكيد ليس بريئًا".
ولفت إلى أن "الإسرائيليين يتعاملون مع لبنان وكأنهم لا يريدون منحه أي فرصة، مؤكدًا أننا نتحدث مع آلة قتل لن تترك أي فرصة للبنان للنهوض ويكون حيث يجب أن يكون، ويعمل داخليًا كما ينبغي، ويبحث عن نقاط التقاء داخلية لتدوير الزوايا نظرًا للتفاوت بين المكوّنات اللبنانية، وأردف: "أتحدث بشكل خاص عن تصريحات حزب الله التي وصلت إلى سقفٍ عالٍ جدًا."
أضاف: "من وقتٍ لآخر، تتوالى الاعتداءات التي تكون في بعض الأحيان أكثر فظاعة من تلك التي وقعت خلال الحرب بين حزب الله وإسرائيل"، مشددًا على ان ما حدث بالأمس لا يمكن السكوت عنه.
وعن تصريح رئيس الجمهورية الذي قال: "لسنا اليوم في زمن الحديث عن السلام"، وصف حنكش التصريح بأنه في مكانه فلا يوجد سلام مع وجود الدماء، لا يوجد سلامٌ فوق دماء أطفالنا، وهذه رسالة يجب أن يفهمها الإسرائيليون، كما يجب أن يفهمها المجتمع الدولي بأسره.
وأكد أن هناك إرادة لبناء الدولة، ولكن بناء الدولة لا يكون من دون حصرية السلاح. لكن هذا لا يعني أننا نعطي إسرائيل المجال للاستمرار في إجرامها.
وعن السماح لإسرائيل بمتابعة جرائمها، قال حنكش: "برأيي، لا تحتاج إلى أحد، فهي لا تمتلك رادعًا، و"نتنياهو" لا يصغي لأحد وحتى الولايات المتحدة لا تستطيع تهدئة الأمور بعمق. وفي كثير من الأحيان، نشعر أن هناك نوعًا من المونة الإسرائيلية على الأميركيين، لأن ما وصلنا إليه الآن، كان يمكن للأميركيين أن يتدخّلوا لمنعه، وكان يمكنهم أن يعطوا رئيس الجمهورية، وكل الفرقاء السياسيين – ومن ضمنهم نحن – دعماً واضحاً في موضوع حصرية السلاح، لكن قبل ذلك، لا بدّ من خطواتٍ تُظهر حسن النوايا في مكانٍ ما، معتبرًا ان على المجتمع الدولي أن يُدرك أن نوايا إسرائيل سيئة، ولكن في الوقت ذاته، لا بد من خطوات مقابلة، وأضاف: "نحتاج إلى رُزمة متكاملة، وهناك تأخير من جانبنا، مشيرًا إلى أننا لا نقول إننا قمنا بواجبنا بالكامل وننتظر منهم ليس هذا هو موقفنا، ولكن أيضًا، لا يجوز تبرير كل هذه الاعتداءات."
وتابع: "أنا لا أتحدث عن الإجرام فحسب، فالإجرام جريمة، ويجب إدانته على أعلى المستويات، وأعتقد أن رئيس الجمهورية اليوم يلعب دورًا كبيرًا في الضغط على المجتمع الدولي في هذا الموضوع"، لافتًا إلى أن "هذه الجريمة وقعت في توقيت خبيث، قبيل كلمة رئيس الجمهورية في الأمم المتحدة".
وعن قول المبعوث الأميركي توم براك بأن الوضع في لبنان خطير، قال حنكش: "لا أعلم. أنا أعمل وفق مصلحة بلدي، لا يهمني الأميركيون، ولا الفرنسيون، ولا الإيرانيون، ولا يهمني أحد، ففي نهاية المطاف، علينا أن نبدأ بالتصرف وفق مصلحة وطننا"، وأردف: "كفى أن ندخل كل مرة في نوايا الآخرين."
وأشار إلى أن الولايات المتحدة تسعى لمصلحتها، وإسرائيل كذلك، ونحن أيضًا يجب أن نعمل وفق مصلحتنا، مذكّرًا بأنه قبل أن يأتي "توم باراك"، أو "هوكشتاين"، أو "أورتيغاس"، أو الأميركيون، نحن نواجه منذ ثلاثين سنة مسألة السلاح المتفلت خارج الدولة اللبنانية، جازمًا بأن هذا الموضوع ليس مطلبًا أميركيًا، بل هو مطلب لبناني، نتحدث عنه نحن – حزب الكتائب – والمعارضة، و14 آذار.
وشدد على أنه لا يمكن بناء دولة، معتبرًا أنها تقف على أرض غير صلبة بسبب السلاح الخارج عنها.
وإذ اكد أن هناك تعدّيًا من جانب إسرائيل، شدد على أننا جميعنا نقف خلف الجيش اللبناني، ليردّ هذا التعدي، ويكون رادعًا لإسرائيل، مردفًا: يقال إنه غير قادر؟ نعم، غير قادر، لكن ما يقوم به رئيس الجمهورية اليوم، هو محاولة لتمكين الجيش اللبناني، من حيث العتاد، والعديد، ومن حيث الدعم الإقليمي، من السعودية وغيرها، ليكون هذا الجيش موضع إجماع من كل اللبنانيين، مضيفًا: "أي خطوة سيقوم بها الجيش في موضوع ردع إسرائيل، سيقف جميع اللبنانيين خلفها."
وأكد حنكش أنه لا يمكن لميليشيا أن تجرّ البلد بأكمله إلى حرب، دون حساب، فقد دمّرت كل شيء، ولم تحقق شيئًا، ثم تعود لتقول: "هذه نقاط قوة!" ليست نقاط قوة، بل نقاط ضعف، فقد جرّت لبنان إلى معركة لم يتمكّن من الخروج منها، ولا حتى حزب الله استطاع الخروج منها، من اغتيالات قياداته، إلى الانفجارات، إلى الدمار الذي حصل في الجنوب... فلدينا 40 بلدة مُحيت تمامًا، ولا قدرة على إعادة إعمارها، ولا قدرة على ردع إسرائيل، ولا قدرة على تحقيق توازن رعب، ولا قدرة على محو إسرائيل، ولا شيء من هذا تحقق.
وأوضح أنه قبل أن يبدأ حزب الله بحرب الإسناد، لم تكن هناك خمس نقاط محتلة، اليوم مشكلتنا في هذه النقاط الخمس، بعيدًا عن موضوع الأسرى، ثم نأتي لنقول: لا، يجب أن يحتفظ حزب الله بسلاحه؟!
وتابع: "لا أعلم إن كان هذا الأمر تمويهًا أن الأمين العام لحزب الله يرغب في فتح صفحة جديدة مع المملكة العربية السعودية، التي أساؤوا إليها بكل سياساتهم الخارجية، في وقتٍ كان حزب الله يُمسك بوزارة الخارجية، إما عبره مباشرة، أو عبر حلفائه كـ "التيار الوطني الحر" وغيرهم. لقد أساؤوا إلى علاقتنا مع السعودية التي تُشكل 30% من صادراتنا اليوم، فلا الخضار ولا الفواكه يمكنها الوصول إليها، ولا صناعاتنا الغذائية وغير الغذائية. لقد أوقفنا التعامل مع أكبر سوق لنا! هذه السوق تمثل الجزء الأكبر من مجمل صادراتنا. والسبب؟ الكبتاغون، وسوء إدارة علاقتنا معهم، والشتائم، والتهديدات، والتصريحات والخطابات ضد المملكة.
