هكذا عطل عون لغم الروشة... فأنقذ البلد وسلام.
وفق مقولة " يلي إيدو بالمي مش متل يلي إيدو بالنار"، يمكن وصف تباين المواقف بين رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون وبين رئيس مجلس الوزراء نواف سلام الذي كان يريد ان تواجه القوى العسكرية والأمنية جماهير حزب الله عندما أراد التظاهر أمام صخرة الروشة.
رئيس الجمهورية عايش الأزمات وسقط إلى جانبه شهداء وجرحى ويردد باستمرار أنه لايريد ان يحمل دمًا، سيما ان أحداث عدة حصلت بين الجيش اللبناني وبين مواطنين لبنانيين وكذلك مع جمهور حزب الله.
فقد عايش جوزاف عون عدة أحداث عندما كان في المؤسسة العسكرية وان كان لم يكن على أرض الحدث ولم يكن معني به مباشرة كضابط.
وإذا عاد بالذاكرة جوزاف عون إلى ما تبع اتفاق أوسلو من إشكال بين الجيش اللبناني وجمهور حزب الله الذي تظاهر يومها سنة 1993، حكمًا يفضل عدم سقوط الدماء واجاد شرخ بين الجيش اللبناني وأبناء شعبه.
واذا ما استرجع الرئيس جوزاف عون الأحداث التي حصلت بين الجيش اللبناني ومتظاهري الحزب في العام ٢٠٠٨ في منطقة مار مخايل وأدت إلى سقوط ضحايا من المواطنين وتبع ذلك توقيف عدد من الضباط للمحاكمة، يفضل حكمًا عدم الصدام بين الجيش اللبناني وأبناء شعبه، وكذلك الأمر في الطيونة عندما دخل الجيش ليمنع تفاقم الأحداث يومها وأخد جوزاف عون هذا الأمر بصدره من موقعه عندما كان قائدا للجيش اللبناني يومها، إذ انه واجه جمهور حزب الله ولم يتلكّأ وهدفَ من ذلك حماية السلم الاهلي.
فرئيس الجمهورية بنهجه الاستراتيجي لا يتوقف أمام شكليات ما حصل في الروشة خصوصًا اذا كان لابد من الكلام عن ان رئيس لجنة الارتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا المعروف عنه انه يكره الرئيس جوزاف عون منذ ان كان الأخير رئيسًا لقائد الجيش اللبناني وقبلها منذ ان كان قائد اللواء المنتشر في الجنوب اللبناني لأن الرئيس عون لم يتجاوب مع مطالب صفا ومن مصلحة الأخير بما هو عليه من صفات سيئة ان يوجد اشكالًا بين الجيش اللبناني وبين المتظاهرين لانه يريد ان يستحدث قضية على حساب الكارثة التي رتّبها "الحزب" على أهالي الجنوب من سقوط قتلى وشهداء ودمار.
ان جوزاف عون استراتيجي يتطلع إلى موضوع سلاح حزب الله وكيفية معالجة هذه الأزمة التي تهدد لبنان بإجراءات سياسية وعسكرية قد تطاله، لذلك يتطلع إلى مسألة صخرة الروشة على أنها" لغم خلّبي " يمكن تجاوزه، إنما سلام أخطأ عندما أخذ الأمر على عاتقه فيما هو إجراء إداري على عاتق المحافظ.
بعدما اتخذ سلام الموقف، استنفر وفيق صفا لتصفية الحسابات، فاستدرك جوزاف عون الأمر وأجاد التصرف ولذلك نجا لبنان من مطب دموي.
أما رئيس الحكومة نواف سلام الذي يده في "الماء" تصرف على ان بداية ونهاية العالم مرتبطة بملف صخرة الروشة، سيما انه أمضى عقدين من الزمن وهو خارج لبنان ولا يعيش مشاكله اليومية وتحدياتها وأفخاخها.
وهنا كان الفرق على ما يقوله المراقبون بأن جوزاف عون يحمل كرة النار فيما رئيس الحكومة لم يكن في هذا الواقع وهو يريد ان يستنبط زعامة لا تتحقق بهذه الطريقة، إنما من خلال النجاح في تمرير أبناء الوطن بين النقاط وعدم انفجار الألغام التي أعدها حزب الله في وجهه وفي وجه الدولة.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|