الصحافة

كليشيهات الـ "إستيذ" وسلوغونات الـ "بك"

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

"أخشى على اللبنانيين الاختناق من شدة العناق" من أجمل شعارات صائب بك التي طلع فيها أوّل ثمانينات القرن الماضي، وشرط تحقق هذا العناق العاطفي ألّا يلعب فينا الغريب. في ذاك العقد حصلت حرب الجبل، فهجّر الدروز أحبّاءهم المسيحيين لنحو عقدين. كان للغريب يد في تلك الحرب. وقاد رئيس حركة "أمل" باقتدار انتفاضة 6 شباط المبهرة فتهجّر مسيحيو الضاحية إلى المنطقة الشرقية. لم يلحظ المؤرّخون دورًا لليد الأجنبية في تلك الانتفاضة المجيدة كما أن حرب الإخوة التي دامت لنحو ثلاثة أعوام حاصدة مئات الضحايا لم تكن سوى مواجهة ديمقراطية بين شيعة الأسد وشيعة الخميني، ولا ننسى أن الإخوة المسيحيين أحبوا بعضهم جدًا في سنتين من أروع أيام الجنرال.

الرحمة لروح صائب بك ولسلوغوناته الجميلة المدغدغة للمشاعر الوطنية وأطال الله بعمر من نقر نافوخنا بثلاثية "الجيش والشعب والمقاومة" وفرضها على كل البيانات الوزارية. بطش العدو بالمقاومة وشعب المقاومة ولا يزال نواب "الثنائي الشيعي"، دون سواهم، يتغرغرون ويتمضمضون بتلك المعادلة الصدئة.

في الأمس القريب، أصدر رئيس البرلمان بيانًا في "الذكرى السنوية الأولى للعملية العدوانية الإسرائيلية على لبنان" لوهلة يُظنّ أن صاحب الدولة "ملخبط" بالتواريخ. فهل بدأت الحرب في 7 أكتوبر 2023 أو في 23 أيلول 2024؟ وهل كانت حرب الإسناد مناوشة و"مناغشة" وحوارًا وجدانيًا بين حبيبين ثم تحولت إلى حقد وإجرام؟

في كل الأحوال إنها ذكرى مؤلمة لهزيمة موصوفة حلت على المقاومة الإسلامية وبيئتها نتيجة حسابات خاطئة وأوهام قوة لا تخفف من كارثيتها كليشيهات "الإستيذ" كمثل قوله "أبدًا لن يكون (الجيش) حرس حدود لإسرائيل وسلاحه ليس سلاح فتنة ومهامه مقدسة لحماية لبنان واللبنانيين".

وكيف يكون الجيش حارس حدود لإسرائيل؟

أليست الحدود الشمالية لدولة إسرائيل هي الحدود الجنوبية للبنان؟ 

"إستيذنا" العزيز،

لا حفر الأنفاق تحت المنازل في الجنوب والبقاع والضاحية ولا تكديس الصواريخ والمسيرات، ولا انتشار فرقة الرضوان في الجنوب حمى حدود لبنان وحرر تلال شبعا وباقي المعزوفة. هو السلاح نفسه أضاف إلى الاحتلال احتلالًا، وإلى الانفصام انفصامًا. ورغم ذلك لا "الحزب" تعلّم في سنتين  ولا "الإستيذ" علّم.

أما بعد،

أي فتنة يخشاها رئيس مجلسنا اللمّاح وأكثر سياسيينا فطنة وحنكة؟ ليس في الأفق سوى فتنة يوقد نارها شريكه اللدود، مرة بتمسكه بسلاح عديم الجدوى، ومرة بعراضات واستفزازات ومرة بتصديه للإرادة اللبنانية والعربية والدولية؟

لا يفعل الأخ المجاهد هذه الأيام أكثر من تجميل صورة "الحزب" وتحميل الحكومة المفلسة مسؤولية إعادة إعمار ما هدمته الحرب وإطلاق الكليشيهات المكرورة والمملة عن الحوار والإعمار وخرائط الطرق كما يراها بعيني محمد رعد.

أليس صاحب الدولة من قال يومًا: "اللي طلّع الحمار عالميدنة خليه ينزلو"؟ فليفعل إذًا

عماد موسى - نداء الوطن

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا