الصحافة

الدولة و”الدويلة”… خطّان لا يلتقيان!

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

صخرة الروشة، بما تمثِّل من إرثٍ في العاصمة بيروت، لها اسمٌ آخر هو “صخرة الانتحار”. كثيرة هي حوادث الانتحار التي شهدتها تلك الصخرة، ومعظم الذين انتحروا أخذوا أسرارهم معهم وضاعت تلك الأسرار وتحلّلت في الأمواج التي تتلاطم على حجارتها.

غروب أول من أمس الخميس، مَن حاول الانتحار على صخرة الروشة، الدولة؟ أم “الدويلة”؟

الدولة اتخذت قرارًا أشبه بالقيام بـ”عملية انتحارية”، بمعنى أنها كادت أن تنتحر حتى قبل الوصول إلى الصخرة.

حزب الله، بدوره، كاد أن ينتحر لأنّه تجاوز “المنطقة الآمنة” فذهب بعيدًا في تحدّي الدولة.

صحيح أن “الحزب” يضع رئيس الحكومة نواف سلام هدفًا يُصوِّب عليه، لكنّه في حقيقة الأمر يصوِّب على الدولة بأشخاصها ومؤسّساتها، فحين ينتقد قرارات الحكومة، “يتغاضى” عن أنّ هذه القرارات اتخذها مجلس الوزراء برئاسة رئيس الجمهورية، ما يعني أنّ الدولة و”الدويلة” خطّان لا يلتقيان.

في مراجعةٍ سريعةٍ، فإنّ القرارات الكبيرة التي اتخذتها الحكومة في جلسات الخامس من آب ثم في الجلسة التي تلت، وفي جلسة الخامس من أيلول، رفضها حزب الله، ووجَّه اتهامات إلى الدولة ناعتًا إياها بأقذع النعوت، ما يعني أنّه كلّما خطت الدولة خطوة إلى الأمام تجد أن الحزب يحاول أن يعيدها إلى الوراء:

تريد الدولة حصر السلاح بيدها، أي جمع السلاح من يد حزب الله، فيأتيها الجواب: “السلاح هو بيد الأهالي، فخذوه من الأهالي”.

بمعنى آخر، حزب الله لا يريد تسليم سلاحه لأن هذا السلاح هو جزءٌ من “منظومته” القائمة على:

– الجغرافيا، بمعنى المربّعات التي يسيطر عليها سواء في الجنوب أو في الضاحية الجنوبية أو في البقاع، وحتى في بعض مناطق جبل لبنان.

– المال، حيث إن حزب الله يمتلك شبكةً ماليةً مترامية الأطراف من شركاتٍ تُشكِّل واجهة لعملياته، وصولًا إلى جمعية “القرض الحسن”.

– التربية والتعليم، حيث إن حزب الله يمتلك شبكة مدارس هي “مدارس المهدي” التي تتّبع في بعض مناهجها دروسًا تختلف عن المناهج المعتمدة.

– “جيش” بما يعني من أجهزةٍ وأسلحةٍ وجهاز مخابرات وتحقيق.

حين يتمّ الحديث عن تسليم سلاح حزب الله إلى الدولة، فهذا يعني تفكيك هذه المنظومة، لكنّ المفارقة أن “الدويلة” تعتبر نفسها “عنصرًا من عناصر القوة للدولة” التي تريد تفكيكها.

هنا اللغز الأكبر وهنا اللغط الأكبر، الدولة و”الدويلة” لا تتعايشان، فإمّا الأولى وإمّا الثانية. وفي ظلّ المعطيات الراهنة، عناصر الاستمرارية هي للدولة، وهذا ما يفسّر تخبّط “الدويلة” ومحاولتها في كلّ مرة إظهار القوة أو استعراض القوة، كما حصل أمام صخرة الروشة.

 جان الفغالي -”هنا لبنان”

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا