بزشكيان: الأميركيون طلبوا أن نسلّمهم كل اليورانيوم المخصّب وهذا أمر سخيف
كارثة بيئيّة: أنهار عكار تجفّ... ونهر البردوني تتغيّر هويّته
منذ متى بدأت أزمة التّصحر في لبنان؟ لطالما تم طرح هذا السؤال، ولكن لا توجد نقطة بداية محددة لهذه الكارثة البيئية، لكنّها بدأت بالتفاقم بشكلٍ ملحوظٍ منذ عام 2000 تقريبا، نتيجة عدّة عوامل بشرية منها ومناخية، كالاستخدام غير المستدام للأراضي، الحرائق، التوسع العمراني ونقص الأمطار، ما أدّى إلى تدهور الأراضي وفقدان الغطاء الأخضر في العديد من المناطق اللبنانية.
لماذا تم طرح هذا الموضوع اليوم؟ لأنّ شحّ الأمطار يغذّي معاناة السّكان والمزارعين بشكلٍ أساسيٍ، ولأنّ فصل الشتاء سيطرق بابنا قريبا السؤال يُطرح: هل الأمطار وحدها ستغيّر هذا الواقع المرير؟
عكار العطشى... جفاف
غير مسبوق يهدّد المنطقة
يعوم لبنان على أنهار من الماء ولا يستفيد منها، لا في تخزينها لأوقات الشحّ والجفاف، ولا في توليد الطاقة (الكهرومائية) لسدّ العجز في الطاقة الكهربائية، التي يحتاج إليها لبنان في مثل هذه الأوقات. والكارثة الكبرى كانت حين أقدم تجّار الحطب على قطع مئات الأشجار الدهرية، ولم تنفع كل بيانات الإستنكار والإدانة التي أصدرتها البلديات والجمعيات البيئية ولا تصاريح المسؤولين بضرورة حماية هذه المنطقة.
وبحسب آخر المعطيات، قلّل تلوث المياه الجوفية من المصادر الموثوقة للإستخدام، وأجبر الناس على الإعتماد على الآبار التي قد تُسحب منها المياه بخمسة أضعاف المعدّل الطبيعي. كما أنّ تلوث المياه الجوفية بالمبيدات والأسمدة يضعف جودة المياه.
وبعد الحرائق التي بدأ اندلاعها في 8 تشرين الأول 2020، خسرت عكار وحدها نحو 450 هكتارا من غاباتها وأحراجها، فيما المعدل السنوي للحرائق في كل لبنان لا يجب أن تتخطى 1000 هكتار". والوضع اليوم بات أصعب لأنّ المشكلة بدل أن تزول باتت تتفاقم.
نهر البردوني يجفّ..
خسرت زحلة رئتها المائية بعد موجة التصحر التي أصابتها. وباشرت بلدية زحلة في أول مجالسها المنتخبة بعد اتفاق الطائف برفع التلوث المنزلي عن النهر تدريجيا، واستكملت الجهود عبر مصلحة الليطاني لوقف التلوث الصناعي. وعليه فقدَ البردوني حتى اليوم معظم أجزاء مجراه الممتد على طول المدينة، وما تبقّى منه سوى القطرات.
وفي المقابل، يؤكد رئيس تجمّع مزارعي وفلاحي البقاع إبراهيم الترشيشي لـ "الدّيار"، أنّ "معدّلات العام هذا كانت متدنية كثيرا، فلم نصل إلى 30% من المعدّل الماء الطبيعي، فإذا كان المعدّل 600 ملم في تل عمارة، فهذا العام لم تصل المياه إلى أكثر من 220 ملم. وفي هذه الحالة، ما من تغذية في الينابيع والأنهار ولا الآبار الارتوازية، فمن شهر 2 و3 كنّا متوقّعين أننا سنصل إلى هذه المصيبة، بالإضافة إلى آثار الحرب التي أثرت أيضا في المساحات الخضراء".
هل الأمطار وحدها ستغيّر هذا الواقع؟
الناشطة البيئية فاديا جُمعة تؤكد لـ "الدّيار" أنّ "الأمطار وحدها لا تكفي لتغيير الواقع المائي الكارثي في لبنان. صحيح أنّ فصل الشتاء يعيد تدفّق الأنهار وينعش الينابيع لفترة وجيزة، لكن جذور الأزمة أعمق بكثير من كمية المتساقطات".
أين تكمن المشكلة؟ تجيب جمعة
- "في التغيّر المناخي: باتت الأمطار أكثر تقلبا، إذ نشهد فترات جفاف طويلة تتبعها عواصف مفاجئة وغزيرة، وهذا النمط لا يسمح بتجديد مستدام للمياه الجوفية والأنهار.
- سوء إدارة الموارد المائية: غياب شبكات متطورة لتجميع مياه الأمطار، إلى جانب التسرب الكبير من شبكات التوزيع، يؤديان إلى فقدان جزء أساسي من الثروة المائية.
- التعديات البشرية: من الحفر العشوائي للآبار، إلى تلويث الأنهار بالصرف الصحي والنفايات، وصولا إلى تحويل مجاريها لأغراض تجارية وزراعية بلا رقابة تُذكر.
- تراجع الغطاء الأخضر: قطع الأشجار والتوسع العمراني ساهما في تآكل التربة، ومنعا تجدد العديد من الينابيع".
وبالتالي، تقول جمعة "حتى لو جاء الشتاء ماطرا هذا العام، فإن التحسّن سيبقى ظرفيًا وشكليًا".
الحل الحقيقي
وتابعت:" لا بدّ من إدارة مستدامة للمياه، تشمل إعادة تأهيل شبكات الشرب والري، ضبط الآبار غير الشرعية، حماية الأحواض الحرجية، وتنظيف الأنهار من مصادر التلوث وأهمها وقف تسليط الصرف الصحي على الأنهار".
وأنهت كلامها قائلةً:" الأمطار نعمة، لكنها وحدها لن تنقذنا من الأزمة، ما لم نُحسن إدارتها".
مارينا عندس - "الديار"
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|