وأوضح أن حزب الله ليس كيانًا رسميًّا أو دولة، لكي يقرر فتح صفحة مع السعودية، فهو مَن أوصلنا إلى ما نحن فيه اليوم من تدهور. فليطمئن، لقد أصبح في لبنان دولة، وهذه الدولة هي التي تقرر كيفية إدارة علاقاتها مع الدول الصديقة، وهو ليس في موقع أو مكان يسمح له بفتح صفحة أو إغلاقها، داعيًا إياه إلى أن يلتزم بالسقف الوطني اللبناني، الذي لا يستطيع أن يتصرّف خارجه.
أضاف: "إذا اختلف حزب الله مع المملكة، فليذهب ليحلّ مشكلته في مكان آخر."
وأوضح أنه حين يزور وفد سعودي لبنان، أو حين تكون هناك أي علاقة بين لبنان والسعودية، يجب أن تتم مع الجهات الرسمية والسياسية اللبنانية. ويجب على حزب الله أن يقتنع أنه كغيره، لا يقرّر وحده فتح مبادرات مع السعودية، فالدولة هي مَن تقوم بذلك، مشددًا على ألا أحد منا يحتلّ مكان الدولة. وعندما يزورنا موفدون فرنسيون، أو سعوديون، أو إماراتيون، أو قطريون، نحن نحافظ على علاقات مفتوحة معهم، وهذا جزء من عملنا. وأنا شخصيًا جزء من هذه المنظومة السياسية والحزبية في البلد. فمن الطبيعي أن نمدّ يدنا لمن نشاء.
وتابع: "وشدد على أنه لا يمكن لحزب الله أن يقوم بمبادرة ويخاطب دولة فمن هو حتى يخاطب دولة؟ هو ليس دولة. يجب أن يقتنع بأنه ليس دولة، بل حزب مثل غيره، موضحًا أن فتح صفحة جديدة يتم من ضمن الدولة، عبر القنوات الدبلوماسية، وبالطرق الرسمية.
واعتبر ان هذه ليست "دكّانة" يفتحها أو يغلقها نعيم قاسم أو غيره، لافتًا إلى أن هذه المغامرات كلّفتنا كثيرًا، وأوصلتنا إلى ما نحن عليه الآن ولبنان لا يستطيع أن يستمر بهذه الطريقة.
وأكد انه لا يمكن لكل طرف أن يفتح "دكّانة" سياسية خاصة به. فقد صار كل فريق محسوبًا على طرف خارجي، هذا محسوب على قطر، وذاك على السعودية، وآخر على الولايات المتحدة، وغيرهم على إيران... كيف يعقل ذلك؟
وشدد على انه يجب أن نكون جميعًا محسوبين على الدولة اللبنانية فقط ويجب أن تمرّ العلاقات عبر الدولة، سواء رأينا السفراء أم لم نرهم، فهذا أمر طبيعي.
وأوضح: "أنا من بين النواب الذين جالوا على تسع عواصم، حين لم تكن هناك انتخابات، وكانت الحرب قائمة، جُلنا على تسع عواصم وكان لدينا وفد نيابي كبير يمثل غالبية أحزاب المعارضة وهذا أمر طبيعي، بل هو من واجباتنا لكن ما ليس طبيعيًا هو أن نعتقد أننا نمثّل الدولة، ونقرّر من نفتح معه صفحة، ومن نغلقها في علاقات لبنان الخارجية.
وأكد ألّا أحد غير الدولة يُقرّر إعادة العلاقة مع السعودية، مشيرًا إلى أن من أفسد هذه العلاقة هم أولئك الذين هرّبوا الكبتاغون، والذين أساؤوا في إدارة العلاقة معها.
وردًا على سؤال، أشار إلى أننا لسنا دولة، بل حزب سياسي، ومكوّن لبناني، نتعامل مع المجتمع الدولي ضمن هذه الصفة، نحن نوصل صوتنا. أما أن يقرّر حزب الله أن يفتح صفحة ويخاطب دولة، فهذا أمر مرفوض.
