عربي ودولي

النفط مقابل السلاح.. دعم روسي صيني مرتقب لإيران لتخفيف أثر العقوبات

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

حدد خبراء في العلاقات الدولية مجموعة من أشكال الدعم التي ستعمل عليها روسيا والصين لمساندة إيران بعد تفعيل "آلية الزناد" مؤخرًا من قبل مجلس الأمن الدولي.

وأوضح الخبراء أن في صدارة ذلك سيكون تقديم المزيد من الأسلحة النوعية لتقوية طهران أدواتها، استعدادًا للتعامل مع الضربة العسكرية المنتظرة من إسرائيل بمساعدة أمريكية، بعد أن تبين في حرب الـ12 يوما مدى ضعف الدفاعات الجوية الإيرانية وحاجتها إلى دعم عسكري كبير.

أشكال الدعم 
ومن بين أشكال الدعم أيضًا، بحسب خبراء لـ"إرم نيوز"، إجراء بكين وموسكو، من جهة، المزيد من المشاورات مع دول الترويكا الأوروبية والولايات المتحدة حول البرنامج النووي الإيراني، في محاولة للوصول إلى صيغة جديدة ينتج عنها تعليق للعقوبات أو تخفيفها، في ظل الاحتمال الآخر، باستمرار العمل بآلية الزناد.

وبحسب الخبراء، فإن من أهم أشكال الدعم استيراد الصين النفط من إيران، المحظور عليها تصديره بفعل العقوبات الدولية، وهو ما سيتم بشكل غير معلن، ويُعد من أهم مصادر الدخل لطهران، التي لا تستفيد منه بشكل كبير.

وأُعيد تفعيل عقوبات الأمم المتحدة على إيران بعد انقضاء مهلة "آلية الزناد"، التي أطلقتها باريس ولندن وبرلين في نهاية أغسطس الماضي، لعدم وفاء طهران بالتزاماتها المتعلقة ببرنامجها النووي.

ويأتي قرار إعادة تفعيل "آلية الزناد" ضد إيران عقب موافقة مجلس الأمن الدولي على تجديد العقوبات، وفشل روسيا والصين، الجمعة الماضية، في تمديد المهلة النهائية، لتدخل عقوبات قاسية تراوح بين حظر الأسلحة وتدابير اقتصادية حيز التنفيذ تلقائيًا، الساعة 8 مساءً بتوقيت نيويورك، يوم السبت الماضي، بعد 10 سنوات من رفعها.

الدور الصيني
وترى الباحثة في الشؤون الصينية والآسيوية، الدكتورة تمارا برو، أن بكين لن تتخلى عن طهران، ومن المحتمل أن تستمر في استيراد النفط منها على الرغم من تشديد العقوبات، فضلاً عن إبقاء التعاون العسكري بين البلدين بطرق غير مباشرة.

وأوضحت برو، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن الصين ستجري مباحثات مع الدول الأوروبية والولايات المتحدة في محاولة لتخفيف العقوبات على طهران أو تعليقها، تمهيدًا لعقد مباحثات جديدة، ومن المحتمل أن يكون لبكين دور في التناقش مع إيران من جهة أخرى للوصول إلى صيغة ترضي الدول الأوروبية، والعمل على تخفيف وتيرة برنامج تصنيع الأسلحة النووية الإيراني.

وأشارت برو إلى أن بكين ترى أن استرجاع العقوبات على إيران بسبب برنامجها النووي غير عادل وليست له مبررات، وأن طهران اتخذت الإجراءات المتوجبة عليها من أجل التعاون في برنامجها النووي لعدم تفعيل آلية الزناد، في ظل عقد اجتماعات مع الترويكا الأوروبية كانت روسيا والصين مطلعتين عليها، لا سيما مع ما وصل إليه المشروع النووي بعد الحرب الإسرائيلية وما تم تدميره من مكونات برنامجها الصاروخي.

وأفادت برو بأن الصين ليس من مصلحتها فرض آلية الزناد، لا سيما أنها قدمت مع روسيا قرارًا بمجلس الأمن لتأخير استرجاع العقوبات لمدة 6 أشهر بعد توقفها منذ عام 2015، وذلك بهدف إجراء المزيد من المباحثات، أملاً في التوصل إلى صيغة يمكن التعامل من خلالها بين طهران ومجموعة "4+1"، ولكن الولايات المتحدة مارست ضغوطها على الترويكا الأوروبية.

وتابعت أن بكين لن تتراجع في هذه المرحلة عن دعم طهران أمام تلك العقوبات، لا سيما أن إيران هي بوابة الصين نحو الشرق الأوسط، وانهيارها يضر بمصالحها، وبالتحديد رهانها على مشروع طريق الحرير، في ظل المنافسة التجارية والاقتصادية مع الولايات المتحدة.

وأردفت برو أن من المحتمل أن تجري بكين وموسكو، من جهة، المزيد من المشاورات مع دول الترويكا الأوروبية والولايات المتحدة حول البرنامج النووي الإيراني، في محاولة للوصول إلى صيغة جديدة ينتج عنها تعليق للعقوبات أو تخفيفها، في ظل الاحتمال الآخر، باستمرار العمل بآلية الزناد.

الدور الروسي
ومن موسكو، يقول مدير مركز "جي إس إم" للدراسات الاستراتيجية، الدكتور آصف ملحم، إنه بحسب التحولات الدولية التي تقودها روسيا والصين مؤخرًا، أصبحت إيران جزءًا من جبهة شرقية تشكلت لمواجهة الدول الغربية، بعد أن باتت عضوًا في "بريكس" و"شنغهاي"، وهي منصات ومنظمات توفر، إذا صحت التسمية، بدائل جيدة لطهران.

وأضاف ملحم، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن إيران مفروض عليها عدة عقوبات منذ زمن، تجعلها لا تستطيع بيع نفطها وغازها بشكل طبيعي، لتكون السوق الحقيقية لها هي آسيا، وبالتحديد بكين، لذلك من المنتظر، مع تفعيل آلية الزناد، أن تزيد روسيا والصين من جهودها للتعامل مع هذه العقوبات.

ويؤكد ملحم أن من ضمن أشكال الدعم القائمة والمستمرة مع العقوبات من روسيا والصين لطهران، تقديم المزيد من الأسلحة النوعية لتقوية أدواتها، في وقت يُتوقع فيه توجيه ضربة أخرى لإيران من إسرائيل بمعاونة أمريكية، بعد أن تبين في حرب الـ12 يوما أن الدفاعات الجوية الإيرانية ضعيفة وتحتاج إلى دعم عسكري كبير، وفق تقديره.

وبين ملحم أن تركيز الدعم من بكين وموسكو لطهران سيكون على الجانب العسكري، بهدف تقوية جبهتها في المرحلة المقبلة، لمواجهة ما يجهز له الغرب بقيادة الولايات المتحدة، خاصة أن هذا التوجه ليس موجّهًا ضد إيران بقدر ما هو موجه للصين وروسيا.

وذكر ملحم أن إيران عليها كم كبير من العقوبات ولديها خبرة في التملص والالتفاف حولها، وستبحث طهران عن مسارات جديدة لتصدير نفطها وغازها، وهو ما سيكون لروسيا وإيران دور في دعمه أيضًا.

 

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا