إيران تُعلّق على إعادة فرض العقوبات.. عراقجي: إجراءات أي دولة ضدنا ستُواجَه بـ"ردّ صارم"
دور بري كان محورياً: تفاصيل تطويق أزمة صخرة الروشة
تراجعت حدّة الأزمة السياسية بين رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام وحزب الله، على خلفية إضاءة صخرة الروشة بصور الأمينين العامّين السابقين، السيّد حسن نصرالله والسيّد هاشم صفي الدين، التي كادت أن تهدّد الحكومة. ويمكن اعتبار خطوة رئيس الحكومة بإيفاد ممثّل عنه للمشاركة في احتفال الذكرى السنوية لرحيل أميني عام حزب الله دليلاً على تسوية العلاقة وعودة الهدوء إلى خطّ السراي–حارة حريك.
يومٌ طويل من الاتصالات والمساعي ساهم رئيس مجلس النواب نبيه برّي في بلورته، وانتهى إلى صيغةٍ وسطٍ ترضي الطرفين وتطوي صفحة الخلاف، ولو علنًا، وما تلاها من مواقف زادت من حدّة التوتّر بين رئيس الحكومة وحزب الله.
تقول مصادر متابعة إن رئيس الحكومة وجد نفسه في موقف صعب بعدما رفع سقف مواقفه قبل إضاءة الصخرة وبعدها، ولعلّ تعقيد الأمر قانونياً وصعوبة محاسبة الفاعلين، وعدم القدرة على محاسبة المشاركين، دفع رئيس الحكومة إلى إيجاد مخرج بالدعوة إلى لقاء تشاوري للوزراء للالتفاف حوله. فكان ذلك بدايةً مع وزراء الداخلية والدفاع والعدل، واستُتبع مع بقية الوزراء بحضور وزيرين من الثنائي، هما وزير المال ياسين جابر ووزير العمل محمد حيدر. وخلص اللقاء، إلى بيان يؤكد على ضرورة الالتزام بالتعليمات والقوانين، وبسط سلطة الدولة على كافة أراضيها، ومحاسبة الفاعلين بعد التحقيق. وحسب معلومات "المدن"، كان البيان بمثابة التخريجة لإنهاء أزمة هي أسخف من أن تعطل العمل الحكومي في البلد، وبالتالي تحفظ للدولة هيبتها، ولرئيس الحكومة موقعه. وبدا لافتاً أيضاً تأكيد وزير الدفاع من جديد، خلال اللقاء، أنّ الجيش مهمته الحفاظ على السلم الأهلي، وأنه كان يؤمّن سلامة المشاركين في الفعالية.
ومثل دخول رئيس الجمهورية جوزاف عون على الخط لصالح الجيش عاملاً إيجابياً بعدما طلب أن تمرّ الفعالية بسلام، وألا يحدث أي اصطدام أو توتر بين المشاركين والقوى الأمنية.
وتقول المصادر إن هذه الأزمة صغيرة جداً، ولا تستحقّ بلوغ ما بلغته من توتر، وأن سلام بمواقفه الحادة قد منح للفعالية زخماً كبيراً أدّى إلى حضور مهيب، ولولا ما كُتب قبل أيام منها لكانت مرّت مرور الكرام، وبحضور ما كان ليصل إلى ما وصل إليه.
وقد برز دور محوري لرئيس مجلس النواب نبيه بري في تطويق مفاعيل الأزمة وانعكاساتها، خصوصاً أنّ مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا توجّه له بالشكر بعد ختام الاحتفال، وفي هذا الإطار، تؤكد مصادر مقرّبة من عين التينة لـ"المدن" أنّ بري، وقبل الفعالية بيومين، ونتيجة التطور الذي حصل بين رئاسة الحكومة وحزب الله، تواصل مع الطرفين، وقام بتقريب وجهات النظر. وكان الاتفاق أن يتقدم حزب الله بطلب رسمي إلى محافظ بيروت مروان عبود للسير بالإجراءات القانونية، وأُُبلغ لاحقاً أنّ الأمور تسير على ما يرام.
لكن، بعد ما حدث أمام الصخرة، وبيان رئيس الحكومة، أبدى بري ــ بحسب المعلومات ــ استغرابه من الانتكاسة التي حصلت في الاتفاق، من دون أن تشير المصادر إلى ما إذا كان قد اتفق مع الحزب سابقاً على عدم إضاءة الصخرة.
هدف بري: تخفيف الاحتقان وتفادي التصعيد
وفي هذا الصدد، تشير المصادر إلى أنّ هدف بري كان تخفيف الاحتقان، وعدم ترك الأمور تذهب إلى التصعيد، في قضيةٍ لا يراها أولوية اليوم، في ظل اعتداءات إسرائيل على السيادة اللبنانية. وهو يبدي تفهّماً واضحاً لمشاعر أنصار حزب الله، خصوصاً فيما يتعلّق باستشهاد الأمين العام، الذي يعتبره رفيق دربه ونضاله.
وتشير المصادر إلى أنّ بري كان يؤكد على وجوب أن تواصل عملها للنهوض بلبنان من أزماته، وأوّلها العدوانية الإسرائيلية المتمادية والخروقات التي لم تتوقف. ويمكن تقريب وجهات النظر والوقوف عند المشكلة بطريقةٍ عقلانية، فلا يمكن لإضاءة صورةٍ على صخرة الروشة، في ظل كل ما يعصف بلبنان، أن تؤدي إلى ما أدّت إليه. وكذلك، تتوقف المصادر عند بيان وزير الدفاع ولتثمنه، وتؤكد على ما قاله بأنّ الجيش حامي الشرعية والسلم الأهلي، ولا يجوز إقحامه في أي مواجهةٍ مع الشعب الذي توافد بسلمية. وتضيف المصادر: المهم أنّ الفعالية انتهت من دون أي إشكال على الأرض، وبعد ذلك كل الأمور يمكن حلّها.
إنقلاب الحزب على الإتفاق
من ناحيةٍ أخرى، أبدت مصادر سياسية مطّلعة لـ"المدن" استغرابها لانقلابّ الحزب على الاتفاق مع محافظ بيروت محملة المسؤولية بالدرجة الأولى لرئيس وحدة الارتباط والتنسيق وفيق صفا، الذي نزل إلى المكان برفقة المئات من رجاله، كرسالةٍ واضحة وصريحة. وقد ظهر أيضاً في مقاطع مصوّرة ساخراً، وبعضها تضمّن تهكّماً واضحاً على رئيس الحكومة. وتتساءل المصادر: هل بات الحزب يُدار على الأرض من قبل صفا؟ وهل أن ما فعله لا يندرج ضمن إطار الاستفزاز، خصوصاً وأنّ المشاهد التي ظهر بها تعيد الأذهان إلى حقبةٍ كان يتزعّم فيها حزب الله الدولة، ويُسيطر صفا شخصياً على الكثير من القرارات الداخلية؟
مصادر عليمة بأجواء حزب الله قالت لـ"المدن" إن الفعالية ما كانت لتصل إلى ما وصلت إليه، لولا الاستفزاز الذي شعرت به بيئة الحزب من قبل بعض النواب ورئيس الحكومة أيضاً. ولو أنّها مرّت بشكلٍ عادي، لما كان حصل ما حصل، ولربما لما كان وصل هذا الحشد إلى ما وصل إليه نتيجة الاستفزاز. ذلك أنّ الفعالية المركزية كان قد دُعي إليها يوم السابع والعشرين من أيلول، لكن أمام الاستفزاز الذي وقع لبيئة جريحة، ورفع سقف التحدي، كان المشهد كما رآه اللبنانيون، ولم يكن بإمكان الحزب أن يتراجع خطوةً إلى الخلف، لأنّ ذلك سيُعدّ انكساراً له ولبيئته، في قضيةٍ تتعلّق بالسيد حسن نصرالله.
ورداً على سؤالٍ حول التجاوز القانوني لما حدث، تؤكد المصادر لـ"المدن" أنّ هناك عدّة وجهات نظر قانونية تفصّل أصلاً أنّ قرار رئيس الحكومة بالمنع مخالف للقانون، خصوصاً أنّ هذه الصخرة قد أُضيئت سابقاً بصورٍ لشخصيات لبنانية وعربية. والسيد نصرالله لا يقلّ شأناً، بل هو ــ بنظر أنصاره ــ الشخصية الأولى في التاريخ اللبناني، وله الحقّ بأن تُضاء صورته هناك. وتضيف المصادر أنّ فكرة إضاءة الصخرة بصور الرئيسين رفيق وسعد الحريري كانت خطوةً ذكية من قبل الحزب، كدلالةٍ على العلاقة الطيبة والتاريخية مع آل الحريري عموماً، وأهالي بيروت خصوصاً.
حسن فقيه - المدن
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|