وأضاف: "لقد وصلنا إلى مرحلة باتت فيها إيران تتفاوض باسم حزب الله وعلى حسابه وحزب الله أصبح ورقة من بين أربع أوراق تمسك بها إيران: اليمن، العراق، سوريا، ولبنان"، لافتًا إلى ان هذه الأذرع الأربع كانت تُستخدم كأوراق ضغط عسكرية تخريبية في المنطقة أما اليوم، فقد تغيّر المشهد.
وأعرب عن اعتقاده أن الجميع بات يعلم أن ما يسمّونه "الشيطان الأكبر" أي أميركا هو الطرف الذي تتفاوض معه إيران حاليًا، هم من يقولون "الموت لأمريكا"، ولكنهم في الوقت ذاته يجلسون إلى طاولة المفاوضات معها وبحسب تقديري، فإن إيران، في خضم الحرب، قامت بـ"بيع" حزب الله وكل المسرحيات التي رأيناها – القصف، والصواريخ، وما شابه – لم تكن بمستوى التهويل الذي روّجوا له هم ظنّوا أنه، ما دامت إيران تقف خلفهم، فسيدخلون إلى الجليل! لكن تبيّن أن إيران تبيع وتشتري،وأنها ليست على استعداد أن تخوض مغامرة كبرى.
ولفت إلى أنه ثبت أن إيران هشة، وحزب الله، ذلك التنظيم الحديدي الذي أُلصق في أذهان اللبنانيين، والذي خضعوا له عبر غسل أدمغة وبيع أوهام على مدى 30 سنة، تبيّن أنه ليس كما صُوّر، مذكرًا بانه لم يكن هناك مراكز إيواء للناس، ولا
مستشفيات قادرة على استقبال الجرحى، بل في ذروة العملية الأخيرة، كان أمينه العام يناشد وزير الصحة لكي تتحمّل مستشفيات الدولة عبء الإصابات!
وجزم بألا أحد فوق الدولة وعلى نعيم قاسم أن يدرك أنه ليس فوق الدولة فهو ليس من يملك صلاحية مخاطبة الدول، هناك وزير خارجية، ورئيس جمهورية، ورئيس حكومة، وهم من يتولّون إدارة العلاقات مع الدول هنا أصل المشكلة، مشيرًا إلى أنه إمّا أن نتقدّم خطوات حقيقية في موضوع السلاح، أو نظل في حالة مراوحة.
لفت إلى انه قد يتم طرح السؤال: "كيف نسلّم السلاح بينما إسرائيل تعتدي؟" لكننا نسأل بدورنا: "هل تمكن حزب الله من ردع إسرائيل عن هذه الاعتداءات؟" وأضاف: "اليوم، إذا قالت الدولة لحزب الله: " أنا غير قادرة على التصدي، فاذهب أنت وتصدَّ لإسرائيل"، ماذا يستطيع أن يفعل؟"
وسأل حنكش: "حتى في أوج قوته، وفي ذروة ما يسميه جمهوره "العز"، ماذا حقق حزب الله؟" وأردف: "لا أتحدث هنا من باب الشماتة أو السخرية، بل من منطلق موضوعي بحت، اليوم، ماذا يستطيع حزب الله أن يفعل في مواجهة المجازر المقبلة؟ وماذا يستطيع الجيش اللبناني أن يفعل، وهو في حالته الراهنة؟" ولهذا السبب، يجب أن نُدرك أن هناك أكثر من طريقة لصد هذه الاعتداءات، والطريقة المثلى قد تكون مختلفة عمّا نمارسه حاليًا، علينا أن نجرب شيئًا آخر، كالضغط الدبلوماسي، وكما يفعل اليوم رئيس الجمهورية من خلال حشد الدعم الدولي. لهذا، يجب على حزب الله أن يُدرك هذه الوقائع وأن يفهم أن مشروع الدولة هو الأوْلى، وأن زمن المغامرات الفردية قد ولّى.
وذكّر أننا كحزبٍ، كان لدينا سلاح، ووقفنا في وجه مخططٍ لإعطاء لبنان دور وطن بديلٍ للفلسطينيين، واستطعنا أن نردع هذا الأمر، وطريق القدس لم تمر بجونية.
وسأل: "ألا يقوم حزب الله بالموازنة بين الربح والخسارة؟"
وأشار إلى ان حزب الله بعد أن رفع السقف قائلاً إننا لن نسلّم السلاح، ما الذي حقّقه بذلك؟ وتابع يسأل: "أين إيران أين؟ وأين النظام السوري ؟ ولماذا الحدود سائبة؟ كيف ذلك؟
وشدد على ان هذه الاعتداءات تُردّ بالضغط الدبلوماسي، وما يمارِسُه رئيس الجمهورية في هذا السبيل، وقال: "أنا مقتنع بأنه لا توجد قوة اليوم، ولو على نطاقٍ محدود، في المنطقة، تستطيع أن تقف في وجه القوة العسكرية الإسرائيلية، مشيرًا إلى أن التفوق التكنولوجي لديهم متقدّم مئة سنة إلى الأمام. ونحن ليس معنا ليرة لشراء سلاحٍ مقابل ذلك.
أضاف: "اليوم، إسرائيل دخلت بثروتها التكنولوجية الضخمة، باستثمارات تقارب 539 مليار دولار، من خلال الابتكارات التقنية، وهي من بين الدول الأكثر تقدّمًا في هذا المجال بالعالم. ينبغي أن نفهم أنه لا العتاد وحده، ولا العتيد، ولا الأيديولوجيا هي التي تُكسِب في الحرب اليوم، الحرب اليوم حربُ تكنولوجيا.
ودعا إلى النظر إلى عملية "البيجر" التي قاموا بها بهذا التفوُّق الواضح، وشدد على ان علينا أن نكون منطقيين، وأن نرجع بلبنان إلى الفضاء الدبلوماسي، لننال احترام الدول في المجتمع الدولي، من أصدقاء تاريخيين في المنطقة، كالسعودية، والإمارات، وقطر، والكويت وغيرهم. نعود لنستطيع أن يكون لبنان محميّةً دوليًّا ـ فهكذا تُحمى الدولة، لا بالكاتيوشا.
وسئل: "هناك شيءٌ يربطكم أنتم وحزب الله على الصعيد السياسي النيابي؟" فأجاب: " أبدًا لا شيء".
وذكّر بخطابي رئيس حزب الكتائب، النائب سامي الجميّل أثناء النهار خلال الانتخابات، والآخر في الجلسة التي تلت ذلك، ودعا رئيس حزب الكتائب إلى مؤتمرٍ وطني ليجتمع فيه اللبنانيون، ليضعوا همومهم وأبعادهم ومخاوفهم على الطاولة، وأن نبتدئ بالصراحة بعضنا مع بعض.
ورأى أن لدى حزب الله فرصة ليكون جزءًا من بناء الدولة، بشرط أن يكفّ عن التعنّت، وأن يضع نفسه على أرض الواقع، مكررًا علينا جميعًا، على اختلافنا، أن نكون مواطنين متساوين، على الجميع أن يفهم أن لا أحد أكبر من الدولة، لا الطائفة ولا الحزب.
