عون من نيويورك لابناء الجالية: شاركوا بكثافة في الانتخابات النيابية
الحرب تقترب,,
يخيّم شبح الحرب على لبنان والمنطقة مع تسارع الأحداث وتداخل الملفات الإقليمية والدولية. فالمؤشرات السياسية والعسكرية تشير إلى أنّ الأشهر الستة المقبلة، بدءًا من أكتوبر، قد تحمل تصعيدًا نوعيًا يعيد رسم خريطة الصراع بين إيران وحلفائها من جهة، والولايات المتحدة وإسرائيل من جهة أخرى.
مصادر دبلوماسية موثوقة تكشف أنّ "حزب الله" بدأ منذ أسابيع إعادة هيكلة شاملة لقوته القتالية، تشمل تطوير ترسانته الصاروخية وبناء قدرات نوعية جديدة. السلاح يتدفّق إليه عبر خطّ إمداد يمتد من العراق مرورًا بسوريا وصولًا إلى بيروت، بتمويل وتأمين ميداني من ضباط وعسكريين تمّ استقطابهم خصيصًا لتسهيل نقل العتاد.
هذا التطوّر يشكّل رسالة مزدوجة: من "الحزب" إلى واشنطن وتل أبيب أنّه ما زال رقمًا صعبًا، ومن إسرائيل إلى إيران بأنّ أي تصعيد قد يصل إلى قلب طهران.
تزامنًا مع ذكرى اغتيال عدد من قادة "الحزب"، برزت معلومات عن حلّ "وحدة التنسيق والارتباط" بقيادة وفيق صفا، إضافة إلى إقالة مسؤولة العلاقات الإعلامية رنا الساحلي، مع تعيين شخصيات أكثر مرونة في مواقع أساسية. هذه التغييرات يُنظر إليها كمؤشّر إلى إعادة تموضع تنظيمي استعدادًا لمرحلة جديدة من المواجهة.
في المقابل، تتابع إسرائيل التقارير الشهرية التي ستصدر عن الجيش اللبناني لكنها لا تثق بها، وتعتبرها غير مفيدة لا لها ولا لحليفتها الولايات المتحدة. هذا التشكيك يُستخدم ذريعة للتحضير لضربة عسكرية جديدة، فيما تكثّف تل أبيب مناوراتها واستطلاعاتها على الحدود الجنوبية تحسّبًا لأيّ تطور.
توم برّاك، المقرّب من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قال في مقابلة مع هدلي غيمبل إنّ "الحزب يعيد بناء قوته وعلى الحكومة اللبنانية أن تعلن بوضوح أنها ستنزع سلاحه"، مؤكدًا أنّ "الحزب عدوّنا وإيران عدوّتنا، ونحن بحاجة إلى قطع رؤوس هذه الأفاعي ومنع تمويلها".
ورغم لهجة التصعيد هذه، أوضح برّاك أنّ الولايات المتحدة لن تتدخل عسكريًا مباشرة، لا عبر قواتها ولا من خلال القيادة المركزية الأميركية، ما يوحي برغبة أميركية في ترك المواجهة لإسرائيل مع تقديم غطاء سياسي ولوجستي.
يتزامن كل ذلك مع حراك دبلوماسي مكثّف حول القضية الفلسطينية. فرغم اعتراف نحو 152 دولة بفلسطين منذ 2002، لا تزال عضويتها الكاملة في الأمم المتحدة معلّقة بسبب الفيتو الأميركي في مجلس الأمن. وفي أيلول الحالي، قادت السعودية وفرنسا مؤتمر نيويورك لوضع خطة من 15 شهرًا لإقامة الدولة الفلسطينية ووقف الحرب وإصلاح السلطة، بينما أدارت ألمانيا الجلسات من دون أن تعترف رسميًا بالدولة الفلسطينية.
هذا الملف يضيف توترًا جديدًا إلى المشهد، إذ ترى إسرائيل في أي تقدّم نحو الاعتراف الدولي الكامل بفلسطين تهديدًا استراتيجيًا يتقاطع مع تصعيدها تجاه "حزب الله" وإيران.
يربط المراقبون بين هذه التطورات وبين نهاية السنة الأولى من ولاية ترامب، حيث تسعى واشنطن إلى تكريس نفسها "الراعي الوحيد لأمن الشرق الأوسط الجديد". ومع انسداد أفق التسويات الدبلوماسية، وارتفاع منسوب الخطاب العدائي، تبدو المنطقة أمام خيارين لا ثالث لهما: إما تسوية شاملة سريعة، وإما مواجهة عسكرية واسعة.
تراكم السلاح لدى "حزب الله"، التشكيك الإسرائيلي، التصريحات الأميركية النارية، والحراك الفلسطيني والدولي المتسارع، جميعها تشي بأنّ الحرب باتت احتمالًا جديًا وليس مجرد تهويل سياسي. وإذا بقيت الظروف على حالها، قد تتحوّل الأسابيع والأشهر المقبلة إلى مرحلة مفصلية تحدد شكل الشرق الأوسط لعقود قادمة.
ناديا غصوب-نداء الوطن
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|