وتابع: "دعونا ننطلق من فرصةٍ حقيقية لإعادة بناء هذا البلد. بلا أكاذيب. بلا حججٍ واهية. نعم، هناك مشكلة إيديولوجية كبيرة عند حزب الله؛ نرى الكره في وسائل التواصل؛ نرى الانقسام. لكن إذا كنّا نريد بذورَ بناء دولة، فهذه البذور يجب أن تُزرع. كنتُ أخاطب قائد الجيش منذ فترة؛ قلت له: "أريد أن أنزل إلى الجنوب"، قال لي إنها فكرة جيدة إن أمكن، ربما هناك خطر، وربما هناك غضب من السكان، لا أعلم، لكن نحن جميعًا علينا أن نستوعب حجم الدمار الهائل، ونعرف حقًّا ما معنى إعادة إعمار، وما معنى أن اللبنانيين بلا بيوت اليوم، وأن بعضهم يقيم مع أقربائه، وأن في بيتٍ واحد ستّة أشخاص بينما المفترض أن يكون هناك شخصٌ واحد أو اثنان. والناس تعاني. وكلما أصرّينا وتعنّتنا على قراراتٍ تاريخيةٍ للدولة والحكومة، كلما مددنا معاناة أولئك اللبنانيين الذين تضرّرت بيوتهم وقراهم ومؤسساتهم ومدارسهم ومستشفياتهم.
وعلى بعد أيام من الذكرى الأولى لاستشهاد السيد حسن نصرالله، ولو كان على قيد الحياة هل كانت الأمور مختلفة مع الحزب، أجاب: "لا أعرف لو كان موجودًا، ربما كان يتحلّى بحكمةٍ أكثر من الأمين العام الحالي، لأن الأمين العام اليوم، كأنه منفصل عن الواقع، كأنه يعيش في مكانٍ ما إما خارج البلاد أو تحت الأرض. وإذا كان لا يزال موجودًا، كان ليتفاعل مع الأمين العام الحالي، ليفهم الواقع.
وسأل الحزب: "اليوم، إن أتَت عشرة ملياراتِ دولار لإعادة الإعمار، فهل أنتم قادرون أن تردّوا إسرائيل من أن تخرُج وتعتدي على اللبنانيين؟
وجدّد قوله إننا أمام فرصة لبناء لبنان جديد يحمي الشيعة وغير الشيعة معًا؛ مؤكدًا أن الدولة هي التي تحمِي، لا حزب ولا يد خارجية، لا إيران، ولا غيرها.
وشدد على وجوب ألا تُؤجَّل الانتخابات، والأهم أن يقوم رئيس المجلس النيابي بواجبه، ويطرح موضوعَ التصويت للْمغتربين. وقال: "نحن رفعنا عراضاتٍ، وإذا ما طبّق قانون يُتيح لهم التصويت، فليكن ذلك بشكلٍ شفافٍ وعددٍ محدَّدٍ وواضح، لا أن يُستَغلّ هذا الموضوع لتأجيل الانتخابات. لأنهم ليسوا غيرَ موجودين، لهم الحقّ، حتى لو هجّروا من هذه الدولة، ومن تراخي الدولة في مراعاة حقوقهم."
ورأى انه كلما زاد الفساد، والرشى، والتهديد، والترغيب… كلما اتسعت الهوّة بين المواطن والدولة. لهذا أيضًا، موضوع "الميجاسنتر" مهم جدًا، وموقفنا واضح فيه.
وأشار إلى أن وزير العدل انسحب من مجلس الوزراء لأنهم رفضوا أن يضعوا موضوع المغتربين للنقاش. بالتالي، نحن ذاهبون إلى مكانٍ يصعب التراجع عنه. والضغط يجب أن يُعلَّى على هذا الأمر، وأعتقد أن رئيس الجمهورية لا يقبل أن تكون ولايته قد بدأت من خلال تأجيل استحقاق نيابي. هذا البلد عزيز، دستوره محترم، ومهله مُقدَّرة. الفراغ والتمديد لا يمكن أن يستمرا.
وشدد على وجوب أن تنظم الحياة السياسية في لبنان، وبداية ذلك وأساسه احترام المهل، وألا تؤجل الانتخابات. ليس لأسباب سياسية داخلية فحسب، بل لأننا ضحينا كثيرًا، كحزبٍ سياسي وكقوى وطنية، كي يبقى اللبناني يعيش في لبنان، يحقق أحلامه ومشاريعه، لا أن يُجبر على الهجرة.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|